jo24_banner
jo24_banner

الربيعي يحاضر عن كتابه "القدس ليست أورشليم"

الربيعي يحاضر عن كتابه القدس ليست أورشليم
جو 24 :

 كشف الباحث د. فاضل الربيعي نظرية مثيرة حول»التوراة» من وجهة نظره استنادا إلى النص العبري الأصلي الذي أعاد ترجمة أسفار عديدة منه إلى العربية، وجادل الربيعي في كتابه ضد ما يسميه بالخداع الاستشراقي، متهماً علماء الاثار والتاريخ التوراتي بتزوير الحقائق وتقديم قراءة خاطئة للنص العبري.


وتحدى د. الربيعي خلال حديثه أول من أمس عن كتابه «القدس ليست اورشليم» علماء الاثار والمترجمين والعبريين والمحققين والحاخامات وكل من له علاقة بالتوراة:»أن يأتوا بنص واحد وحتى ولو كان عرضيا او جملة واحدة تقول التوراة ان القدس هي اورشليم». وتابع:» هذه الاكذوبة للاسف مرت في تاريخنا وكرسها الكثير من رجال المسلمين ودافعوا عنها في الخطب وفي المرئيات وفي الكثير من التفاسير عندما ربطوا بطريقة تعسفية وخاطئة بين اورشليم والقدس».


وقال د. الربيعي في المحاضرة التي عقدها في «البستان للكتب» إن التوراة في اللغة العبرية: «تتحدث عن مكانين منفصلين احدهما تسميه جبل قدَس دون الف ولام ويكتب في العبرية قدَش فالشين والسين حرف واحد وهي تسميه جبل وتصفه بالجبل ولا علاقة له بالمكان الاخر وهو اورشليم التي هي مدينة».


وشدد د. الربيعي:» اذا عدنا الى وصف قدس في التوراة فسنواجه معضلة كبيرة أنها تعطي رسما جغرافيا لجبل قدَس وأنه مرتبط بسرات جبلية تسمى جلَد وأن هذه السرات تؤدي إلى وادي دبرة والخارج من وادي دبرة سيصل إلى جبل صنة ومن هنا يصعد إلى قدَس وبجواره جبل اسمه شعر وشبرين وجبل البرع بينما تصف التوراة مدينة اورشليم بخلاف عن وصف قدس».


وبين المؤرخ والمؤلف العراقي د. الربيعي في كتابه الصادر عن دار رياض الريس للكتب والنشر أن هذه المدينة المقدسة:» التي وصلها داوود تقول أن داوود استولى على جبل وحصن صهيون- بالمناسبة التوراة وهي تتحدث عن صعود جبل صهيون عندما بدأ داوود تذكر اسم صعدة في اليمن ولكن المترجمين تحايلوا على هذا الاسم وترجموه لكلمة صعود وهذا غير مقبول وغير معقول وغير منطقي علميا لأن تعبير (صعد على) بالعبرية وليس صعدة ولكنهم للتحايل على هذا الاسم قالوا صعود ومع ذلك الرواية تعطينا جغرافية مطابقة- فتقول صعد داوود واستولى على حصن صهيون واسماه جبل دود حيث يكتب بالعبرية اسم داوود «دود» وأنه اتجه في هذا الطريق الجبلي إلى بيت قوس ثم وصل اورشليم هذه الجغرافية لا تنطبق على اورشليم التي يزعم أنها القدس ولا تنطبق على القدس التي يزعم أنها اورشليم هذه معضلة».


د. الربيعي نبه إلى أن :»جغرافية التوراة تتحدث عن مملكة اسرائيل ومملكة يهودا وتقول حرفيا في مواضع عدة أن مملكة اسرائيل قامت في الشمال وأن مملكة يهودا قامت في الجنوب وإذا طابقنا هذا الوصف مع جغرافية فلسطين سنكتشف أنها بالمقلوب لأن مملكة اسرائيل اليوم ليست في الشمال ومع ذلك جرت مطابقة تعسفية وقيل إن التوراة تحدثت عن فلسطين وأن جغرافية التوراة تنطبق مع جغرافية فلسطين».

وأكد د. الربيعي والذي له كتابات تتعلق بالقضية الفلسطينية وتصحيح التاريخ الفلسطيني على أن:»كلمة القدس اسم حديث لا يتعدى ولا يتجاوز العهدة العمرية أي الفتح الاسلامي ولا يعرف المسلمون ولا النبي (ص) ولا الصحابة ولا عمر بن الخطاب ولا أي عربي على الاطلاق اسم القدس قبل الفتح العمري، حيث أن هذه المدينة كانت تعرف باسم إيليا وهي ضمن التقسيم الإداري الروماني بجنوب الشام وسميت إيليا».

