2024-08-28 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

أطفالنا يمشون على درب "السمنة" مع انتشار الأغذية المتردية في "المقاصف"

أطفالنا يمشون على درب السمنة مع انتشار الأغذية المتردية في المقاصف
جو 24 :

 تقف أنواع كثيرة من المقرمشات والمواد الغذائية متردية النوعية، التي تباع في المقاصف المدرسية، خلف اتساع ظاهرة السمنة، ومشاكل نخر الأسنان بين طلبة المدارس وفئة صغار السن في المملكة، وفقا لخبراء ودراسات.

وفيما بادرت وزارة الصحة والمؤسسة العامة للغذاء والدواء هذا العام إلى تشديد حملاتها الرقابية على المقاصف المدرسية، ضمن حملة شاملة على قطاعي الأغذية والأدوية، يرى مختصون أن غياب الرقابة الرسمية الدائمة عن المقاصف المدرسية يحمل "أخطارا حقيقية" على صحة الطلبة، ويسهم مع أسباب أخرى في انتشار مشاكل صحية وأمراض مزمنة، تظهر نتائجها على المدى المتوسط والبعيد، حيث تؤثر الكثير من الأغذية المباعة في هذه المقاصف على الجهاز الهضمي، وزيادة السمنة ونخر الأسنان وهشاشة العظام وغيرها.

وعلى الرغم من الحملات التفتيشية لوزارة الصحة على المقاصف للتأكد من التزامها بالاشتراطات الصحية، فإن خبراء ومعنيين يبدون شكوكا في قدرة الجهات الرسمية على إلزام المقاصف المدرسية بتوفير أغذية صحية مناسبة، وذلك لأسباب عديدة، أهمها ارتفاع أسعار الأغذية المناسبة، مقارنة بالقدرات الشرائية للطلبة وأهاليهم، حيث لا يجد الطلبة ملاذا لهم متاحا سوى الأغذية متردية النوعية.

فيما يلفت البعض إلى أن مشكلة أخرى، قد تحد من القدرة على خفض انتشار الأغذية متردية النوعية بين الطلبة، تتمثل في اقتصار سلطة إدارة المدرسة داخل أسوارها، وهي سلطة تفلت خارجها، فيصبح كل ما كان ممنوعا في داخلها، مسموحا أمام الطلبة في البقالات المجاورة، داعين إلى تكثيف الحملات التوعوية والمحاضرات في المدارس وتوزيع البروشورات التي تظهر مضار الممنوعات الغذائية وأثرها على صحة الطلبة وتقديمها لهم بطريقة سهلة وبسيطة.

وفي هذا الصدد يقول عمر، وهو طالب في الصف السابع في إحدى المدارس الخاصة، إنه اعتاد شراء سندويشته من المدرسة، فيما تشير والدته إلى أن ابنها يعيد السندويتشات والفواكه التي ترسلها معه إلى المدرسة إلى المنزل كما هي، لأنه يتناول بدلاً منها سندويشات الهمبرغر والزنجر التي يشتريها من مقصف المدرسة.

ويوضح عمر أن مدرسته لا تلتزم بالاشتراطات المعدلة لوزارة الصحة، حيث تباع المشروبات الغازية والعصائر الاصطناعية، كون أسعارها تتناسب مع مصروف الطلبة.

أما أم فراس فتقول إن مدرسة أبنائها تتقيد بتعليمات وزارة الصحة، حيث منعت بيع المشروبات الغازية والعصائر غير الطبيعية، مؤكدة أن أسعارها تتلاءم مع القدرة الشرائية للطلبة.

وتشير إلى أن المدرسة أرسلت قائمة بالأغذية التي تباع في مقصف المدرسة مع أسعارها، مبينة أن "السندويشات" المعدة صحية، مثل اللبنة والجبنة والسنيورة وعصائر طبيعية أو شبه طبيعية، وسلطة معكرونة بالخضار، وغيرها من الأطعمة الصحية وذات الجودة الجيدة.

