لماذا يهاجر أبناؤنا للجهاد؟
د. مهند مبيضين
جو 24 : تلقت إحدى الآنسات اللواتي وقعن تحت تأثير داعش في يوم واحد أكثر من ثلاثين رسالة عبر الواتس آب، وفيها كلمة واحدة تكررت»هاجري، هاجري..».سبق ذلك ملاحظة الأهل لتدين الشابة ورغبتها بالانعزال، ثم حدث ما لم يكن متوقعاً حيث سافرت الشابة تحت تأثير الضغط الأيدولوجي الذي تفعله داعش، التي تزرع في بال الشباب فكرة الهجرة، وهي فكرة جذابة تستند إلى تراث عميق.
هجرة الجماعة ومفارقتها، تحضر في الدراسات النفسية المُفسرة لعوامل الخروج من أجل الجهاد، وتقول أن الأشخاص أثناء وجودهم في جماعات ما يميلون إلى اتخاذ قرارات ذات مخاطر عالية، باعتبار أن المخاطرة مشتركة وبالتالي فهي ليست مخيفة بالقدر الذي سيشعر به الفرد إذا ما قام بالمخاطرة بمفرده! وبالتالي،فكلما أصبحت الجماعة متطرفة أكثر، أصبح الفرد متطرفا أكثر. وفي نفس الوقت غالبا ما يمارس على الفرد ضغط اجتماعي كبير من زملائه وقيادته مباشر أو غير مباشر يجبره على التماهي مع إجماع الجماعة.
لكن الذي يحدث أن داعش تستقطب شبابا من بيئات منفتحة ومن أسر مستقرة بعيدة عن التطرف ومناخاته، وثمة أبناء رجال دولة وقادة في مجتمعاتهم التحقوا بها، وهنا تصبح فكرة الجماعة المتطرفة والتطرف المضاد غير قابلة لتفسير ما يحدث أو أنها تحتاج لإعادة بحث.
لماذ يبحث شبانا عن جماعة مغايرة لمحيطهم؟ تقول الدراسات أن الجماعة أي جماعة غالباً ما توفر جو الصداقة الحميمة وتوفر إحساسا للفرد بالأهمية؟فهل يعاني شبابنا من فكرة انعدام التماهي مع مجتمعاتهم وبالتالي يبحثون عن جماعة تناسبهم؟ على أرض الواقع هذا صحيح ثمة مسافة باتت تتسع وهوة تكبر بين الشباب وذويهم، وتقول الدراسات النفسية أن الجماعة قد تصبح شديدة التماسك تحت أثر الانعزال والتعرض للخطر. هنا وفي حالات الخطاب المضاد والمدين لسلوك اي جامعة متطرفة قد تنجح تلك الجماعة المتطرفة باصطياد فرائسها.
في مقابل خطاب الترغيب المصدر من الجماعات الارهابية وهو خطاب ترغيبي ، يصدر خطاب مضاد غالباً ما يكون ازدرائيا يقلل من أهمية ومن فحوى خطاب تلك الجماعات، وقد يصدر خطاب تهديدي مثل خطاب الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش الموجه للقاعدة بعد احداث سبتمبر بقوله «سوف نخرجهم كالجرذان من تحت الأرض، سنجعلهم يفرون، وسنمسكهم ونقدمهم للعدالة!».. هذا الخطاب خدم الإرهاب؛ لأنه وحدّ الجماعات الإرهابية أكثر وجعلها أكثر تماسكا.
مع وجود نص مثقل بالاستشهاد الديني والقيادة التي تحضر بشكل كاريزمي متين، يصبح منهج مكافحة التطرف أكثر تعقيداً، ذلك أن النص الديني والخطاب الديني في مجتمعاتنا كان دوما بيد الدولة وملكا لها وحكراً عليها.
هذه الوضعية الراهنية تستدعي تحريراُ للدين من يد الدولة، دعاة الدولة لا يُنظر إليهم بأنهم ثقة، عند الطرف الذي اغتسل قلبه وعقله بالتطرف، لذلك لا بدّ من مراجعة عميقة وملحة لهذه الحالة كي ننقذ ما يمكن انقاذه من شبابنا الذي بات عرضة للاختطاف والتضليل به.
الدستور
هجرة الجماعة ومفارقتها، تحضر في الدراسات النفسية المُفسرة لعوامل الخروج من أجل الجهاد، وتقول أن الأشخاص أثناء وجودهم في جماعات ما يميلون إلى اتخاذ قرارات ذات مخاطر عالية، باعتبار أن المخاطرة مشتركة وبالتالي فهي ليست مخيفة بالقدر الذي سيشعر به الفرد إذا ما قام بالمخاطرة بمفرده! وبالتالي،فكلما أصبحت الجماعة متطرفة أكثر، أصبح الفرد متطرفا أكثر. وفي نفس الوقت غالبا ما يمارس على الفرد ضغط اجتماعي كبير من زملائه وقيادته مباشر أو غير مباشر يجبره على التماهي مع إجماع الجماعة.
لكن الذي يحدث أن داعش تستقطب شبابا من بيئات منفتحة ومن أسر مستقرة بعيدة عن التطرف ومناخاته، وثمة أبناء رجال دولة وقادة في مجتمعاتهم التحقوا بها، وهنا تصبح فكرة الجماعة المتطرفة والتطرف المضاد غير قابلة لتفسير ما يحدث أو أنها تحتاج لإعادة بحث.
لماذ يبحث شبانا عن جماعة مغايرة لمحيطهم؟ تقول الدراسات أن الجماعة أي جماعة غالباً ما توفر جو الصداقة الحميمة وتوفر إحساسا للفرد بالأهمية؟فهل يعاني شبابنا من فكرة انعدام التماهي مع مجتمعاتهم وبالتالي يبحثون عن جماعة تناسبهم؟ على أرض الواقع هذا صحيح ثمة مسافة باتت تتسع وهوة تكبر بين الشباب وذويهم، وتقول الدراسات النفسية أن الجماعة قد تصبح شديدة التماسك تحت أثر الانعزال والتعرض للخطر. هنا وفي حالات الخطاب المضاد والمدين لسلوك اي جامعة متطرفة قد تنجح تلك الجماعة المتطرفة باصطياد فرائسها.
في مقابل خطاب الترغيب المصدر من الجماعات الارهابية وهو خطاب ترغيبي ، يصدر خطاب مضاد غالباً ما يكون ازدرائيا يقلل من أهمية ومن فحوى خطاب تلك الجماعات، وقد يصدر خطاب تهديدي مثل خطاب الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش الموجه للقاعدة بعد احداث سبتمبر بقوله «سوف نخرجهم كالجرذان من تحت الأرض، سنجعلهم يفرون، وسنمسكهم ونقدمهم للعدالة!».. هذا الخطاب خدم الإرهاب؛ لأنه وحدّ الجماعات الإرهابية أكثر وجعلها أكثر تماسكا.
مع وجود نص مثقل بالاستشهاد الديني والقيادة التي تحضر بشكل كاريزمي متين، يصبح منهج مكافحة التطرف أكثر تعقيداً، ذلك أن النص الديني والخطاب الديني في مجتمعاتنا كان دوما بيد الدولة وملكا لها وحكراً عليها.
هذه الوضعية الراهنية تستدعي تحريراُ للدين من يد الدولة، دعاة الدولة لا يُنظر إليهم بأنهم ثقة، عند الطرف الذي اغتسل قلبه وعقله بالتطرف، لذلك لا بدّ من مراجعة عميقة وملحة لهذه الحالة كي ننقذ ما يمكن انقاذه من شبابنا الذي بات عرضة للاختطاف والتضليل به.
الدستور