وأضاف في المحاضرة التي قدمته خلالها مديرة البستان للكتب لميس الحسيني: «أن هذا الإسم كان شائعا من النبي أو حتى من المسلمين بينما كان اسم القدس غير معروف وغير مألوف ولم يسمع به في هذا المكان أي جنوب الشام، لم يكن العرب يعرفون أن هذا المكان هو اسمه القدس، ولو كان عمر بن الخطاب يعلم أن هذه المنطقة تدعى القدس لما كتب العهدة العمرية وهي:( تقول بسم الله الرحمن الرحيم هذا ماعهد عليه عبد الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أهل ايليا) ولم يقل أهل القدس ولو كان يعلم عمر أنها القدس لكتب أنه يعاهد أهل القدس».

وتابع:»فقد كانت إيليا مدينة مسيحية تحت السيطرة الرومانية، وعندما وصلت الامبراطورية الرومانية الشرق بدأت فعليا تواجه النفوذ الفارسي وهي القوة الوحيدة التي واجهت قوة الرومان في الشرق لاحتلاله كان الفرس، فعمل الرومان بكل الوسائل على أمرين مركزيين: الأول في مواجهتهم كامبراطورية للفرس وأطماعه، ومحاولتهم منع الرومان في الاستيلاء على الشرق، فكان الرومان يعلمون أن القبائل العربية في العراق والشام قبائل مسيحية، المنابرة في العراق والغساسنة في الشام، وكان اجتذاب القبائل المسيحية بالنسبة لروما عاملا حاسما في الصراع مع الفرس، ولذلك اعتنق قسطنطين العظيم وأمه غيلانا المسيحية في الشرق في بلاد الشام، بسبب دوافع وعوامل كثيرة من بينها هذا العامل التكتيكي لاجتذاب القبائل العربية المسيحية في مواجهة الفرس الوثني وبالتالي اكتساب عواطف العرب والتفافهم من حول الامبراطورية ووضع الصراع في إطار ديني جديد بين موحدين ووثنيين».

الأمر المركزي الثاني الذي اشتغل عليه الرومان- بحسب د. الربيعي-:» أنهم اختاروا جنوب الشام ليكون مركزا لمدينة مسيحية وهذه المدينة في الحقيقة حتى عام 350م بدأت تظهر جديا وفعليا حين بناء كنيسة القيامة، عندها بدأت ملامح هذه المدينة المسيحية تتضح، بالطبع جنوب الشام تاريخيا مثله مثل سائر اجزاء بلاد الشام الأخرى في الشمال والوسط كان موطن هجرات قبلية عربية يمنية، كما أن بلاد الشام عرفت هجرات يمنية منتظمة وعلى مراحل كثيرة في التاريخ وبكل تاكيد القبائل التي هاجرت من اليمن إلى العراق والشام ومصر وأسست وبنت المدن والحضارات وشكلت المجتمعات العربية كانوا خليطا من الإبراهيميين والوثنيين واليهود ولذلك ما يسمى بالاستيطان اليهودي المبكر في فلسطين هو خرافة من خرافات المستشرقين فلا يوجد شيء اسمه استيطان يهودي مبكر».

وأكد د. الربيعي على أنه يمكن اخذ أي كتاب من كتب التاريخ كما كتبه المستشرقين وعلى خطاهم للأسف الكثير من المؤرخين العرب:» ليكشف هذه الخدعة عندما يقال أن تاريخ فلسطين يعلم باستيطان يهودي مبكر هذا خطأ منهجي وتاريخي، فهذه القبائل العربية اليهودية اقامت في بلاد الشام في وسط وشمال وجنوب بلاد الشام، وبالتالي الذين وجودوا في بلاد الشام من اليهود هم قبائل عربية يهودية حميرية ولذلك في الحقيقة جرى في علم الأثار تحايل لطمس معالم الكثير من المعطيات التاريخية المهمة التي ستحصل الجدل حول ما يسمى بالاستيطان اليهودي المبكر».

لفت د. الربيعي:» هناك نقوش ذكرت بوضوح أن يهود اليمن كانوا يستوطنون في فلسطين وما يعرف بنقش بلاسر الشهير وهو يقول هذا قبر مناحرقي حِميَر هذا يعني أن أحد ملوك اليمن الحميريين جاء في أحد الهجرات إلى جنوب الشام ومات وهذا قبره» هذا النقش الذي عرف بنقش بيت شعرين ظل مختفيا حتى أفرج عنه بلاسر بشجاعته وهو النقش الوحيد الذي سرب لأن النقوش الأخرى ستحطم كل الأسطورة التي تقول أن هناك استيطان يهودي مبكر كأنه قادم من أميركا أو من اسكوتلندا أو روسيا أو ألمانيا يعني هذه الإحالة الكاذبة الاستيطان المبكر كما لو أن هؤلاء اليهود جاءوا من خارج المنطقة وهذا غير صحيح هؤلاء أبناء المنطقة يهود المنطقة يهود اليمن هاجروا إلى العراق وبلاد الشام». الراي

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير