jo24_banner
jo24_banner

عند وضوح المهام... يكون الاداء ساميا

د. صبري اربيحات
جو 24 : منذ ان كنا في المدارس الابتدائية ونحن على وعي بما يقوم به الدفاع المدني من مهام.. فقد كانوا يجرون بعض التدريبات على الحماية من اخطار الحرب ويحثون السكان على الحذر من غارات العدو الجوية ويوجهوا الناس الى اهمية تضليل النوافذ باللون الازرق"النيلي" وبدربونهم على اجراءات الاسعاف والاخلاء والانقاذ..

كانوا يعدون منشورات يلقونها من الجو احيانا .. فكانت رسالتهم واضحة لا يعتريها لبس وادائهم مثل خطابهم لا مبالغة فيه ولا تهويل... فحازوا على احترام الاهالي صغارا وكبارا وكسبوا ودهم وثقتهم في كل الاوقات.

اليوم وعلى احدى الروابي التي تطل على بلدة بيرين وجدت نفسي بلا موعد على بوابة مركز الدفاع المدني بعد ان توجهت لثلاثة محطات لاسعاف احد الاطفال الذي تعرض للدغة حشرة ادخلته في حالة بكاء هستيري... فالمركز الصحي لمنطقة بيرين مغلق هذا المساء والمعسكر المجاور لا يستقبل مدنيين فما كان مني الا ان اتوجه للعنوان الذي كرس نفسه للحماية المدنية بكل حرفية ونبل واهتمام.

ما ان لمح الخفير وجودنا في محيط المركز حتى توجه نحونا بغاية الحرص والتهذيب والاهتمام وقبل ان نطفيء محرك مركبتنا كان المسعفون قد باشروا اجراءاتهم التي اعدوا لها ايما اعداد فقد باشر كل منهم اداء واجبه بمستوى يبعث على الفرح والاعتزاز..

في اقل من عشرة دقائق غادرنا مركز الدفاع الذي خلص الطفل من آلامه وطمئني على سلامته وسط دعواتهم له بالعافية وقناعتي بانني في احدى محطات الخدمة التي تضم فرق عمل تتحلى بمستويات للخدمة العامة تبعث على الاعجاب....

في تعليق للطفل على تجربة اليوم قال ان الدفاع المدني كان محطته المفضلة في رحلة اليوم وانه احب الكوادر والمعاملة والاجراءات التي انسته الالم ليختم بانه ينوي الالتحاق بها عندما يصبح على عتبة خياراته المهنية للمستقبل... فتحية لرجال ونساء الدفاع المدني على جهودهم وخلقهم ونبلهم وخدماتهم التي يقدمونها دون ملل او ضجر.
تابعو الأردن 24 على google news