ضرب المعلمين! هل أوفيناهم التبجيلا؟
د. مهند مبيضين
جو 24 : المستوى الذي بلغته عمليات الاعتداء على المعلمين خطير، وزارة التربية تذكر إحصائيات مفجعة، ونقابة المعلمين تُندد وتشجب تكرار الحالات، وترفض ما يحدث باعتباره فعلاً خارجاً على القانون ويُضيع هيبة التعليم؛ وبالمجمل لا يتحقق الردع بالشجب. وحين نطالع الموقف، ربما نجد - في أسبابه الظاهرة -أنه رد فعل على سلوك أو تواصل غير حميد بين طرفي معادلة التدريس. تلك أسباب تطفو على السطح، لكن الواضح من معدل التكرار وتعدد الحالات أن ثمة أسباب أخرى في العمق. ربما كان مردّ بعضها إلى رفض سياسات الوزارة والعناد معها في قرار دمج المدارس. وربما أن ثقافة التعدي والاعداء، وما تحمله من مدلول سلبي، باتت غير قابلة للضبط، ولا تتحدد بقيم المجتمع، وربما أنها نابعة من غضب المجتمع بسبب تردي التعليم والحرمان. لذلك، هي لا تأبهبالقانون، وكأنها تبغي حقاً ضائعاً. وما شجعها على ذلك، أن حالات الاعتداء السابقة لم تصدر بحقها أحكام قضائية مشددة، وجرت تسوية بعضها عشائرياً، وهذا هو الأخطر!. أيضاً، هناك سبب رئيس يتصل بالنقابة التي لم تستعد هيبة منتسبيهاحتى الآن، مع أن أحد أسباب تأسيس النقابة كان قيام حراك المعلمين، بذريعة الدفاع عن كرامتهم، جرّاء المس بها آنذاك من وزير تربية سابق كما قيل.
نعم، عمقت الأزمة التي عصفت بالنقابة وصراعاتها مع الحكومة ومع أطراف المشهد النقابي الداخلي المعضلة. لم يُتّخذ موقف واحد فاصل بسبب الاعتداء على المعلمينوترويعهم، بل وقف الأمر عن حدود الإدانة والشجب وتصدير البيانات. نعم، ضاعت هيبة المعلم، ولم تنجح المبادرات والجوائز بردّها ولا استجلابها. قبل عام، رُوِّعَت مديرة مدرسة أمام معلماتها وطالباتها (بالتفحيط) بالسيارات داخل ساحة مدرستها، ثم رُمِيَت زجاجات حارقة على بيتها بحضور أسرتها، والراجح أن الأمر انتهى عشائرياً.
وبعد ذلك لقي معلم حتفه في الجيزة، وتكرر المشهد في اربد والزرقاء والكرك، لم تُعلن النقابة الحداد، ولم تدعُ الوزارة المجتمع لحماية المعلم! قلنا للوزير: لقد نجحتَ في حماية الثانوية وردّ هيبتها، لكن، ما الفائدة من ذلك إذا أُهين المعلمُ ورُوِّعَ المعلمون في منازلهم وأُسقطت هيبتهم أمام زوجاتهم وأبنائهم؟!
غضب الناس على دمج المدارس، وعلى نتائج الثانوية، فالغش لم يعد ممكناً، وتناست النقابة وظيفتها، وفات الوزارة الكثير من ردِّ الهيبة، وارتضت بنصر القاعات في الثانوية، لكن الهزيمة في حماية العلم والمعلمين كانت كبيرة وأعظم حزناً، لم يعتذر معتدٍ واحدٍ من معلم أو معلمة! بقي العنف والضرب المشهد المتكرر، ولو أخطأ معلمٌ وضرب طالباً لقامت ثورة «فيسبوكية « تُعلِّمه رسالته وتلقنه درساً في حب مهنته، وتُذكِّره أن المعلم «كاد أن يكون رسولا»، أما حين ضُرب المعلمون وأُهينوا، فلا أحد يتقدم ويعتذر ... وقد نسينا أن نوفيهم التبجيلا !
Mohannad974@yahoo.com
(الدستور)
نعم، عمقت الأزمة التي عصفت بالنقابة وصراعاتها مع الحكومة ومع أطراف المشهد النقابي الداخلي المعضلة. لم يُتّخذ موقف واحد فاصل بسبب الاعتداء على المعلمينوترويعهم، بل وقف الأمر عن حدود الإدانة والشجب وتصدير البيانات. نعم، ضاعت هيبة المعلم، ولم تنجح المبادرات والجوائز بردّها ولا استجلابها. قبل عام، رُوِّعَت مديرة مدرسة أمام معلماتها وطالباتها (بالتفحيط) بالسيارات داخل ساحة مدرستها، ثم رُمِيَت زجاجات حارقة على بيتها بحضور أسرتها، والراجح أن الأمر انتهى عشائرياً.
وبعد ذلك لقي معلم حتفه في الجيزة، وتكرر المشهد في اربد والزرقاء والكرك، لم تُعلن النقابة الحداد، ولم تدعُ الوزارة المجتمع لحماية المعلم! قلنا للوزير: لقد نجحتَ في حماية الثانوية وردّ هيبتها، لكن، ما الفائدة من ذلك إذا أُهين المعلمُ ورُوِّعَ المعلمون في منازلهم وأُسقطت هيبتهم أمام زوجاتهم وأبنائهم؟!
غضب الناس على دمج المدارس، وعلى نتائج الثانوية، فالغش لم يعد ممكناً، وتناست النقابة وظيفتها، وفات الوزارة الكثير من ردِّ الهيبة، وارتضت بنصر القاعات في الثانوية، لكن الهزيمة في حماية العلم والمعلمين كانت كبيرة وأعظم حزناً، لم يعتذر معتدٍ واحدٍ من معلم أو معلمة! بقي العنف والضرب المشهد المتكرر، ولو أخطأ معلمٌ وضرب طالباً لقامت ثورة «فيسبوكية « تُعلِّمه رسالته وتلقنه درساً في حب مهنته، وتُذكِّره أن المعلم «كاد أن يكون رسولا»، أما حين ضُرب المعلمون وأُهينوا، فلا أحد يتقدم ويعتذر ... وقد نسينا أن نوفيهم التبجيلا !
Mohannad974@yahoo.com
(الدستور)