jo24_banner
jo24_banner

المصري و «إرهاب الجوع»

د. مهند مبيضين
جو 24 : في حواره بمنتدى الدستور قال دولة طاهر المصري :» إنني لا أخاف من التطرف خارج الحدود وأن يهجم علينا «داعش» بل أنا أخاف من الداخل؛ لأن إرهاب الجوع أخطر من إرهاب السياسة» ، وهذا ليس كلاماً يقوله الرجل للتصدير أو لمجاملة مؤسسات دولية، بل لأنه كأي أردني يرى تفشي البطالة وتعاظم الفقر وانسداد الآفاق في كثير من المجالات. ليس تشاؤماً يطلقه أبو نشأت لشهوة كلام أراد ان ينعطف به من حوار مثقل بالسياسية والتفكير بالإقليم، بل لأنه في حالته التي يجمع فيها الكل على وطنيته لا يقوى على المجاملة ولا على وضع رأسه في الرمل دون أن يمرر مقابلة سياسية بضرورة الإشارة إلى المخاوف الكبرى التي نسيناها في ظل انشغالنا في السياسي والإصلاحي. إنه المجتمع يا سادة، كل يوم ملايين حبات المخدرات يعلن عنها وكل يوم تكشف المداهمات الكثير من التجار المستورين للحشيش، وكل يوم يثبت أننا عشنا على مقولة «الاردن بلد ممر للمخدرات وليس مقر»، بشكل يدعو للسخرية، ذلك أن الحقيقة لا تخبأ بغربال، المخدرات والحشيس في انتشار وازدياد بين الذكور والاناث معاً. الفقر يضرب الناس، والطبقية تسود، وهذا ما أشار إليه المصري بتراجع قيم التسامح والخصال الحميدة التي هوت لصالح النصب والاحتيال والعنف والمخدرات، فلم يعد الوضع كما كان، والسؤال الذي لم يسأل هل زاد اللجوء السوري من تهريب المخدرات مثلاً؟ الجواب نعم، لقد صار هناك طبقة من المستهلكين الجدد الذين كانوا أصلا في جنوب سوريا يقوم اقتصادهم على بيع وترويج المخدرات، وهذا ما سينعكس علينا وعلى مجتمعنا. العنف زاد أيضاً،والتطرف تابع له، حالات متكررة من ضرب المعملين وقد كتبنا عنها، وضرب الاطباء والقتل الذي لا معنى، والأدهى من كل ذلك ما يكشف يوميا من حالات غش وفوضى الأسواق في طعام الناس وقوتهم في دلالة لغياب الرقابة أو قصورها لتضخم حدث دون استعداد، وانحدار قيم السوق، وتحول المواطن هدفا لجشع التجار والمقاولين، إذ بات غنيمة مهما كانت لتشكل فرصة للثراء غير المباح. الرسميون يقللون من خطر المخدرات، وانتشارها، وسرقة السيارات ماذا عنها؟ تخرج التقارير وتقول أن أعداد الكشف عن سُراق السيارات واعادتها منهم زادت، إذن لم نوقف السرقات أو نحدُّ منها!! مجتمعنا يتغير يا سادة، الشباب الحائر بين الفقر والتطرف لا ينتظر الوعود، التنمية القاصرة عن بلوغ القرى والأرياف والبوادي ستولد غضب ذات يوم، كتلة شبابية فوق سن السابعة عشرة حائرة يجب أن نفكر بها، وحل ازامتها لا يبدأ بالمجلس الأعلى للشباب ولا يمر من هيئة شباب كلنا الأردن قطعاً، إنها أزمة أكبر من المسؤولين، بل تحتاج لخطة وطنية قابلة للتنفيذ بعد مصارحة قد تكون مفجعة.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير