ثارات داعش والشيعة في العراق
د. مهند مبيضين
جو 24 : لماذا تناصب إيران داعش العداء، ولماذا تقاوم داعش المدّ الشيعي الصفوي الإيراني في العراق؟ فإيران كانت مستفيدة من اسقاط عراق صدام حسين، وانهاء السيادة العراقية، طوال عقد من الزمن، ثم لماذا تطالب الحكومة العراقية بخروج قوات تركية من شمال العراق بحجة احتلال الاتراك لأراضي العراق، ولا تطالب حكومة العبادي بخروج القوات الإيرانية التي تحكم العراق وتسيطر عليه وتتحكم بمصائره؟
إنه التاريخ، الذي يحكم وجود إيران في المنطقة اليوم، وجود مرتهن بخطاب ماضوي مليء بالكراهية والعنف المخزن في عقول سادة وقادة إيران الذين لا يرون إمكانية بقاء العالم ساكناً لكونهم مكلفون بتصدير الثورة إليه، ولأنهم منطلق كل الثورات ضد الظلم في التاريخ، ويوم السبت الماضي كشف مستشار الرئيس الإيراني لشؤون القوميات والأقليات الدينية علي يونسي وهو المعروف بخلفيته الاستخبارية والأمنية في كلمة له بمناسبة وفاة الإمام الثامن في المذهب الشيعي الاثني عشري، علي ابن موسى الرضا، أسباب العداء التاريخي بين العرب والفرس وهو ما يلقي بظلاله على الراهن في العراق وسوريا، وهو خطاب يعيد إلى الأذهان الأدبيات الشعوبية المعادية للعرب التي بدأت بشكل سري في العصر الأموي وتفجرت في العصر العباسي.
زعم يونسي في كلمته أن أغلبية الأحداث التي نعيشها اليوم هي «محاولة لاستعادة سيطرة العنصر العربي على العالم الإسلامي»، ولم يستثن تنظيم داعش من هذه المحاولة.مدعياً بالقول: «أن تحرك داعش جاء تلبية لنزعة العرب الرامية إلى التحكم في العالم الإسلامي والتخلص من شعورهم بالدونية تجاه الفرس والأتراك». وهو تفسير لا يخلو من شطط وميول شعوبية قديمة غائرة في الفكر الشيعي والقومية الإيرانية،فهو يعتقد أيضا أن تنظيم داعش يريد «استعادة الخلافة العربية وليس الإسلامية لذا ترتكب أي جريمة لتحقيق هذه الغاية».
الهوى الإيراني بقيادة المنطقة لمواجهة مع التاريخ ليس جديداً ففي آذار الماضي صرح يونسي أيضا بأن بغداد أضحت تمثل عاصمة الامبراطورية الساسانية، وأن إيران تحكم مصائر الشرق وفي ذلك لإرث تاريخي سابق على الإسلام، وفي ذلك تصديق لماذ ذهب إليه المفكر الإيراني علي شريعتي حين وصف ارتباط التشيع بالنزعة الفارسية بشكل خرافي وأنه أمر لا يقبل ولا يُمكنه الصمود تاريخياً.
وفي حديث السيد يونسي ما يوقض الثارات ويعظم الفرقة، وهو يتحدث عن قرب شديد للرئيس روحاني الذي ظن الناس أنه سيقود إيران لزمن جديد وهو ما ثبت العكس، فيونسي في حديثه عن القضاء على الحكم العربي يرى أن إيران تعد «منطلق كافة الثورات المعادية للظلم، مضيفاً «عندما قتل الإيرانيون شقيق المأمون (الأمين) سحبوا السلطة من العرب إلى الأبد». ويغالي بدور الأئمة الشيعة فيقول: «لولا الإمام الرضا لما بقي اسم لإيران ولا الإسلام».
هكذا تفكر إيران في المنطقة، مواجهة مفتوحة على التاريخ والعرب وحسب؟.
Mohannad974@yahoo.com
الدستور
إنه التاريخ، الذي يحكم وجود إيران في المنطقة اليوم، وجود مرتهن بخطاب ماضوي مليء بالكراهية والعنف المخزن في عقول سادة وقادة إيران الذين لا يرون إمكانية بقاء العالم ساكناً لكونهم مكلفون بتصدير الثورة إليه، ولأنهم منطلق كل الثورات ضد الظلم في التاريخ، ويوم السبت الماضي كشف مستشار الرئيس الإيراني لشؤون القوميات والأقليات الدينية علي يونسي وهو المعروف بخلفيته الاستخبارية والأمنية في كلمة له بمناسبة وفاة الإمام الثامن في المذهب الشيعي الاثني عشري، علي ابن موسى الرضا، أسباب العداء التاريخي بين العرب والفرس وهو ما يلقي بظلاله على الراهن في العراق وسوريا، وهو خطاب يعيد إلى الأذهان الأدبيات الشعوبية المعادية للعرب التي بدأت بشكل سري في العصر الأموي وتفجرت في العصر العباسي.
زعم يونسي في كلمته أن أغلبية الأحداث التي نعيشها اليوم هي «محاولة لاستعادة سيطرة العنصر العربي على العالم الإسلامي»، ولم يستثن تنظيم داعش من هذه المحاولة.مدعياً بالقول: «أن تحرك داعش جاء تلبية لنزعة العرب الرامية إلى التحكم في العالم الإسلامي والتخلص من شعورهم بالدونية تجاه الفرس والأتراك». وهو تفسير لا يخلو من شطط وميول شعوبية قديمة غائرة في الفكر الشيعي والقومية الإيرانية،فهو يعتقد أيضا أن تنظيم داعش يريد «استعادة الخلافة العربية وليس الإسلامية لذا ترتكب أي جريمة لتحقيق هذه الغاية».
الهوى الإيراني بقيادة المنطقة لمواجهة مع التاريخ ليس جديداً ففي آذار الماضي صرح يونسي أيضا بأن بغداد أضحت تمثل عاصمة الامبراطورية الساسانية، وأن إيران تحكم مصائر الشرق وفي ذلك لإرث تاريخي سابق على الإسلام، وفي ذلك تصديق لماذ ذهب إليه المفكر الإيراني علي شريعتي حين وصف ارتباط التشيع بالنزعة الفارسية بشكل خرافي وأنه أمر لا يقبل ولا يُمكنه الصمود تاريخياً.
وفي حديث السيد يونسي ما يوقض الثارات ويعظم الفرقة، وهو يتحدث عن قرب شديد للرئيس روحاني الذي ظن الناس أنه سيقود إيران لزمن جديد وهو ما ثبت العكس، فيونسي في حديثه عن القضاء على الحكم العربي يرى أن إيران تعد «منطلق كافة الثورات المعادية للظلم، مضيفاً «عندما قتل الإيرانيون شقيق المأمون (الأمين) سحبوا السلطة من العرب إلى الأبد». ويغالي بدور الأئمة الشيعة فيقول: «لولا الإمام الرضا لما بقي اسم لإيران ولا الإسلام».
هكذا تفكر إيران في المنطقة، مواجهة مفتوحة على التاريخ والعرب وحسب؟.
Mohannad974@yahoo.com
الدستور