وأوضحت أنها تشعر بارتياح كبير لقيام مقصف المدرسة ببيع أغذية صحية، كون ابنها يرفض تناول إفطاره قبل الذهاب إلى المدرسة.

إلى ذلك، خضع نحو 386754 طالبا وطالبة، في 4789 مدرسة حكومية وخاصة، إلى فحص دوري خلال العام الدراسي 2010-2011، شملت صفوف الأول والرابع والسابع والعاشر، وفقا لتقرير الصحة للعام 2011، الذي أشار إلى إصابة 2488 طالبا وطالبة بالسمنة الزائدة، وبنسبة تصل إلى 64و0 %، وإصابة 135 بمرض السكري بنسبة 0.03 %، كما خضع نحو 271216 طالبا وطالبة في 4252 مدرسة حكومية وخاصة الى فحص دوري للأسنان، شمل صفوف الأول والرابع والسابع والعاشر، بحسب التقرير.

وأشار التقرير إلى إصابة 162935 طالبا وطالبة بنخر الأسنان، وبنسبة 60 %، بحيث بلغ عدد الأسنان اللبنية المنخورة 228628 سنا، في حين بلغ عدد الأسنان الدائمة المنخورة 104588، مؤكدا إصابة 187223 طالبا بأمراض مختلفة في الفم والأسنان، وبنسبة 69 %.
بدوره، بين مدير الصحة المدرسية في وزارة الصحة خالد الخرابشة لـ"الغد"، أن هناك نسبة مرتفعة من الطلاب في المدارس مصابون بتسوس الأسنان والسمنة الزائدة، موضحا أن نسبة المصابين بنخر الأسنان في المدارس الحكومية العام 2011 بلغت 57.41 %.

وعزا الخرابشة سبب انخفاض نسبة معدل الإصابة بنخر الأسنان للعامين 2004 و2007، حيث بلغت في 2004، 57 %، وفي 2007، 57.10 %، إلى الحملات والمحاضرات والبرامج التثقيفية التي كانت تقوم بها الوزارة، وشملت توزيع معجون أسنان وفرشاة ومحلول فلوريد الصوديوم على الطلبة.

وأشار إلى أن الاشتراطات التي عممتها وزارة الصحة العام الحالي للمرة الأولى تظهر الأغذية المسموح بتداولها في المقاصف وغير المسموح ببيعها، مبينا أن مؤسسة الغذاء والدواء بدأت مؤخرا بحملات تفتيشية على المدارس للحد من المخالفين.

ولفت الخرابشة إلى أنه سيتم اتخاذ إجراءات قانونية بحق المخالفين، مثل إغلاق المقصف والإنذار والمخالفة، مشيرا إلى أن "المدارس الخاصة هي التي لا تلتزم بالشروط".

وأضاف أن الطلبة في القطاعين الحكومي والخاص يعانون من السمنة، ولكنها ترتفع في المدارس الخاصة، كونها لا تلتزم بالأغذية التي تتناسب مع أعمار الطلبة واحتياجاتهم، موضحا أن انتشار السمنة بين الطلبة يعود إلى الأنماط الغذائية غير الصحية السائدة بينهم، فضلا عن قلة النشاط البدني، واعتمادهم على الأغذية التي تحتوي على السكريات والدهون والزيوت وذات قيمة الغذائية الضئيلة.

ودعا الأهالي إلى التقيد بالتعليمات والشروط، وعدم إرسال المشروبات الغازية والعصائر غير الطبيعية والشبس إلى المدرسة، والتشديد على الأبناء بعدم شراء تلك المواد من الأكشاك والبقالات والباعة المتجولين، كونها ليست مأمونة ولا تتناسب مع أعمارهم واحتياجاتهم.
وتوضح الطالبة في إحدى المدارس الحكومية دالي، أن الشيبس الذي يحتوي على الأصباغ والمشروبات الغازية، ما يزال يباع في مقصف المدرسة، مؤكدة أنه وعلى الرغم من أن طعم سندويشات الفلافل التي تباع في المقصف "غير مستساغ"، إلا أنها تشهد إقبالا من الطالبات، ويليها الشيبس.

