البخيت والكلالدة ومصير الأسد
د. مهند مبيضين
جو 24 : فيما يؤكد وزير التنمية على أن تصريحات دولة معروف البخيت «شخصية» ولا تمثل وجهة نظر الدولة، التي التزمت برؤيتها للأزمة السورية بتبني الدعوة للحل السياسي، فإن اللافت هو مقدرة أي وزير بأي حكومة تصنيف تصريحات الناس وحملها على أنها مجرد رؤية شخصية، علما بأن سياسات القوى الكبرى تصنعها رؤى شخصية أيضا ولكنها تكون مدعومة بمؤسسات.
لم يكن ينقص معروف البخيت الحدس، حين طالب بغلق حدودنا مع سوريا تحسبا لآثار اللجوء الذي تقدر الأمم المتحدة ان سنواته لا تنتهي بين يوم وليلة بل تضع عمرا للاجئ يتجاوز العقدين والنصف، وذلك ما تنتفض من اجله اوروبا اليوم وهي البعيدة كل البعد عن التخوم السورية، والتي تعي معاني التدفق السوري الضاغط عليها.
والبخيت لا ينتصر لهوى الحكومة، او لحلم عابر، بل للتحليل والتقدير العسكري والذي يفيد من الدرس العراقي بعد زوال صدام حسين، وما أصاب المنطقة من ويلات، في المقابل أيضا تتمرس روسيا من اجل الابقاء على الأسد ولو شاءت اميركا اسقاطه لانهت وجوده بيوم وليلة فلا نعرف لماذا ينفي الوزير تصريحات ورأي دولة الدكتور البخيت ويبسطها ليحيلها من تحليل واقعي جيوسياسي إلى مجرد كلام.
صحيح أن حل الازمة في سوريا لا ينتهي بزوال الأسد بجرة قلم، ولم يكن الحل مواتيا في العراق بزوال صدام، ولا يعني البقاء للأسد تغييرا في النهج، ذلك أن الاستبداد سيظل واقعا، وموروثا حتى في خلفاء الأسد إن رحل، كما قال أمل دنقل:
«لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كل قيصر يموت
يولد قيصر جديد».
إلا أن ذهنيات الحرب تلح بأن المشهد المقبل على المنطقة لن يعاد تشكيله بصورة بسيطة أو بجرة قلم، ومستقبل الأسد لا يحدد ببساطة، ولو سألنا وزير خارجية السعودية عادل الجبير عن سر تمترس وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف بالأسد لكان الجواب مختلفا والتعليق على تصريحات دولة الدكتور معروف البخيت مختلفاً.
فبرغم كل ما بذلته السعودية من تنشيط للتجارة المتبادلة مع روسيا في السلاح، وهو ما فسر على أنه ثمن التراجع الروسي عن دعم الأسد، فإن الثمن المطلوب لموسكو ما زال أكبر من الذي قدم، وروسيا اليوم ليست روسيا المتعبة بداية الألفية الجديدة والتي سمحت بتصفية العراق وانهاء نظام البعث فيه، والعرب اليوم ليسوا كلهم ضدها كما هو الحال سابقا.
اخيراً لا نعرف سبباً قد يدفع رجل دولة مثل معروف البخيت، كي يتطابق برؤيته التحليلة التشخيصية للمستقبل السوري مع رأي وزير بعينه أو حزب أو جمهور، إلا لأن رجال الحكومة برغم نفسهم اليساري السابق يرون العالم مختلفا وهم على الكرسي، فموسكو لم تحتج على تصريحات الدكتور البخيت ولا البيت الأبيض ولا المعارضة السورية!
Mohannad974@yahoo.com
(الدستور)
لم يكن ينقص معروف البخيت الحدس، حين طالب بغلق حدودنا مع سوريا تحسبا لآثار اللجوء الذي تقدر الأمم المتحدة ان سنواته لا تنتهي بين يوم وليلة بل تضع عمرا للاجئ يتجاوز العقدين والنصف، وذلك ما تنتفض من اجله اوروبا اليوم وهي البعيدة كل البعد عن التخوم السورية، والتي تعي معاني التدفق السوري الضاغط عليها.
والبخيت لا ينتصر لهوى الحكومة، او لحلم عابر، بل للتحليل والتقدير العسكري والذي يفيد من الدرس العراقي بعد زوال صدام حسين، وما أصاب المنطقة من ويلات، في المقابل أيضا تتمرس روسيا من اجل الابقاء على الأسد ولو شاءت اميركا اسقاطه لانهت وجوده بيوم وليلة فلا نعرف لماذا ينفي الوزير تصريحات ورأي دولة الدكتور البخيت ويبسطها ليحيلها من تحليل واقعي جيوسياسي إلى مجرد كلام.
صحيح أن حل الازمة في سوريا لا ينتهي بزوال الأسد بجرة قلم، ولم يكن الحل مواتيا في العراق بزوال صدام، ولا يعني البقاء للأسد تغييرا في النهج، ذلك أن الاستبداد سيظل واقعا، وموروثا حتى في خلفاء الأسد إن رحل، كما قال أمل دنقل:
«لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كل قيصر يموت
يولد قيصر جديد».
إلا أن ذهنيات الحرب تلح بأن المشهد المقبل على المنطقة لن يعاد تشكيله بصورة بسيطة أو بجرة قلم، ومستقبل الأسد لا يحدد ببساطة، ولو سألنا وزير خارجية السعودية عادل الجبير عن سر تمترس وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف بالأسد لكان الجواب مختلفا والتعليق على تصريحات دولة الدكتور معروف البخيت مختلفاً.
فبرغم كل ما بذلته السعودية من تنشيط للتجارة المتبادلة مع روسيا في السلاح، وهو ما فسر على أنه ثمن التراجع الروسي عن دعم الأسد، فإن الثمن المطلوب لموسكو ما زال أكبر من الذي قدم، وروسيا اليوم ليست روسيا المتعبة بداية الألفية الجديدة والتي سمحت بتصفية العراق وانهاء نظام البعث فيه، والعرب اليوم ليسوا كلهم ضدها كما هو الحال سابقا.
اخيراً لا نعرف سبباً قد يدفع رجل دولة مثل معروف البخيت، كي يتطابق برؤيته التحليلة التشخيصية للمستقبل السوري مع رأي وزير بعينه أو حزب أو جمهور، إلا لأن رجال الحكومة برغم نفسهم اليساري السابق يرون العالم مختلفا وهم على الكرسي، فموسكو لم تحتج على تصريحات الدكتور البخيت ولا البيت الأبيض ولا المعارضة السورية!
Mohannad974@yahoo.com
(الدستور)