2024-05-27 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

دولة الرئيس .. طفح الكيل ولم يبق في قوس الصبر منزع

باسل العكور
جو 24 :
لقد طفح الكيل ولم يبق في قوس الصبر منزع، فيا دولة رئيس الوزراء اظن ان ساعة الرحيل قد حانت، آن الاوان لمواجهة الحقيقة المرة، لقد فشلتم في اخراجنا من المأزق الاقتصادي رغم كل قرارات الرفع الظالمة التي اتخذتم، وارتفعت المديونية الداخلية والخارجية وتضاعف العجز،الذي يبدو انه بات سمة الحكومة قبل ان يتحول الى رديف في سنوات حكمكم الثلاث لمفردة الموازنة كلما ذكرت ارتبطت بذاكرة الاردنيين بالعجز.

المهم، ان الرئيس وبعد ان استنفذ كل ما في جعبته من مهارات واستهلك رصيده وادواته جميعها، اصبح عاجزا عن اقناع الناس بأي قرار، وهو اليوم سيلتزم قصره وكرسيه وسيمارس بشكل طبيعي اعماله وهوايته -التفكير برفع اسعار المزيد من السلع والخدمات- غير آبه بردود الفعل لانه يظن ان شرعيته وقرار رحيله ليس بيد الناس او ممثليهم في مجلس الامة، وهذا الى حد كبير صحيح، ولكن ماذا لو نزل الناس الى الشارع كما شاهدنا بعض المقدمات يوم امس، نظن ان المعادلة في هذه الحالة ستختلف.

الجديد ان الناس لم تعد قادرة على تحمل المزيد من الاعباء، صحيح انها تفهمت الظرف في البداية حرصا على امن بلدنا واستقراره وتمكين اقتصاده، وتجرعت المرار بعد ذلك طوال السنوات الثلاث العجاف التي بقي النسور فيها يَعِد الناس بالانفراج والبحبوحة، وهم يزدادون ضيقا وفقرا، ولكنها اليوم لن تصبر اكثر من ذلك، وخاصة ان الحكومة استمرأت قصة نجاحها في اقرار الرفع تلو الاخر، ورهانها على سكوت الناس وعقلانيتهم التي فهمت بشكل خاطئ.

اليوم ينقلب السحر على الساحر وتستحيل الادوات التي جرى استخدامها كلما علت الاصوات الرافضة الى عوامل تأزيم وغضب، محاولات امتصاص الازمة لن تجدي نفعا، انكباب كتبة الامس و"الغد" على تسطيح وتبسيط المسألة يضاعف من السخط الشعبي الذي بلغ ذروته. فليس اقل من ان تحزم امتعتك وتلملم اوراق وقراراتك وتغادر، هذا لسان حال الاردنيين جيمعا اليوم ، فهل وصلتك الرسالة ام انها بظنك سحابة صيف عابرة ..

القصة ليست قصة نصف دينار الغاز كما يحاول احد المتذاكين تصويرها، وليست ايضا مرتبطة برسوم ترخيص المركبات التي رفع قيمتها عبدالله النسور مؤخرا، الموضوع اعمق من ذلك بكثير، الحكومة - وهي تتمسك ببقائها وامتيازاتها ومصالحها ومكتسباتها ومضاعفة ذلك كله-  تتاجر بمعاناة الفقراء وانينهم ، الحكومة بساديّتها اخذت تستسيغ وتستسهل ايذاء الناس وتمعن في جلدهم بسياط الغلاء كلما سنحت الفرصة.هذه هي مشكلتنا مع الحكومة، وكاتب النصف دينار يعرف هذه الحقيقة حق المعرفة، ولكن لا بأس فليستنفذوا فرصهم في احتواء الموقف، علهم ينجحون.

تابعو الأردن 24 على google news