jo24_banner
jo24_banner

هل نحن امام حالة انعتاق نيابي من نفوذ وسطوة الحكومة، ام انها حالة يتيمة؟

باسل العكور
جو 24 : في الاثناء التي جرى بها اجتماع الحكومة مع رئيس مجلس النواب واعضاء المكتب الدائم، وقبل ذلك بيوم او يومين، خرجت علينا الكثير من النظريات والتكهنات، وأخذ البعض في توقع سيناريوهات ووضع تحليلات لما يمكن ان يحدث في اللقاءات المرتقبة بين الحكومة والنواب، ورغم كل هذه القراءات والحسابات غالبا ما يصدم الناس بخيبة امل كبيرة، ولكن يبدو ان الوضع مختلف هذه المرة، النواب يفرضون ارادتهم على الحكومة ،ويدفعونها للتراجع ..

كنا نخشى ان نصدم بان هناك سيناريو واحد فقط، وهو ان الحكومة ستنجح كالعادة بلفلفة الموضوع ونزع فتيل الاحتجاجات بعد تفتيت جبهة المطالبين بحجب الثقة واللجوء للقاء الرئيس والمكتب الدائم ما هو الا تكتيك حكومي لشق الصف ونقل وجهة الصراع من حكومي نيابي الى نيابي نيابي ..

النسور تراجع فعلا عن قرار رفع رسوم الترخيص وقرار رفع اسطوانة الغاز ،وهذا بالمناسبة انجاز يسجل لنواب الامة، ولكن هل يقف النواب عند هذا الحد ام انهم سيستفيدون مما جرى و سينتقلون الى معادلة علاقة جديدة بين النواب وحكومة النسور؟ هل هو انعتاق من سطوة السلطة التنفيذية ونفوذها، ام انها حالة يتيمة سرعان ما ستعود الامور الى سابق عهدنا بها؟

النواب بنجاحهم اليوم في دفع حكومة عبدالله النسور على التراجع عن قرارات الرفع عرفوا جيدا انهم اذا ما توحدوا اذا ما تماهوا مع نبض الشارع الاردني فانهم الاقوى والاقدر على تعديل موازين القوى ، اذا قدموا المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية فانهم قادرون فعلا على احداث الفرق ، النواب اذا التزموا واستغلوا ما يتمتعون به من صلاحيات رقابية وتشريعية فانهم سينجحون حتما في فرض املاءاتهم وتوجهاتهم على اي حكومة ، وبذلك سيتمكنون من تمثيل الناس خير تمثيل ...

الدرس الاول في هذه التجربة ،ان الحكومة لن تستطيع ان تواجه مجلس نواب يوحدهم الحرص على المصلحة العامة ، الحكومة لن تنجح ابدا في حربها المفتوحة على الشعب وفي سعيها لافقار الاردنيين جميعا اذا ما تململ الناس واخذوا يعبرون عن رفضهم واحتجاجهم بمختلف الوسائل السلمية المشروعة . الحكومة ستضعف وستفشل وستعرف ان هناك حدودا للتحمل عليها ان لا تتجاوزها ابدا .وان محاولات استغفال الناس والتذاكي عليهم لا يمكن ان تنطلي على احد، وما صمت الناس وحلمهم وتحملهم كل هذه المعاناة الا سعي لمنع سقوط دولتنا وطننا حلمنا في مستنقع العنف وانعدام الامن والاستقرار ..

في كل مرة يراهنون على تفككننا ،على انهماكنا في اشغالنا واعمالنا ،على سلبيتنا وبحثنا عن خلاصنا الذاتي ،في كل مرة يراهنون على انقسام نواب الامة وانشغالهم بشؤونهم الخاصة ومتابعة معاملات قواعدهم الانتخابية ،وفي كل مرة تمر قرارات الرفع على قاعدة ان هذا القرار تحديدا سينقذ الاقتصاد وسيحل ازمة العجز والمديونية ،لنكتشف فيما بعد ان المديونية والعجز يتضاعفان وان الرفع لم يساهم قيد انملة في حل اي مشكلة ..فعلى الاقل دعونا نوقف الزحف على جيب المواطن ، كما حدث اليوم ، ونترك الناس لتعيش بالحدود الدنيا ولو اثر ذلك على مديونية يتضاعف عجزها باقرار الرفع او بدونه .
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير