لا يعجبهم العجب
ليس غريباً أن تحصل مناكفة بين ضرتين، فقد دخلت إحداهما على الأخرى دون استأذان، واستحوذت على اعز شيء لديها ولا داعي للخوض بالتفصيلات...
وليس غريباً أن تحصل مناكفة بين الأم و"الكنة" فقد انتقلت رعاية الابن واهتماماته من تلك التي حملته وهن على وهن إلي اخري أخذت عقله، ولبه وتقول هل من مزيد......
وليس غريباً بان تحصل مناكفة بين زميلين في الدراسة، فكلاهما مجتهد ويود أن يثبت للجميع بأنه الأفضل، وقد يلجأ لمحاولة إضعاف حجة زميله كأداة تعبير عن خوفه من تقدمه عليه فيمزج بين المكر والمحبة والخوف والأمل بنسب تتبع فقط هواه؟!
وليس غريبا أن تحصل مناكفة بين التجار، فكلاهما يرغب بتحقيق أعلى الأرباح، فما دفعوه من "خلو" قد يزيد على عشرات الآلاف، فإن حصل أي تفاوت ربحي مالي بين بعضهم ، بخس منتج الآخر وما رقب فيه إلا ولا ذمة....
وليس غريباً أن تحصل مناكفة بين شاعرين ، فكل منهما يود أن تحظى قصيدته بلقب "معلقة" وأن لم يحصل، وثبت له بأن للشاعر فلان، لسان، أو كما يقال "إصبع" في تراجع موقفه، ولو لمجرد أبداء الرأي، طاش حجر احدهما أو كلاهما، فاستخدم ما بوسعه من مفردات، ليقلل من هيبة الأخر، أو حتى ليضيعا هيبتهما معاً، تمشياً مع مقولة "إما قاتل أو مقتول".
ولكن الغريب بحق أن ينقلب مجلس أمناء على رئيس الجامعة بشكل غير مبرر أو مفهوم!!؟؟
فلم يعد فكره يعجبهم، ولا توجهاته تنسجم مع توجهاتهم، ولا حتى خططه المستقبلية "التي لم يكن من سبقه يعيرها اهتماماً" تحركهم!
فما معنى أن يعين رئيس لجامعة "طالما عانت من تراكم في الأخطاء وسوء في التدبير"، فيضع الرئيس الجديد خطط عمل، يأخذ فيها بعين الاعتبار، تجميع المختصين، وتقليل الإنفاق، وترشيد الاستهلاك، مثل دمج بعض المراكز، والمعاهد، تمشياً مع القاعدة الإدارية القائلة "أدواوين متفرقون خير أم ديوان واحد" منهياً بذلك عصر التبذير، والتخبط في التنفيذ، فلا تقابل توجهاته التصحيحية تلك من قبل مجلس أمناء الجامعة إلا بالرفض وبالتعصب الفكري الغير مبرر!
وما معنى أن يلجا رئيس الجامعة "المصلح" والذي تعاني جامعته من عجز مالي مزمن ليس لداء فيها وإنما لغباء سابق في إدارة مواردها المالية، إلى إغلاق مكتب ارتباطها، بهدف تقليل الأنفاق وهدر المال العام، الغير ضروري، فيقابل توجهه الإصلاحي المالي هذا بالامتعاض، وإذا تأكد الخبر لهم، خرجوا مغاضبين!؟
وما معنى، أن يحاول مجلس الأمناء دفن رأي مجلس الجامعة حياً!؟ ويحاول أن يمنعه من الوصول لمجلس التعليم العالي، صاحب السلطة العليا إذا حصل تباين في الرأي بين المجلسين، أوليس نصف مجلس الجامعة منتخبون، ويحظون بثقة مجتمع الجامعة!؟ وهل يحق للمعين أن يستصغر أو يحقر رأي زميله المنتخب من مجلس الجامعة، فما بالكم وان كان من انتخب على صواب، وكان رأيه مدعوماً بالحجة والمنطق.
ما معني أن يرفض مجلس أمناء الجامعة، الآخر...؟! وهل يحق له ذلك!؟
أولسنا في زمن التسامح والتصالح، والتحاور والتشاور، بهدف التقارب والوصول لما فيه صالح جامعاتنا الحبيبة، وهي الثغرة الوطنية التي نقف عليها فلا يؤتين من قبلنا، كأساتذة فيها مؤتمنون عليها!
خلاصة القول:
يبدو أن البعض لا يعجبه العجب، وهدفه الوحيد تطويع رجب!
muheilan@hotmail.com