اصدار "معركة العربية في بيوتنا" لـ بلال حسن التل
صدر حديثاً كتاب «معركة العربية في بيوتنا» من تأليف بلال حسن التل؛ رئيس «مركز البيرق الأردني للدراسات والمعلومات».
يتناول الكتاب الحرب التي تُشن على اللغة العربية، ومظاهرها وأسبابها ومخاطرها التي جعلت الدفاع عن اللغة العربية فريضة شرعية، استناداً إلى الأحاديث النبوية التي تعتبر مجرد اللحن في الكلام العربي ضلالة، وحث الرسول (صلى الله عليه وسلم) على تعليم اللغة العربية، بالإضافة إلى فتاوى الفقهاء والأئمة بضرورة الحفاظ على اللسان العربي، وتقويم المعوج منه.
يتحدث الكتاب عن أهمية اللغة وأدوارها في حياة الناس، باعتبار أن الأمة ليست مجموعة من الناس تعيش في بقعة واحدة فقط، بل هي وحدة الشعور والسلوك والإرادة، ولا يتحقق ذلك كله إلا من خلال اللغة التي تتحدث بها الأمة.
كما أن اللغة ليست مجرد أداة للتواصل، لكنها نظام اجتماعي يشمل منظومة قيمية وأخلاقية. كما أن اللغة هي نمط تفكير الأمة، وهي أيضاً فكر الأمة، ووسيلة التعبير عن هذا الفكر، لذلك فإن من لا يتقن لغة أمة من الأمم لا يستطيع فهمها، ولا فهم نمط تفكيرها.
ومن أدوار اللغة أيضاً أنها أداة التنشئة والتربية للفرد، وشخصيته وثقافه، كما أنها وسيلة تنمية العادات والسلوك الاجتماعي والذائقة، فمن خلال اللغة يستطيع الإنسان تذوق الأعمال الإبداعية للأمة، لذلك فإنها من أهم مكونات الذوق العام للمجتمع.
كما أن اللغة هي الركيزة الأساسية لبناء المشروع الحضاري النهضوي لأية أمة، ومن دون توطين العلوم والمعارف باللغة القومية لا يمكن لشعب أن ينهض.
كما أن اللغة مكون رئيس من مكونات الاستقلال والسيادة الوطنية، لذلك يحرص المستعمر على طمس لغة الشعب الذي يحتل أرضه، كما حاول الفرنسيون في الجزائر، وكما يفعل الصهاينة في فلسطين المحتلة.
ويستعرض الكتاب مبررات الدعوة للدفاع عن اللغة العربية، وكذلك الإكثار من مراكز اللغات الأجنبية، مع تقليص حجم دروس تعليم اللغة العربية في مختلف مراحل التعليم.
ومن أخطر مظاهر العدوان على اللغة العربية إحلال الحرف اللاتيني محل الحرف العربي، والذي بدأ ينجح من خلال ما صار يُعرف «بالعربيزي».
ومن مظاهر العدوان على اللغة العربية استخدام الأسماء غير العربية للشوارع والميادين والمحال والمطاعم والفنادق.
واستعرض التل في أحد فصول الكتاب المخاطر الناجمة عن إهمال اللغة العربية، وأهم هذه المخاطر ما يتهدد عقول ابنائنا لجهة ارتباطهم بثقافتهم وحضارتهم ودينهم، وتمزق الوحدة الثقافية والاجتماعية للوطن.
وأفرد المؤلف فصلا للتحدث عن وسائل الدفاع عن اللغة العربية وأهمها: العمل على بناء الوعي اللغوي، وبناء رأي عام ضاغط مدافع عن اللغة العربية ومقاوم لكل مظاهر تهميشها.
كذلك ضرورة إحساس كل فرد بالمسؤولية الشخصية، وأن يبدأ بنفسه بالامتناع عن استخدام غير اللغة العربية، وكذلك تنمية الإحساس بالكرامة الشخصية وعلاقاتها باللغة القومية.
ومن وسائل الدفاع عن اللغة العربية تنبيه كل المرافق والمحلات التي تستخدم اللغة الأجنبية في أسمائها وقوائمها، ووقف زحف اللغة الإنجليزية على مناهجنا الدراسية، كذلك سن التشريعات التي تحمي اللغة العربية.
ومن وسائل الدفاع عن اللغة العربية أيضاً، التوقف عن سياسة الأولوية في التوظيف لمن يتقن اللغة الإنجليزية وإعطاؤها لمن يتقن اللغة العربية، مع الاهتمام بمناهج وكتب تعليم اللغة العربية في مدارسنا وجامعاتنا، وتطويرها بصورة مستمرة، وكذلك التركيز على الإكثار من قنوات تعلم وإتقان اللغة العربية، والإكثار من إقامة المكتبات التي تضم عيون التراث والأدب واللغة العربية، والإكثار من إقامة المسابقات التي تحبب الناس باللغة العربية، مع مطالبة الإعلاميين بأن يكون احترام اللغة العربية الفصيحة بنداً رئيساً من بنود ومواثيق الشرف الإعلامي.
وطالب المؤلف بالعمل على إنشاء الشبكة العنكبوتية «الإنترنت» بالمضمون العربي، وزيادة نسبة اللغة العربية على هذه الشبكة، كذلك الاهتمام بالترجمة إلى اللغة العربية، بالإضافة إلى مطالبة أصحاب رؤوس الأموال بدعم المشاريع التي تخدم اللغة العربية، بإنتاج البرامج والمسلسلات والمسرحيات باللغة العربية الفصيحة، مع التركيز على المواد التي تخص الأطفال.
هذا وقد سبق وان صدر للمؤلف عدد من الكتب منها: «القدس في الوعي المقاوم» عن «الامة ووحدتها», وكتاب «سقوط بغداد المقدمات والنتائج», «المقاومة من مشروع الوطن الى مشروع الامة». وغيرها من الكتب. الراي