jo24_banner
jo24_banner

توثيق سيرة الشيخ مثقال الفايز في كتاب

توثيق سيرة الشيخ مثقال الفايز في كتاب
جو 24 :

أصدر الباحثان الشاعر عواد صياح المبارك والموثّق عمر محمد نزال العرموطي كتاب (الشيخ مثقال سطّام الفايز)، الذي وُلد عام 1885 وتوفّي عام 1967، وأصبح شيخ مشايخ بني صخر وعمره ثلاثون عاماً، كما قال المؤلفان.


ذكر الباحثان أن الراحل الشيخ هو مثقال بن سطّام بن فندي بن عباس بن سلامة بن ذياب بن عواد بن فايز بن ادبيس بن فضل بن ارحمة بن اغبين بن امجيد بن طويق.


قدّم للكتاب مدير مركز الوثائق والمخطوطات في الجامعة الأردنية أستاذ التاريخ نوفان السوارية، ذاكراً سجلات ووثائق ومخطوطات عثمانيّة أكّدت وجود قبيلة بني صخر في المنطقة الممتدة ما بين المزيريب(جنوب دمشق) شمالاً ومعان جنوباً، واستمرت في وجودها حتى انتهاء الحكم العثماني، وكانت هذه القبيلة بحكم موقعها الاستراتيجي قدمت خدمات جليلة للدولة العثمانية تمثلت بحمايتها لقافلة الحج الشامي المارة عبر الأراضي التي تسيطر عليها، بتقديم الخدمات الأخرى المرتبطة بالقافلة، وكان لهذه القبيلة دور هام في التوازنات بين قوى القبائل الموجودة في المنطقة طيلة القرون الأربعة من الحكم العثماني، عندما كانت الدولة تثير النعرات بينها، ووجدت بني صخر نفسها في مواجهة قوة الدولة في أكثر من حالة.


وذكر السوارية بني صخر جمعوا البداوة وحيازة الأراضي والاهتمام التدريجي بالزراعة منذ أواخر القرن التاسع عشر، رادّاً الفضل في ذلك إلى سطّام باشا الفايز مدير ناحية الجيزة، فانتقل الاهتمام بالأرض والحفاظ عليها إلى ابنه مثقال باشا الفايز شيخ مشايخ بني صخر، وكانت دعوته المستمرة لرجال قبيلته وأبنائه وأحفاده عدم التفريط بالأرض، وكانت الأرض بوجه خاص تمثل عنده إضافة إلى الحلال والمال عنوان السيادة والزعامة.


كما ذكر السوارية انحياز بني صخر في مطلع القرن العشرين إلى جانب النهضة العربية، وتلبيتها دعوة شريف مكّة وملك العرب الحسين بن علي للتخلص من نير الحكم التركي، وإعلان انقيادها للحكم الهاشمي في دمشق بقيادة الملك فيصل بن الحسين بن علي.


وجدت هذه القبيلة، كما قال السوارية، نفسها مرة أخرى منحازة للحق العربي الذي عبث به الحلفاء عندما نزل الأمير عبد الله بن الحسين أرض معان في أواخر عام 1920، مطالباً بعرش أخيه الذي اغتصبه الفرنسيون، وكان بين مستقبليه في معان مشايخ البلاد الأردنية، وكان من بينهم شيخ مشايخ بني صخر مثقال الفايز، حيث طلب مثقال مع أعضاء مجلس بلدي عمان من سموّه القدوم إلى مدينتهم، وأن يتخذ منها مقرّاً لتحركاته وعاهدوه على الحماية والنصرة. وقد التزم مثقال باشا وأبناؤه وأحفاده وقبيلته بالعهد الذي قطعوه على أنفسهم في نصرة البيت الهاشمي وحمايته، ولم يكن مثقال باشا بن سطّام شيخاً لقبيلته فحسب، كما ذكر السوارية، بل كان زعيماً على مستوى الوطن وناضل ودافع عن مصالح الشعب الأردني، وكانت مواقفه الوطنية تشهد بذلك، في ولائه للعرش الهاشمي، ومشاركته عضواً منتخباً في المجالس التشريعية، وانخراطه في اللجان ذات المساس بحياة الناس كاللجنة المالية، والدفاع المستمر عن الفلاحين والفقراء والضعفاء، ومعارضته للوجود البريطاني بشكل عام وللمعاهدة الأردنية البريطانية التي عُقدت سنة 1928 بشكل خاص، ومشاركته في المؤتمر الوطني الأول سنة 1928 الذي نادى بإلغاء المعاهدة واستقلال الأردن، ومناصرته لمجاهدي فلسطين ودعمهم ماديّاً ومعنوياً وتوفير الملاذ لهم، وحماية الثوار السوريين من ملاحقة الفرنسيين لهم واعتبارهم ضيوفاً، وعقده المؤتمر الوطني الأردني في أم العمد سنة 1936 بمشاركة واسعة من زعماء الأردن وشيوخه، ودعوة المؤتمرين إلى مقارعة الاستعمار البريطاني وتقديم الدعم للمجاهدين في فلسطين، وكرهه الشديد للاستعمار البريطاني في بلاد الإمارة في أكثر من موقف، ومشاركته النشطة في الحياة السياسية الأردنية، فكان عضواً في حزب الاستقلال وحزب الشعب ومؤسساً وعضواً في حزب التضامن وحزب الإخاء وحزب النهضة، إضافة إلى علاقاته المميزة مع أنظمة الحكم في البلدان المجاورة.


وقال مقدّم الكتاب إنّ الكتاب الذي يشتمل على صفحات مهمة وردت كشهادات على ألسنة رواة، إنما هو كتاب مهم أورد السجايا النبيلة التي كان يتمتع بها الراحل في زعامته ونبله وحلمه وصبره وفروسيته وكرمه والمروءة والوفاء والسياسة وعاطفة الإنسان التي تجلت لديه.


انتقل مثقال باشا إلى جوار ربه في 15/4/ 1967، ليستلم من بعده ولده عاكف شيخاً، وقد تميز بمواقفه الوطنية والعربية، وكان رجل دولة من الطراز الرفيع، كما كان له الفضل في نقل صورة رائعة عن الديمقراطية الأردنية في المحافل العربية والدولية، وبعد أن انتقل إلى جوار ربه، استلم ولده دولة الأستاذ فيصل(أبو غيث) شيخاً، لبني صخر، وكان للمدرسة التي تربى بها مدرسة الهاشميين ومدرسة جدّه مثقال ووالده عاكف الأثر الكبير في تواضعه ووطنيته وشعوره الإنساني مع أبناء الشعب الأردني دون تمييز، يُضاف إلى ذلك الأعراف السياسية السامية النبيلة التي تعلمها أثناء خدمته في معيّة جلالة الملك عبد الله الثاني.

المؤلفان أوردا المشاق التي واجهتهما أثناء كتابة سيرة حياة الراحل مثقال الفايز، في توفير المراجع والبحث الميداني في المقابلات وتسجيلها وتصوير الرواة من قرية إلى قرية ومن عشيرة إلى عشيرة ومن شخص معمّر إلى معمّر يحفظ التاريخ ويرويه، جايل الشيخ الفايز وتعامل معه، كما ذكر المؤلفان البخيت والعرموطي الصور النادرة التي وفراها لهذا للكتاب البالغ 415 صفحة، غلافها صورة ملوّنة للشيخ مثقال الفايز.


اشتمل الكتاب على عناوين: تاريخ بني صخر، مركز بني صخر وحركتها، الفايز شيوخاً لبني صخر، من هو مثقال؟، طفولته، قصة مقتل مشهور الفايز، حادثة سجن بيك باشا في أم العمد، أسلوب مثقال في إدارة أمور بني صخر، قيادته لعشيرة بني صخر وحلّه لمشاكلهم، مثقال الفايز وقصص أخرى، زوجاته، رعايته لأبناء ولده المرحوم سلطان، الأسماء التي عرف بها، أوصافه، نظام حياته اليومية، مثقال واهتمامه بالأرض، شراؤه لأرض صوفة، نصيحته لابن أخيه غالب النواف، أرض النعاجيّة، مطالبته بالأراضي على سيل عمان، منازله وأملاكه، تعاملاته التجارية، بساطة مثقال وتواضعه، تمسكه بتعاليم الدين، كرمه، وفاؤه، عادات يومية كان يقوم بها، حكمته، استفادته من عبر التاريخ، صداقاته المحلية وفي الوطن العربي، ولم يكن صديقاً للإنجليز، زياراته خارج الأردن، والموظفون والمستخدمون لديه، ومثقال الفايز قاضياً، وموقفه من قصة متعب سليمان صفوق الفايز، وعلاقاته مع الدول العربية، وعقد الصلح لمنع الغزوات عام 1930، ودوره في المحافظة على النظام والأمن، ومواقفه وتعامله مع بعض رموز الإدارة في الإمارة، ورسالة من بعض رجالات الرعيل الأول، وشجاعته، وغزوة الحنتورة(السيارة)، وواقعة بني صخر مع السردية، وغزوة الخوين الأولى والثانية، ودور مثقال وفرسان بني صخر في صد غزوات الخوين، وموقفه السياسي ودعمه الثورة العربية الكبرى والهاشميين، ورفضه مشاريع التجزئة الاستعمارية، واستقباله الأمير عبد الله في معان، واستقباله ودعمه للشريف الحارثي في زيزياء، واستقباله للأمير عبد الله في عمان، وحصوله على لقب باشا من الأمير عبد الله، وعلاقاته وأبناؤه بالأسرة الهاشميّة، وعلاقته بالإنجليز، واعتقال علي خلقي الشرايري، ورفضه للمعاهدة البريطانية الأردنية عام 1928، والمؤتمر الوطني الأردني الأول عام 1928، ودوره في الميثاق الوطني الأردني الأول عن لواء البلقاء، ودوره في مؤتمر أم العمد(مؤتمر الشيوخ) عام 1937، وشهادة فهد مقبول الغبين، وعلاقته الحميمة مع أهالي وقرى وعشائر الشعب الفلسطيني، ودوره في مساندة كفاح الشعب الفلسطيني منذ عام 1936، ومشاركته أبناء بني صخر في حرب 1948، وعضويته في المجالس التشريعية والنيابية، ودوره فيها، ونشاطه الحزبي، ووفاة ابنه البكر سلطان مثقال، وأثر وفاة زوجته عدّول خير(أم عاكف)، واللحظات الحرجة في حياته، ومرضه، وموته، وإطلاق اسم مثقال على بعض المشاريع الخدمية، ونعي(من الأستاذ جمعة حماد).


الروايات والمقابلات كانت مع الشيوخ: فنخير شراري البخيت الفايز، وحاكم الفايز، وواجد سليمان الجمعاني، ونايل شاهر الفايز، وبادي عواد الرديني، وسعود الذياب الفايز، وعويذر عضوب الزبن، ومتعب درداح البخيت، وممدوح سلطان الفايز، وفيصل عواد السطّام الفايز، وسامي مثقال الفايز، وعلي عقلة الصاروم، والدويش ديلان البخيت. كما كانت المقابلات مع فوزة مثقال الفايز، ومسلم خلف القطيفان، وفاطمة مثقال الفايز، ود.رؤوف أبو جابر، والشيخ محمد حمدان مرجي الدبايبة، والشيخ برجس شاهر الحديد، والمحامي عشوي بن جزاع بن نويرس/ الهقيش، والشيخ فهد مقبول الغبين، وبندر(محمد صبري) توفيق الطباع، وحمود خلف الهنداوي ابن حزام، وعصام الشربجي، ود.سليمان متعب سليمان صفوق الفايز، وعادل شكيب الجيوسي. ومن الروايات رواية لصالح عودة الشوشان عن والده الراحل عودة الشوشان(1920-2007)، وشهادة للراحل عبد الحميد شومان مؤسس البنك العربي.


المؤلف عمر العرموطي من مواليد 1958، تخرج عام 1975 من مدرسة الكلية العلمية الإسلامية في عمان، وحصل على بكالوريوس إدارة الأعمال وعلم الاجتماع من الجامعة الأردنية 1980، عمل في الحقل الإداري والاقتصادي ثم عمل مديراً في الكلية العربية في عمان، وله اهتمام بالعمل الاجتماعي والتطوعي والخيري، وأسس عدداً من الجمعيات الخيرية، واشترك في تأليف الكتب: أسئلة حائرة في جزئين، وموسوعة العالم الإسلامي، ومحطات هامة من تاريخ الأردن منذ عهد الملك ميشع(ملك مؤاب) حتى عهد الملك عبد الله الثاني، ومذكرات محارب، ومادبا أيام زمان، ومذكرات اللواء حكمت مهيار، وكتاب الأردن الذي نريد، وعمان أيام زمان. حصل على بكالوريوس في التاريخ عام 1995 من الجامعة الأردنية، وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات، وهو أمين عام اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين.


أما الشاعر عواد صياح البخيت بني صخر، فحاصل على دبلوم إدارة الأعمال، وهو عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، ومؤسس رابطة التراث والأدب الشعبي الأردني، وصدر له في الشعر: (إلا إذا)، و(عبير الشوق)، و(وحي السحاب)، وله مجموعات قصصية من وحي الريف والبادية، ومجموعة(ثمار الشيح)، وشارك في الكثير من المهرجانات المحلية والخارجية.الراي

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير