عائلة اردنية تسكن حافلة.. وزادها الخبز الجاف مع السكر "صور وفيديو"
ملاك العكور- عندما تكتب عن الفقر والفقراء تتدافع عليك كل مشاعر الحزن والألم، وتتداعى إليك كل كلمات البؤس والمرارة، مما يرهقك فى اختيار العبارات وتلمس المعاناة، التي لن يوصفها أي تعبير ولو سخر البحر مدادا لكتابتها.
لا يكف مسؤولونا عن التغني بعبارات جوفاء ومثاليات عن الإنسان وحفظ كرامته وأهميته وتأكيدهم تحت قبب البرلمان وبمؤتمرات أنه أغلى ما يملك الوطن، إلا أنهم اغفلوا بصيرتهم عن أولئلك الذين لم يعد الوطن أغلى ما يمكلون وهو لم يستطع يوما تأمينهم تحت سقف يأويهم من حر الصيف وبرد الشتاء.
أم أحمد.. ثلاثينية مطلقة، أم لطفلين تعيش معهم منذ سنة وسبعة شهور في حافلة بعد أن هرمت خيمتهم التي احتموا بها طوال الفترة السابقة.
وفي التفاصيل تروي أم أحمد، معاناتها في طرق أبواب الحكومة التي كسرت ظهرها أكثر من تلك "الديسكات" الثلاثة التي تعاني منها، ما يؤجج ألمها ويشب نارا في صدرها خوفا على فلذات أكبادها.
تؤكد أم أحمد أنها راجعت وزارة التنمية الاجتماعية غير مرة علها تتمكن من الحصول على مساعدة لها ولطفليها إلا أنها تعود كل مرة بخفي حنين بعد تصفعها الوزارة بردها "روحي ودبري راسك".
وتضيف أم أحمد لـJo24 أنها تعاني من أمراض عديدة وتعيش على المسكنات بعد أوصدت مستشفيات محافظة العقبة أبوابها هي الأخرى أمامها، ولا تقوى على العمل لساعات طويلة إلا أنها تضطر إلى ذلك لتأمين قوت يوم أبنائها.
أم أحمد التي ما أن تسألها عن حالها ومكان عيشها حتى تسبق جوابها وتحلقه بعبارة "الحمدلله"، تقسم أنها تطعم أبناءها في كثير من الأيام خبر جاف وماء مع سكر بعد أن تضيق بها الأرض بما رحبت.
بكلمات تبللها الدموع، وبقلب أكاد أسمع دقاته المتسارعة من سماعة الهاتف تصف أم أحمد خوفها كل ليلة على أطفالها من أي اعتداء قد يتعرضوا له، بعد أن حاول شبان التعرض لها ولأبنائها أكثر من مرة.