ناصر جودة.. أقلقتنا أكثر
عمر العياصرة
جو 24 : الاستعصاء السياسي الذي نعيشه خطر جدا، ويحتاج إلى قرارات ومواقف مختلفة في بنيتها وطبيعتها عن تلك التي كانت في المرحلة السابقة.
ولعل البداية التي يمكن التعويل عليها تنطلق من خلال تحقيق انخفاض ملموس في الخطاب الاقصائي، واستخدام الجميع مفردات أكثر مرونة.
من سمع وزير الخارجية ناصر جودة في لقائه المتلفز مساء الأحد، يشعر أن البلد يديرها من لا يعرفون أحوالها، ولا يدركون حقيقة ما يجري في أرجائها
الرجل واثق ويتباهى برضا الخارج عن نموذجنا الإصلاحي، وهو من حيث لا يدري يجعل «الداخل الوطني» صغيراً جدا في دائرة اهتمام صانع القرار أمام الشرعية الأجنبية.
ثقة ناصر جودة كانت مزعجة لكل من شاهد المقابلة، فالثقة هنا واكبها غرور وجهل بحقيقة ما يجري في مشهدنا من تجاذب غير مريح، ومن لغة تزيد الاحتقان احتقانا.
الرجل يفهم الإصلاح بطريقته لا بالطريقة الصحيحة، ولعل بقاءه في موقعه طوال هذه الفترة عابرا لكل الحكومات، أكسبه بعداً شموليا يفوق على أقرانه من الوزراء.
جودة ينظّر للإصلاح مفهوما وعلما واصطلاحا، دون أن يسأل نفسه عن الوسيلة التي جعلته وزيرا للخارجية كل هذه السنوات، هل كانت ديمقراطية أم أنها «لا إصلاحية» رغائبية فرضتها الوراثة والعلاقات؟
هل سأل نفسه وهو في كرسي الوزارة طوال السنوات الكثيرة: كم قلب من وجوه وزراء خارجية آخرين وهو ثابت فقط يستمع لعبارات الثناء على إصلاحنا الموهوم؟
كنا نأمل من وزير الخارجية ناصر جودة أن تكون صورته أكثر حداثة من تلك التي ظهرت أول أمس، على اعتبار معاينته خبرات الديمقراطيات في العالم المتقدم.
لقد اعترف الوزير بأنه وثمانية من الوزراء اجتمعوا لمشاهدة نتائج انتخابات الرئاسة في مصر، متمنين انتصار أحمد شفيق؛ على اعتبار انه من أتباع القدماء في الحكم كمثل شأنهم.
تمنيت لو أنهم اجتمعوا ليتدارسوا كيف تكون الديمقراطية، وتداول السلطة قبل فوات الأوان، ومن هنا أجزم بأن الإصلاح الأردني أمر لابد منه، فهو ضرورة للخلاص من الشوائب.
نعم وبدون شك، هناك إدارة ظهر للحقائق من قبل المسؤولين؛ فثقتهم المصطنعة بالنفس وبصيغ الحلول المطروحة رسميا، تجعلنا نشعر بالقلق، وبضرورة الإصلاح قبل فوات اللحظة."السبيل"
ولعل البداية التي يمكن التعويل عليها تنطلق من خلال تحقيق انخفاض ملموس في الخطاب الاقصائي، واستخدام الجميع مفردات أكثر مرونة.
من سمع وزير الخارجية ناصر جودة في لقائه المتلفز مساء الأحد، يشعر أن البلد يديرها من لا يعرفون أحوالها، ولا يدركون حقيقة ما يجري في أرجائها
الرجل واثق ويتباهى برضا الخارج عن نموذجنا الإصلاحي، وهو من حيث لا يدري يجعل «الداخل الوطني» صغيراً جدا في دائرة اهتمام صانع القرار أمام الشرعية الأجنبية.
ثقة ناصر جودة كانت مزعجة لكل من شاهد المقابلة، فالثقة هنا واكبها غرور وجهل بحقيقة ما يجري في مشهدنا من تجاذب غير مريح، ومن لغة تزيد الاحتقان احتقانا.
الرجل يفهم الإصلاح بطريقته لا بالطريقة الصحيحة، ولعل بقاءه في موقعه طوال هذه الفترة عابرا لكل الحكومات، أكسبه بعداً شموليا يفوق على أقرانه من الوزراء.
جودة ينظّر للإصلاح مفهوما وعلما واصطلاحا، دون أن يسأل نفسه عن الوسيلة التي جعلته وزيرا للخارجية كل هذه السنوات، هل كانت ديمقراطية أم أنها «لا إصلاحية» رغائبية فرضتها الوراثة والعلاقات؟
هل سأل نفسه وهو في كرسي الوزارة طوال السنوات الكثيرة: كم قلب من وجوه وزراء خارجية آخرين وهو ثابت فقط يستمع لعبارات الثناء على إصلاحنا الموهوم؟
كنا نأمل من وزير الخارجية ناصر جودة أن تكون صورته أكثر حداثة من تلك التي ظهرت أول أمس، على اعتبار معاينته خبرات الديمقراطيات في العالم المتقدم.
لقد اعترف الوزير بأنه وثمانية من الوزراء اجتمعوا لمشاهدة نتائج انتخابات الرئاسة في مصر، متمنين انتصار أحمد شفيق؛ على اعتبار انه من أتباع القدماء في الحكم كمثل شأنهم.
تمنيت لو أنهم اجتمعوا ليتدارسوا كيف تكون الديمقراطية، وتداول السلطة قبل فوات الأوان، ومن هنا أجزم بأن الإصلاح الأردني أمر لابد منه، فهو ضرورة للخلاص من الشوائب.
نعم وبدون شك، هناك إدارة ظهر للحقائق من قبل المسؤولين؛ فثقتهم المصطنعة بالنفس وبصيغ الحلول المطروحة رسميا، تجعلنا نشعر بالقلق، وبضرورة الإصلاح قبل فوات اللحظة."السبيل"