ملحمة جلجامش
أنا لا اتحدث في هذه العجالة عن ملحمه تبيع اللحم السوري على أنه لحم بلدي والعائده لصاحبها جلجامش الحياري بل أتحدث عن تلك الملحمة التاريخية التي كتبها السومريون وتعتبر أقدم قصة كتبها الإنسان والتي تدور أحداثها عن الملك جلجامش الذي لم يكن محبوباً من الشعب نظراً لأنه كان يمارس على شعبه كل أشكال الظلم والإمتهان والتعذيب وجعلهم يعملوا لديه بالسخره فأذلهم وأذاقهم طعم الهوان، ورغم أن الملك جلجامش كان يعيش حياة رفاهية وبذخ إلا أنه كان يشعر أن هناك شيئاً ينقصه وعند موت صاحبه ورفيق دربه " أنكيدو" أيقن أن الخلود في هذه الحياه وبقاءه أبد الدهر ملكاً يحكم الشعب ويتلذذ بملذات هذه الحياه هو ما ينقصه، فعزم على الذهاب برحلة للبحث عن الخلود ولم يلتفت لكل النصائح التي وجهت إليه من المقربين له بأن يستمتع بهذه الحياة بدل أن يقضي أيامه بالبحث عن سر الخلود وأن يبني حضاره فريدة من نوعها وأن يرفع الظلم عن شعبه ويبحث عن الموارد التي تساهم في رفعة شعبه، ولكنه لم يلتفت إلى كل تلك النصائح وأصر على المضي قدماً في رحلته بالبحث عن سر الخلود، ولكن جلجامش فشل في الحصول على مبتغاه بالخلود وعاد إلى وطنه يجر أذيال خيبته، وعند وصوله إلى مدينته ورؤيته للسور العظيم الذي بناه الشعب في عهده حول مدينته أيقن عندها أن أفضل طريقه للخلود هي تخليد الأسم وليس تخليد الجسد و الروح فعمد عندها على رفع الظلم عن شعبه وبنى حضاره مميزه ووصلتنا هذه القصه على ألواح حجرية نقشت عليها تفاصيل هذه الحضاره، أما جلجامش الأردن دولة رئيس الوزراء لم يلتفت إلى الشعب يوماً وبقي هو وفريقه الوزاري ومجلس أمتنا يبحث عن عشبة الخلود في سدة الحكم فطلما حلموا بأكسير الخلود في المنصب ولكنهم نسوا بأن الخلود لله وحده وأن الإنسان لا يبقى منه إلا ذكره الطيب وسمعته الحسنه وقبل ذلك أفعله التي تشهد له وخوفه على الشعب وسعيه لتحقيق مصالحهم والعمل الجاد والمتواصل في سبيل تحقيق العيش الكريم لهم، ولكنهم لم يؤمنوا بذلك فبحثوا عن كل عمل من شأنه أن يطيل أمد بقاءهم في مناصبهم وأنشغلوا بذلك عن الشعب وعن همومه وبذلك تعبوا واتعبونا معهم،فكتب مجلس الأمه وثلاثين لوحاً ما سيبقى خالداً تتناقله الأجيال القادمة عن ظلم وجور وزراء هذه المرحلة الذين كمموا الأفواه وفرضوا القوانين السالبة لحريات التعبير ورفوا الأسعار وأرهقوا الميزاينه برواتبهم التي أقروها لأنفسهم وتسابقوا لنهب أكبر قدر ممكن من أموال الشعب قبل أن يغلق سمسم الوزارة والمجلس أبوابه، هذه كلها أوسمة عار على جبين كل الوزراء والنواب الذين لم يفعلوا أي شيء يعود بالفائده على الفقراء من أبناء هذا الوطن ولا غيرهم من طوائف الشعب الأردني فقط قدموا الخدمات لأبناء جلدتهم ممن نالوا ألقاب دولة، ومعالي، وسعادة، وعطوفة وغيرهم من المتنفذين، والآن وبعد ان فشلوا وجروا أذيال الخيبة وراءهم وسيحملوا جوازاتهم الحمراء بأيدهم المخضبة بالدماء وسيرحلون على متن طائرة "أهبش وأملص 30" الرحله رقم 111 والمتجهه إلى الجحيم ونحن نقف ونلقي على عهدهم البائد وأيامهم التعيسيه نظرة الوداع الأخير ونقول لهم بصوت واحد ملوحين لهم بأيدينا..... غير آسفين أبدا على رحيلهم........
" الدرب اللي تودي والله لا يخلف عليكو"