اختلاف الطقس يزيد من الأمراض التنفسية لدى الأطفال
ترتفع حدة القلق عند ام حمزة على أطفالها هذه الايام مع قرب دخول فصل الخريف، المصاحب بموجات البرد مما يعرض الأطفال للأمراض الصدرية والحساسية والزكام والرشح، وقد يرافق ذلك ارتفاع في درجة الحرارة.
تضطر ام حمزة منع اطفالها من الذهاب للحضانة أو المدرسة، وخاصة عند احساسها باصابتهم باحد الأمراض التنفسية، ما يستدعي منها اتباع طرق الوقاية اللازمة، كي لا تمتد عدوى الأمراض إلى المحيطين.
وتضطر أم قيس الحصول على اجازة لملازمة طفلها المريض حتى تمام شفائه والاطمئنان عليه، ليس حرصا فقط على طفلها من مضاعفات المرض، إنما حرصا أيضا على زملائه الصغار، خاصة أن مثل تلك الأمراض من السهل انتقال عدواها عن طريق العطس أو الكحة حيث يخرج الرذاذ من الأنف والفم محملا بالميكروبات المعدية، والتي تزيد فرصها في الانتقال للآخرين في الأماكن المغلقة.
ويرى الطبيب العام الدكتور طلعت شاهر القطاونة، أن اختلاف درجات الحرارة التي ترتفع نهارا وتنخفض ليلا، يؤدي إلى حدوث موجة من الأمراض التنفسية غير المسبوقة، وانتشار الفيروسات في مختلف الأماكن، والغبار المتواجد على الأشجار دائمة الخضرة؛ مثل الزيتون، التي تنتقل مع الرياح، إضافة إلى الرياح الملوثة بحبوب اللقاح، وكلها تؤدي إلى الإصابة بحساسية في القصبات الهوائية.
ويضيف القطاونة أن الالتهاب الفيروسي المنتشر في الجو، يسبب الحساسية التي تكون موازية للربو في شدتها، الأمر الذي يستدعي الوصول إلى مرحلة "الربو في العلاج"، مشيرا إلى أن الأطفال وكبار السن هم من أكثر الفئات عرضة للإصابة بهذه الأمراض، التي قد تستدعي عند مضاعفاتها الحادة المكوث عدة أيام في المستشفى لتلقي العلاج.
ويعتبر القطاونة أن من الأخطاء والتجاوزات الطبية التي يقع بها كل من، الطبيب والمريض والأهل، تناول المضادات الحيوية بدون سبب، والتي "لا تغني ولا تسمن من جوع، بل تؤثر على مقاومة الجسم للأمراض"، عازيا ذلك إلى أن الأمراض الفيروسية لا تحتاج إلى مضادات حيوية للعلاج، الأمر الذي يجهله الكثير من الناس.
ويحذر الدكتور القطاونة الأمهات من منح الأطفال لملابس ثقيلة أكثر من اللازم بحجة أنها تحميه من البرد، لأنه سرعان ما يعود للبيت ويخلع ملابسه الثقيلة ويرتدي ملابس البيت العادية، ويتعرض لهواء البيت وجسمه مليء بالعرق، فيصيبه البرد على الفور.
ويبقى الأطفال من أكثر الفئات عرضة للإصابة بالأمراض أثناء البرد، ما يتطلب من الأمهات بذل جهودهن لتأمين الحماية الضرورية لأفراد الأسرة، لوقف انتشار الأمراض وعدم التسبب بمضاعفات مرضية حادة.
وتيبن التربوية امل العلمي دور الام في توعية الطفل بطبيعة الأمراض الخاصة بفصول السنة خاصة عند دخول فصل الشتاء، وعليه أن يتبع نصائح للوقاية من العدوى سواء في البيت أو في المدرسة.
وتضيف العلمي، يجب تعريف طفلك بالمعلومات المهمة عن عدوى الانفلونزا وأسباب المرض وأعراضه وطرق الوقاية منه وكيفية تجنب العدوى.
وتنصح العلمي الطفل بعدم العطس أو الكح في وجه زملائه وعدم مشاركتهم الطعام خاصة إذا كان مصابا بالرشح أو الزكام، والتوصية بعدم استعمال أدوات الآخرين الشخصية سواء كان زميله سليما معافى أو مريضا. وتنصح بابعاد الطفل عن الأماكن المزدحمة المغلقة أو غير جيدة التهوية، وإعطاء الطفل المناديل الورقية الكافية لاستعمالها عند الاحتياج للعطس أو الكحة وإلقائها بعد الاستعمال في سلة المهملات. الغد