وعدنا النسور بالحلق ..فثقّب الاردنيون اذانهم دون جدوى
جو 24 : كتب محرر الشؤون المحلية - وأخيرا.. يعلن رئيس الوزراء عبدالله النسور وبعد كل هذه السنوات التي ترأس بها الحكومة عن اطلاق عملية اصلاح واسعة وذلك على حد قوله بعد "عودة الاستقرار وهيبة الدولة وحضورها وجديتها في تنفيذ القانون بصورة حاسمة وعادلة وقانونية وحضارية"، وكأن الاستقرار غادرنا لفترة زمنية ثم عاد، والان تستطيع الحكومة ان تباشر مسيرة الاصلاح الشاملة التي كان يمكن ان تبدأها لو لم تقع الاضطرابات وانعدام حالة الاستقرار المزعومة (..) ؟!! من اين لك هذا يا نسور.
السؤال المهم، هل مر الاردن فعلا بفترة "فوضى واضطرابات وتطاول على هيبة الدولة" كما زعم النسور اثناء اللقاء الذي جمعه بالمحافظين والقيادات الامنية في وزارة الداخلية الخميس الماضي؟! هل يعقل ان يقوم شخص بذكاء وخبرة ومعرفة النسور السياسية بالخلط مفاهيميا بين حالات التظاهر والاحتجاجات السلمية المطالبة بالاصلاح ومكافحة الفساد وبين حالات الفوضى والاضطرابات والاعتداء على هيبة الدولة التي لم تقع في بلادنا الا في نطاق ضيق جدا. هل تقصد النسور السقوط بهذا التخريف التأريخي، ام انه فعلا لم يعد يميز بين السلمي الهادف والفوضى الهدامة؟!
على كل حال على النسور ان يعرف جيدا ان هذه الوعود البراقة لا تنطلي على احد، فلقد ذاق الجميع الامرين في فترة رئاسته الاولى والثانية وعانوا ما عانوا من الفقر والقمع والردة، الى جانب ما اقره من تشريعات مهمة سالبة للحرية والشرعية، صادق عليها مجلس النواب بضغط مارسه بحرفية عليهم، كيف لا وهو الذي يعرفهم جيدا ويعرف كيف يستميلهم ويوجههم ويوظفهم لمصلحته وهو النائب العتيق الذي لا يشق له غبار. ياه على تلك الايام، هل تذكرون النسور النائب المعارض الذي كنا نترقب مواقفه وكلماته وحركاته وسكناته؟ هل تذكرون صولاته وجولاته، هل يذكر هو تلك الايام الخالية؟ لا اظنه يفعل.
اما عن تنفيذ القانون الذي طالب النسور ان يتم "بحسم وعدالة وقانونية وحضارية" فهذا امر لا يختلف عليه اثنان، ولكن يبقى ان نسأل عن القانون نفسه وما اذا كان فعلا يحقق العدالة وجرى صياغه لحماية حقوق الناس الطبيعية عوضا عن مصادرتها وسلبها.
الاصلاح الواسع لن يبدأه النسور فلا قِبل له بذلك ، وقانون الانتخاب الذي احتفى به مع حاشيته وادواته ليس توافقيا ولم يخضع لمناقشات عامة ولم يأخذ مباركة الاردنيين في المركز و الاطراف، وهو بالمناسبة ليس اكثر من صيغة ستفتت الصوت العشائري وتوزعه بين القوائم، وستتسبب في ولادة المزيد من الضغائن والاحقاد والكراهية بين ابناء الدائرة الانتخابية اذا ما حدث تفاوت في اصوات المترشحين في القائمة الواحدة، لذلك نظن ان النسور احتفى مبكرا ومن معه ومن يخدم اجندتهم بهذا المشروع الملتبس، واعتبر - بشكل استباقي ومقصود - انه اطلق العنان لصيغة اصلاحية قال انه سيتبعها بقرارات اصلاحية اخرى، وهذا بالضرورة -واعتمادا على تجربة الناس وخبرتهم بالرئيس وفريقه- لن يتحقق ابدا ..
السؤال المهم، هل مر الاردن فعلا بفترة "فوضى واضطرابات وتطاول على هيبة الدولة" كما زعم النسور اثناء اللقاء الذي جمعه بالمحافظين والقيادات الامنية في وزارة الداخلية الخميس الماضي؟! هل يعقل ان يقوم شخص بذكاء وخبرة ومعرفة النسور السياسية بالخلط مفاهيميا بين حالات التظاهر والاحتجاجات السلمية المطالبة بالاصلاح ومكافحة الفساد وبين حالات الفوضى والاضطرابات والاعتداء على هيبة الدولة التي لم تقع في بلادنا الا في نطاق ضيق جدا. هل تقصد النسور السقوط بهذا التخريف التأريخي، ام انه فعلا لم يعد يميز بين السلمي الهادف والفوضى الهدامة؟!
على كل حال على النسور ان يعرف جيدا ان هذه الوعود البراقة لا تنطلي على احد، فلقد ذاق الجميع الامرين في فترة رئاسته الاولى والثانية وعانوا ما عانوا من الفقر والقمع والردة، الى جانب ما اقره من تشريعات مهمة سالبة للحرية والشرعية، صادق عليها مجلس النواب بضغط مارسه بحرفية عليهم، كيف لا وهو الذي يعرفهم جيدا ويعرف كيف يستميلهم ويوجههم ويوظفهم لمصلحته وهو النائب العتيق الذي لا يشق له غبار. ياه على تلك الايام، هل تذكرون النسور النائب المعارض الذي كنا نترقب مواقفه وكلماته وحركاته وسكناته؟ هل تذكرون صولاته وجولاته، هل يذكر هو تلك الايام الخالية؟ لا اظنه يفعل.
اما عن تنفيذ القانون الذي طالب النسور ان يتم "بحسم وعدالة وقانونية وحضارية" فهذا امر لا يختلف عليه اثنان، ولكن يبقى ان نسأل عن القانون نفسه وما اذا كان فعلا يحقق العدالة وجرى صياغه لحماية حقوق الناس الطبيعية عوضا عن مصادرتها وسلبها.
الاصلاح الواسع لن يبدأه النسور فلا قِبل له بذلك ، وقانون الانتخاب الذي احتفى به مع حاشيته وادواته ليس توافقيا ولم يخضع لمناقشات عامة ولم يأخذ مباركة الاردنيين في المركز و الاطراف، وهو بالمناسبة ليس اكثر من صيغة ستفتت الصوت العشائري وتوزعه بين القوائم، وستتسبب في ولادة المزيد من الضغائن والاحقاد والكراهية بين ابناء الدائرة الانتخابية اذا ما حدث تفاوت في اصوات المترشحين في القائمة الواحدة، لذلك نظن ان النسور احتفى مبكرا ومن معه ومن يخدم اجندتهم بهذا المشروع الملتبس، واعتبر - بشكل استباقي ومقصود - انه اطلق العنان لصيغة اصلاحية قال انه سيتبعها بقرارات اصلاحية اخرى، وهذا بالضرورة -واعتمادا على تجربة الناس وخبرتهم بالرئيس وفريقه- لن يتحقق ابدا ..