وأشارت دالي إلى أنها عملت العام الماضي كبائعة في مقصف مدرستها، لافتة إلى أنه كانت تباع فيه مواد غذائية منتهية الصلاحية، على غرار "الكيك"، مشيرة إلى أنها أخبرت مسؤولة المقصف بذلك، ولكن المسؤولة قالت لها بأن تلك المواد "تبقى صالحة حتى بعد انتهاء صلاحيتها ولا تشكل ضررا على الطلبة".

من جهتها، تؤكد معلمة في إحدى المدارس الحكومية في شرق عمان، أن مدرستها حصلت على جائزة "أحسن مقصف مدرسي" قبل 4 أعوام، لكونه يتقيد بالتعليمات، حيث يباع فيه "شيبس" الذرة والبطاطا، والبسكوت المدعم بالفيتامينات والعصائر.

وتشير إلى أن المدرسة تشهد حملات تفتيشية بصورة دائمة منذ سنوات، مؤكدة أن ما يتم بيعه من "سندويشات" يكون معدا بشكل طازج.

ونتيجة لحملات التفتيش التي تقوم بها وزارة الصحة على المقاصف المدرسية، فإنه تم مؤخرا إغلاق 29 مقصفا في مدارس حكومية وخاصة، كما تمت مخالفة مقصفين في مدرستين خاصتين، وتوجيه 78 إنذارا للتصويب وتلافي السلبيات.

ويبلغ عدد المقاصف المدرسية في جميع أنحاء المملكة 3347 مقصفا.
بدوره، قال البروفسور في أمراض الجهاز الهضمي والتغذية الدكتور محمد الرواشدة، إن المقاصف المدرسية تثير مشكلة كبيرة، كونها تعد مشروعا استثماريا للمدارس، فضلا عن عدم وجود جهة رقابية محددة عليها.

وأشار الرواشدة لـ"الغد"، أن الوجبة الغذائية التي تقدم في المدرسة، يجب أن تتناسب مع احتياجات الطلبة ونموهم، معتبرا أن المقصف يجب أن يكون نمطا صحيا للطفل.

وشدد على ضرورة منع بيع المشروبات الغازية والعصائر التي تحتوي على ماء وسكر ومنكهات، والمقرمشات في المقاصف المدرسية، كونها تؤدي إلى السمنة وارتفاع الكولسترول والتسممات الغذائية.

وبين الرواشدة أن الخطورة على الأطفال تنشأ عند تناولهم تلك الأطعمة بشكل يومي وبكميات غير محددة، وتظهر نتائجها على المدى البعيد، حيث تؤثر على الجهاز الهضمي لهم، فضلا عن أن بعض المواد الحافظة تؤثر على سلوكهم وتجعلهم أكثر عدوانية، كما أشارت العديد من الدراسات العالمية.

وتحتوي تلك المأكولات من الشيبس وغيرها على دهون مشبعة، تؤدي إلى اضطرابات معوية وزيادة في الوزن، وقد تتسبب كثرة الأملاح فيها، بارتفاع ضغط الدم، كما أن المواد الحافظة المضافة إليها تحد من كفاءة المعدة على الهضم، فضلا عما تتضمنه أنواع منها من البهارات الحارة، وقد تؤدي إلى تقرحات في المعدة، خصوصا عند الأطفال.

ولعل الخطورة الأكبر تكمن، في رأي الرواشدة، بما يتم بيعه من قبل المقاصف المدرسية من مواد غذائية لا يخضع الكثير منها للرقابة الصحية، بل إن بعض أصحابها يضرب بالقوانين عرض الحائط، من خلال بيع المنتجات غير المسموح بتداولها لمن هم في مرحلة النمو، منعا للانعكاسات السلبية عليهم، مؤكدا أن على المقاصف المدرسية أن تلتزم بتقديم "سندويشات" الألبان والأجبان مع حبة فاكهة وعصير طبيعي بأسعار مناسبة يستطيع جميع الأطفال تحملها.

بدوره، يرى رئيس المركز الوطني للسكري والغدد الصم الدكتور كامل العجلوني، أن وزارة التربية والتعليم قامت بتصويب أوضاعها بعد منعها بيع المشروبات الغازية والشيبس في المقاصف المدرسية.
وتبدي مديرة إحدى المدارس الحكومية في عمان، والتي فضلت عدم ذكر اسمها، تذمرها من فقدان إدارات المدارس سيطرتها على الطلبة خارج أسوار المدرسة، قائلة "نجد أن العديد من الطلبة يقومون صباحا بشراء الشيبس والمشروبات الغازية من البقالة المجاورة للمدرسة، ولا نستطيع منعهم".

وتقول لـ"الغد" إن الشيبس المسموح ببيعه (الذرة، والبطاطا)، سعره مرتفع مقارنة بمصروف الطلبة، فنجدهم يتوجهون لشراء الأغذية غير الصحية، كونها تتناسب مع قدراتهم الشرائية، مشددة على أنه يجب على وزارتي الصحة والتربية، إيجاد منظومة متكاملة تلزم جميع الأطراف بمنع بيع الممنوعات الغذائية. وشددت المديرة على أن الهدف الأساسي للمقاصف المدرسية هو "الربح"، لذلك فإنها تلجأ لبيع الممنوعات الغذائية، كونها تشهد إقبالا من الطلبة، مؤكدة أن مدرستها التزمت بتعليمات وزارة الصحة الجديدة، لكن هناك بعض المدارس غير ملتزمة، لافتة إلى أن مبيعات السندويشات تحتل المرتبة الأولى في مدرستها، ويليها الشبس.

من جانبه، يرى مدير إدارة الصحة الأولية في وزارة الصحة الدكتور باسم الحجاوي، أن الطعام الموجود في المقاصف، في الغالب، ليس صحيا، وهو أيضا "موجود في منازلنا"، مشيرا إلى أن التشريعات في أميركا وبريطانيا وأوروبا منعت وجود الأغذية غير الصحية في مدارسها، واستبدلتها بوجبات غذائية تعتمد على الخضار والفاكهة.

وأكد الحجاوي أن تناول هذه الأغذية ذات السعرات الحرارية العالية، لاحتوائها على دهون وزيوت، تزيد من إصابة الأطفال بالسمنة المفرطة، مشيرا إلى أن "ثلث الأطفال في أميركا مصابون بالسمنة".

وأكد عدم وجود دراسات دقيقة في المملكة عن مدى انتشار السمنة بين طلبة المدارس.
وقال الحجاوي إن دراسات بريطانية أظهرت أن الطالب يتناول 5 لترات من الزيت سنويا، جراء تناوله لمادة "الشبس فقط، داعيا إلى ضروة إيجاد ملصقات توضح أهمية الأغذية الصحية، ومضار الممنوعات الغذائية، من خلال الاعتماد على الصور، على أن يتم توزيعها على الطلبة بطريقة سهلة وبسيطة.

بدورها، توضح المعلمة في مدرسة الحصن المهنية الثانوية في إربد ربى البحيرات، أن مدرستها تقيدت هذا العام بالتعليمات، حيث منعت بيع المشروبات الغازية والعصائر غير الطبيعية، مبينة أن المدرسة شكلت لجنة صحية، تقوم بمراقبة ما يتم بيعه للطالبات من قبل المقصف ومدى جودته.
وحذرت رئيسة قسم التغذية في مركز الحسين للسرطان الدكتورة نيبال يوسف، في تصريحات سابقة إلى "الغد"، من أن تناول المقرمشات والعصائر بكميات كبيرة بشكل يومي، يؤثر سلبا على سلوكيات الأطفال، منبهة من خطورة قلي المواد النشوية مثل البطاطا، التي تدخل في صناعة الشيبس، وتعريضها لدرجات حرارة عالية، كونها تسبب العديد من السرطانات.

وأكدت دراسة تناقتلها مواقع إلكترونية عربية وأجنبية، أن هناك علاقة واضحة بين بعض الأصباغ الغذائية الصناعية، ومعاناة الأطفال من عدد من الاضطرابات السلوكية، كالعنف وعدم التركيز، فضلاً عن أعراض أخرى تتراوح بين حساسية مفرطة وقيء، إضافة إلى إسهال وحمى وصداع وألم في البطن.

ولوحظ في دراسة أخيرة، أجريت على 250 طفلاً في الثالثة من العمر، أنهم أصبحوا أقل تركيزاً، أو فقدوا أعصابهم بسرعة وأزعجوا الآخرين، وكانوا أقل قدرة على النوم عندما شربوا عصائر تحتوي على ملونات ومواد حافظة.

وبيّنت الدراسة أن تناول الأطفال للمقرمشات، وهم في مرحلة النمو، يؤثر على ذاكرة التذوق، بحيث يعتاد هؤلاء على تناول كل ما يحتوي على البهارات والمنكهات، فيرفضون بالتالي تناول الخضراوات واللحوم التي لا تحتوي عليها، ويدمنون على أنواع معيّنة من الأطعمة، بحيث يصبح تناولها حاجة ملحة يومياً، وإلا فإنهم سيشرعون في نوبات من البكاء والإزعاج والإلحاح، ريثما يتحقق طلبهم.

وترى اختصاصية الأطفال والغدد الصماء والسكري الدكتورة سيما الكلالدة، أن السمنة المفرطة بين طلاب المدارس باتت ظاهرة كبيرة وملحوظة جدا، نتيجة تناولهم أغذية غير صحية مثل "الشيبس" والمشروبات الغازية والسكريات، مشيرة إلى أن المواد الغذائية التي تحتوي على مواد حافظة وأصباغ تتسبب بقلة التركيز لدى الأطفال الذين يتناولونها، فضلا عن زيادة نشاطهم البدني.
ولفتت الكلالدة إلى أن الإكثار من المشروبات الغازية قد يؤدي الى هشاشة العظام، مطالبة وزارتي الصحة والتربية بمنع تداول الأغذية غير الصحية واستبدالها بالخضار والفواكه.

من جانبه، اكد الناطق الإعلامي لوزارة التربية والتعليم أيمن البركات، أن الوزارة تعمم سنوياً على جميع مدارس المملكة قائمة تبين المواد الغذائية التي ينصح بتداولها في المقاصف المدرسية، وفق البيانات الواردة إليها من وزارة الصحة.

وأشار البركات لـ"الغد"، إلى أنه توجد في كل مديرية من مديريات التربية لجان رقابية وتفتيشية تتابع شؤون المقاصف المدرسية، حرصاً على سلامة المواد الغذائية التي تقدمها، ومطابقتها للمواصفات الرقابية، والتأكد من تعاملها مع مطاعم مرخصة رسمياً تتقيد بالتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة، من حيث لباس العاملين فيها وحصولهم على شهادات خلو أمراض.

من جانبها، بينت اختصاصية التغذية آية مراد، أن التغذية في الطفولة، تعد مسألة حرجة في التنمية العقلية والجسدية والصحية في مستقبل الطفل، وأن إهمالها يؤدي إلى عواقب تظهر بالتدريج، كما تؤثر من حيث ظهور ضعف في الأداء المدرسي، مثل قلة التركيز وضعف البصر، أو قد تؤدي إلى عواقب دائمة، حيث يمكن أن يتعرض الإنسان لأمراض مزمنة قد تظهر خلال فترة الطفولة أو تتدرج لتظهر في المستقبل.

وأشارت مراد لـ"الغد"، إلى أن "مدارسنا تركز على المواد العلمية والنشاطات الرياضية، ولكنها تهمل المقصف وتسلمه لتجار يقدمون الحلويات والمعجنات غير مراعين أهمية وجود الطعام الصحي وتوفر الخضراوات والفواكه في مقاصف المدرسة"، موضحة أن هناك تأثيرا واضحا للوجبات غير الصحية على الأطفال، تتمثل في التعب وضعف الطاقة، وعدم الرغبة في الحركة والقيام بالنشاطات، وتقلبات المزاج والشعور بعدم الراحة، وعدم القدرة على النوم والسهر، والتأثير على ردود الفعل لدى الأطفال، فضلا عن ظهور ضعف عام في الجهاز المناعي للطفل، وحساسيات، والإمساك، ومشاكل الوزن، وبشرة غير صحية ( شحوب، دهنيات، اسوداد تحت العينين)، إضافة إلى آلام في الرأس.

أما الناطق الإعلامي باسم وزارة الصحة حاتم الأزرعي، فأكد أن الاشتراطات والمعايير المعدلة ستحول دون تداول الأغذية غير الصحية، مشيرا إلى أن الوزارة حددت ماهية الأغذية المسموحة والممنوع تداولها.

وبين الأزرعي أن الوزارة وجهت إلى وزارة التربية اشتراطات معدلة للمقاصف المدرسية.
وأكد أن هناك جولات ميدانية سيقوم بها فريق من وزارة الصحة، بالتعاون مع وزارة التربية، للتأكد من التزام المدارس بالمعايير والاشتراطات التي تم تعميمها.

وبموجب الاشتراطات يمنع منعا باتا بيع الأطعمة المعدة في يوم سابق (البائتة)، والمشروبات الغازية بأنواعها، والعصير المحضر يدويا، والصناعي، كما يمنع الطلاب من إحضارها إلى المدرسة.

كما تمنع الاشتراطات بيع وتداول المشروبات الحاوية على السكر والملونات فقط، والمشروبات والعصائر التي تقل نسبة عصير الفاكهة فيها عن 30 %، مشددا على أنه "يمنع منعا باتا بيع وتداول الحلوى والشكولاته والعلكة والملبس والمصاص ذات القيمة الغذائية المنخفضة، والتوفي والنوجة التي تلتصق بالأسنان، والأغذية والمشروبات المعلبة في عبوات زجاجية، واللحوم والكبدة بجميع أنواعها، والشيبس غير المصنع من رقائق البطاطا، والذرة الطبيعية والبوظة والأسكيمو".
وحددت الاشتراطات الأغذية المسموح ببيعها وتداولها في المقاصف، وتشمل: عبوات الحليب السائل المعقم طويل الأمد العادي أو ذي النكهات، وعبوات اللبن المحفوظة في الثلاجة، والعصائر الطبيعية المعبأة آليا، والساندويتشات والمعجنات الطازجة والمغلفة من المطاعم المرخصة، حسب الشروط والتعليمات الصحية.

ومن الأغذية المسوح بها أيضا: البسكويت بجميع أنواعه، العادي والمحشو، والكعك المغلف آلياً، وتفضل الأنواع المدعمة بالفيتامينات والأملاح المعدنية، ورقائق شيبس البطاطا والذرة الطبيعية المغلفة آلياً، وغير المحتوية على صبغات أو ملونات اصطناعية، والمكسرات المغلفة آلياً، وعبوات التمور الصغيرة المغلفة آلياً، والفواكه والخضراوات الطازجة. الغد

تابعو الأردن 24 على google news