jo24_banner
jo24_banner

السعودية وايران.. من التلميح الى التصريح

د. صبري اربيحات
جو 24 : بالرغم من وجود الكثير من النيران تحت رماد العلاقة السعودية الايرانية الا ان اشتعالها بهذه السرعة لم يكن في حسابات احد من المراقبين او المحللين ....فعلى مدار مايزيد على ثلاثة عقود ومنذ انطلاق الثورة الايرانية والتوتر يسود الاجواء والشك يخيم على فضاء الخليج والتفاعل الحذر هو الوصف الادق للعلاقات التي بقيت في الحدود الدنيا لما يمكن ان تكون عليه بين بلدين بينهما الكثير من التشابه والجوار والمصالح الاقتصادية المشتركة.

ايران تشارك العربية السعودية الاطلالة على الخليج وكلا البلدين عضو في منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط اضافة الى انهما اعضاء في رابطة العالم الاسلامي ولهما مصالح اقليمية ودولية مشتركة.

كانت الثورة الايرانية والخوف من انتشارها في الدول المحيطة اول الاخطار التي تنبهت لها دول الخليج العربي فشجعت العراق للقيام بدور المدافع عن العروبة والنظام العربي وساندت االعراق في وجه ثورة الخميني دون الالتفات الى قضية "السنة والشيعة " كاحد خصائص التركيبة السكانية للدول التي ساندت العراق بما فيها العراق نفسها.

استمرار الحرب لسنوات واصطفاف العالم العربي خلف العراق جعل ايران تفكر في مد يد العون لبعض مكونات الشعوب العربية من الشيعة مما ادى الى تغذية الشعور بالاختلاف وخلق ثنائية طائفية في بعض البلدان وتبلور حالة جديدة من الاستقطاب المذهبي الذي لم يكن ظاهرا حتى نهاية السبعينيات من القرن الماضي ولم يتبدى كقوة سياسية الا في السنوات التي اعقبت احتلال العراق ليشتد مع ظهور ثورات الربيع العربي.

اليوم تنقسم المجتمعات العربية مذهبيا بصورة واضحة في كل من العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن وتتهيئا للانقسام في الدول الاخرى حيث تتواجد الاقلياتز
في الوقت الذي تتواجد فيه ايران بصورة واضحة في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة وتقدم دعما سخيا لحلفائها نجد حضورا واضحا للسعودية في اليمن والبحرين و غير مباشر في سوريا ولبنان وغيابا شبه تاما من غزة والعراق....

الاردن التي تؤيد علنا حق السعودية في ممارسة سيادتها وتستنكر الاعتداءات الايرانية على السفارة السعودية وقتصليتها في مشهد بلد تستحق اكثر من الثناء ..فهي كانت ولا زالت وفية لاخوانها العرب ولا تتردد في ان تكون في مقدمة القوى المدافعة عن الكيان العربي ... الاردن يعاني من مشكلات اقتصادية عميقة بمقدور الاشقاء العرب ان يحلوها كما فعل الاوروبيون مع اليونان ...من غير المعقول ان يبلغ الدين العام للاردن 90% من الناتج القومي ولا احد يحرك ساكنا مكتفين ببضعة ملايين هنا واخرى هناك.

بمقدور الاردن ان يلعب دورا اهم فيما يدور على الساحة الاقليمية اذا ما شعر ابناء الاردن بانهم جزء من المنظومة العربية وليس على هامش ما يدور من احداث ز فقد تحمل اكثر الاعباء التي ترتبت على الصراع في سوريا وقبلها العراق وفلسطين دون تردد او منة...لكنه لا يرغب ان يكون مثل غطاء الصيف بين الصد والرد.

في الايام القادمة ستتحرر المدخرات الايرانية التي جرى تجميدها وستغذق ايران على حلفائها بسخاء كما فعلت وتفعل دائما....وتقوية الجبهة العربية يحتاج الى اكثر من الادعية والبيانات وعبارات النخوة وحسن النوايا.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير