شيوعي بارز رئيساً للحكومة..!
موسى الصبيحي
جو 24 : لم يشأ الشيوعي البارز في الدولة أن يُحرِج رئيس الجمهورية حين قال الأخير بأن اجتماعية الدولة كانت ولا تزال تتطور باتجاه تحديد جوانب الفقر ومحاصرة جيوبه دون أن تتكلّف الخزينة العامة للدولة أي مبالغ إضافية، مؤكّداً أن التوجّه العام يوجِب إجراء استفتاء لتحديد منْ هم الفقراء، وسُبُل تمكينهم عبر تشريعات اجتماعية تأخذ بالاعتبار دور المؤسسات الخيرية ورجال الأعمال في الإسهام في التمكين، وأن الدولة لن تتهاون مع أي مدّعٍ للفقر بعد ذلك، كما أنها لن تسمح للفقراء "المُمكَّنين" بالعزوف عن المشاركة في بناء الديمقراطية الاجتماعية الحديثة عبر الإدلاء بأصواتهم "المهمّة" في صناديق الاقتراع لانتخاب أهم مجلس وطني اجتماعي يُعنى بإعادة ترتيب وهندسة أولويات الدولة الاجتماعية..!
وقال الشيوعي البارز، في حديث جانبي مع عدد من رفاقه عقب انتهاء رئيس الجمهورية من إلقاء خطابه التاريخي الاجتماعي، بأنه كان على الرئيس أن يحدّد هوية الجمهورية من ناحية الفكر الذي تقوم عليه، لا سيّما وأن تزايد جيوب الفقر واتساع رقعتها الديمغرافية سببه إعلان حكومي كان قد صدر عن أكثر من حكومة وطنية في أوقات متباعدة إلى حد ما، يشير إلى أجندات اجتماعية واقتصادية لم يكن الهدف منها حماية الطبقة الفقيرة في المجتمع بقدر ما كان الهدف تكثيف الخطط والجهود لبناء طوابق جديدة عليا لإسكان ذوي الدخول العليا، حتى لا تطالهم نظرات الفقراء فتزعجهم باستجدائها، حيث تم تكليف وزراء الإسكان المتعاقبين بهذه المهمّة العاجلة..!
وبينما كان كبار رجال الدولة ونساؤها يصفقون للرئيس ويحيونه على كلماته التاريخية الشجاعة، كانت ثلّة من حراكيي الاتجاهات اليمينية واليسارية تتجمّع وسط الساحة العامة في عاصمة الديمقراطية النامية، وصعد على المنصّة الحجرية يميني معتدل مخاطباً الشارع بالقول: إن التوجّهات الاجتماعية للدولة آخذة بالتراجع، وإن الحكومة لا تكاد تلتفت إلى الفقراء المتزايدين، وإن الضغوط الهائلة على أعصاب وقوى الطبقة الفقيرة الآخذة بالاتساع في أرجاء الدولة، بدأت تشكِّل تحديات ومخاطر محدقة تهدد الأمن الوطني، لا سيّما الضغط على الأسر وتزايد نسب الطلاق في المجتمع بصورة غير مسبوقة، وارتفاع معدلات العنوسة لدى الجنسين، ما يستدعي إجراءات وبرامج عاجلة موجَّهة للفقراء ومترافقة مع حملات إعلامية ضخمة تقودها المؤسسة الإعلامية الوطنية الرسمية الوحيدة لشرح أبعاد الإجراءات والبرامج المتّخذة، وأهدافها النهائية، بما في ذلك الإفصاح عن حقيقة الدفائن التي سَرَت إشاعة قويّة بأن أصحاب "دكاكين" سياسية وأيدولوجية كباراً قد استولوا على جزءٍ كبير منها..!
وفي الوقت الذي كان فيه الحراك العام يستعد للانسحاب من الساحات العامة بهدف إعادة انتشار جديدة أكثر فاعلية، كان رئيس الحكومة يعلن عن إجراءات تُترجم توجيهات رئيس الجمهورية وفي طليعتها إقرار مبدأ دولة القانون والمؤسسات، وإغلاق ملف تزوير الانتخابات، وفتح صفحة الدفائن والإشاعات، ووقف بناء الطوابق العليا في الأزقة والحارات، وتشجيع الهجرة المعاكسة من الأعلى إلى الأسفل، وضخ جزء مهم من الموازنة العامة للدولة لتعزيز إجراءات القضاء والأجهزة الأمنية في مواجهة الفاسدين، ووضع حجر الأساس لديمقراطية اجتماعية إصلاحية جديدة قائمة على التوازن الاقتصادي، ووقف سياسة التغول الرأسمالي..
وفي صبيحة اليوم التالي كانت وكالات الأنباء تعلن أن رئيس الجمهورية كلّف شخصية شيوعية بارزة من أصل يميني بتشكيل حكومة وطنية اجتماعية جديدة برؤية ذات أولوية سوسيولوجية متّسقة..!
Subaihi_99@yahoo.com
وقال الشيوعي البارز، في حديث جانبي مع عدد من رفاقه عقب انتهاء رئيس الجمهورية من إلقاء خطابه التاريخي الاجتماعي، بأنه كان على الرئيس أن يحدّد هوية الجمهورية من ناحية الفكر الذي تقوم عليه، لا سيّما وأن تزايد جيوب الفقر واتساع رقعتها الديمغرافية سببه إعلان حكومي كان قد صدر عن أكثر من حكومة وطنية في أوقات متباعدة إلى حد ما، يشير إلى أجندات اجتماعية واقتصادية لم يكن الهدف منها حماية الطبقة الفقيرة في المجتمع بقدر ما كان الهدف تكثيف الخطط والجهود لبناء طوابق جديدة عليا لإسكان ذوي الدخول العليا، حتى لا تطالهم نظرات الفقراء فتزعجهم باستجدائها، حيث تم تكليف وزراء الإسكان المتعاقبين بهذه المهمّة العاجلة..!
وبينما كان كبار رجال الدولة ونساؤها يصفقون للرئيس ويحيونه على كلماته التاريخية الشجاعة، كانت ثلّة من حراكيي الاتجاهات اليمينية واليسارية تتجمّع وسط الساحة العامة في عاصمة الديمقراطية النامية، وصعد على المنصّة الحجرية يميني معتدل مخاطباً الشارع بالقول: إن التوجّهات الاجتماعية للدولة آخذة بالتراجع، وإن الحكومة لا تكاد تلتفت إلى الفقراء المتزايدين، وإن الضغوط الهائلة على أعصاب وقوى الطبقة الفقيرة الآخذة بالاتساع في أرجاء الدولة، بدأت تشكِّل تحديات ومخاطر محدقة تهدد الأمن الوطني، لا سيّما الضغط على الأسر وتزايد نسب الطلاق في المجتمع بصورة غير مسبوقة، وارتفاع معدلات العنوسة لدى الجنسين، ما يستدعي إجراءات وبرامج عاجلة موجَّهة للفقراء ومترافقة مع حملات إعلامية ضخمة تقودها المؤسسة الإعلامية الوطنية الرسمية الوحيدة لشرح أبعاد الإجراءات والبرامج المتّخذة، وأهدافها النهائية، بما في ذلك الإفصاح عن حقيقة الدفائن التي سَرَت إشاعة قويّة بأن أصحاب "دكاكين" سياسية وأيدولوجية كباراً قد استولوا على جزءٍ كبير منها..!
وفي الوقت الذي كان فيه الحراك العام يستعد للانسحاب من الساحات العامة بهدف إعادة انتشار جديدة أكثر فاعلية، كان رئيس الحكومة يعلن عن إجراءات تُترجم توجيهات رئيس الجمهورية وفي طليعتها إقرار مبدأ دولة القانون والمؤسسات، وإغلاق ملف تزوير الانتخابات، وفتح صفحة الدفائن والإشاعات، ووقف بناء الطوابق العليا في الأزقة والحارات، وتشجيع الهجرة المعاكسة من الأعلى إلى الأسفل، وضخ جزء مهم من الموازنة العامة للدولة لتعزيز إجراءات القضاء والأجهزة الأمنية في مواجهة الفاسدين، ووضع حجر الأساس لديمقراطية اجتماعية إصلاحية جديدة قائمة على التوازن الاقتصادي، ووقف سياسة التغول الرأسمالي..
وفي صبيحة اليوم التالي كانت وكالات الأنباء تعلن أن رئيس الجمهورية كلّف شخصية شيوعية بارزة من أصل يميني بتشكيل حكومة وطنية اجتماعية جديدة برؤية ذات أولوية سوسيولوجية متّسقة..!
Subaihi_99@yahoo.com