2024-10-01 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

قانون "العار" في زمن تكنولوجيا الأخبار

محمد ابو خليفة
جو 24 :

يعتبر الإعلام قوة نافذة في الدول التي تمارس الديمقراطية كسلطة رابعة ولا يستطيع كائن من كان إنكار قوة ونفوذ هذه السلطة سيما وان تطور تكنولوجيا الإعلام تسير في سباق محموم لا يتوقف ولا يعلم له نهاية مما يجعل عملية السيطرة عليه امر مستحيلا او في غاية التعقيد. استطاع الإعلام بوسائله المختلفة من تغيير خريطة العالم السياسية والفكرية فعصف بأفكار الشعوب المصفقة لحكامها القمعيون وأسقط من الزعماء ما كان يعتقد بأنهم مخلدون في الحكم وان ملك الموت هو وحده القادر على اقتلاعهم من حصونهم الرئاسية المنيعة .

هذا الإعلام شغل كثير من الساسة والمسؤولين وأصحاب الرأي واصحاب مطبخ القرار سلبا وايجابا في زمن الربيع العربي ويسجل له الفضل بتجفف العديد من منابع الفساد بعد كشفها وتعريتها امام الرأي العام ووضع المسؤول على مشرحة الخبر الإلكتروني وسلط سيفه الحاد على رقاب الفاسدين من المسؤولين فتناول ظلمهم وانتهاكاتهم وسرقاتاتهم ونجاوزاتهم وكل مكونات الفساد التي تمارس من خلالهم ولم يضع الإعلام الإلكتروني والذي يتمتع بسقف غير محدود من الحرية واطيا امام احد من هؤلاء المسؤولين مهما علا شأنه.


قانون المطبوعات والنشر الذي تآمرت به الحكومة ومجلس النواب على الإعلام ألإلكتروني تحت ذريعة التنظيم لهذا الإعلام الذي لم يرق لها وبات يشكل خطرا حقيقيا على أصحاب الأجندات المشبوهة ولصوص المال العام من كبار رجال الدولة بعد ان كشف وفضح العديد من فساد مؤسسات الدولة من اختلاسات وانتهاكات وتغول الحكومة على حقوق المواطن فلم يعد بمقدور المسؤولين الصمود امام سلطة هذا الإعلام وجبروته إلا من خلال قانون عرفي يعتقل فيه حرية الإعلام.
هناك انتهاكات وابتزاز واغتيال للشخصيات يمارس من قبل الدخلاء على المهنة وبعض الصحفيين المأجورين إلا ان هذا ليس مبررا على الإطلاق بإصدار احكام عرفية على كامل الجسم الصحفي للمواقع الإلكترونية.


قانون "العار" الجديد بصورته الحالية لا يبشر بخير لأنه لا يطبق بالدول القوية المتماسكة والواثقة من نفسها انما يقدم من خلال الدولة الهزيلة التي تحتضر بعد ان انهكها الفساد وترى في هذا الإعلام نهايتها وسرعة هلاكها .


بالتأكيد لن يبقى هذا القانون بدون تعديل إذ من المتوقع إدخال تعديلات عليه بحث لا يسمح للكاتب او الصحفي الذهاب الى دورة المياه لقضاء حاجته إلا بتصريح من دائرة المطبوعات والنشر ويعود إليها بتقرير مفصل وذلك لكي نصبح من اكثر دول العالم تنظيما للصحافة والصحفيين حتى في بيت الخلاء.


يا أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة: اسمحوا لي ان اقول انكم غافلون وقد نسيتم او تناسيتم اننا نعيش اجواء الربيع العربي الذي غير ويغير وسيغير الأحوال!


صحافتنا الإلكترونية لن تخضع لأحكامكم البائدة ولن نعود الى الوراء من خلال خرم ابرتكم العرفية لتمرير فسادكم الواسع ولن تتسع قبضتكم القمعية الضيقة للسيطرة على فضاء واسع حتى ولو حرصتم فالإعلام الإلكتروني باقٍ وانتم الى زوال.

Moh'd Abu Khalifeh

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير