هنا الطفيلة ... ومرحبا بزوارنا
اسعدنا ان نقضي هذا اليوم في ربوع محافظة الطفيلة لنعرف الضيفة الكبيرة الفنانة العربية صابرين بتاريخ وجغرافيا وطبيعة احدى اغنى مناطق الشرق الاوسط الزاهية بتراثها التاريخي والحضاري والروحي والثقافي والانساني و زينة البلدان وربما اجملها تضاريسا ومناخا وطبيعة.....
بعد ان انعطفنا من الحسا غربا باتجاه بلدة العيص حيث مقامات واضرحة الصحابة والاولياء وجامعة الطفيلة التقنية التي نناظر الجبال المكسوة بمولدات طاقة الرياح العملاقة والحديث عن تاريخ المنطقة واسمها ومكانتها اطلينا على البلدة العتيقة من المرتفعات الواقعة شمالها حيث تبدت بساتين الزيتون الروماني التي فقدت شيئا من كثافتها المعهودة لحساب المباني والشوارع التي جرى استحداثها مؤخرا....
تحدثنا عن تاريخ يمتد ل6000 عام حيث تعاقب الادوميون والرومان والبيزنطيون والانباط قبل ان يصلها الاسلام في اعقاب معارك مؤتة واليرموك. جمال الجبال الشاهقة والاودية العميقة وذاكرتها التي تشتمل على مرور امروء القيس والتوعد الذي اطلقه الشنفرى بالئأر يوم قال " إن في الشعب الذي دون سلع...لقتيل دمه لا يطل"...محمد بن الحنفية وذكره وتراثه كان حاضرا كما كانت ذكرى عبدالله الاول واحمد الدباغ وموسى الكريري وجابر الانصاري ومحمد بن بطاح المحيسن وذياب العوران ومحمد عودة القرعان وتيسير السبول وعشرات الاولياء والصحابة والشخصيات التي تركت بصماتها على جدار وذاكرة المكان.
الرحلة باتجاه السلع وقلعتها وبصيرا التي شكلت اهم العواصم للحضارات العربية حيث انشأ الادوميون فيها عاصمتهم التي اقامت علاقات تجارية واحلاف عسكرية مع الانباط وجاراتها في الفترة التي زاد فيها حكمها على 600 عام.
حمامات عفرا والبربيطة وحد الدقيق والقرى الجميلة التي توشحت بغطاء الربيع بعد ان مرت عليها الليالي التي جادها فيها الغيث فابتهجت بالتعبير عن ريها ورضاها مرورا بالحارث بن عمير الازدي ومقر الراحل حمد بن جازي شيخ الحويطات في الرشادية حثينا الخطى باتجاه اجمل محميات الشرق التي تتدلى من اعلى سلسلة جبلية يربو ارتفاع قمتها عن 1400م ليستقر اساسها في الوادي الذي ينخفض مائة متر تحت سطح البحر ....ليحدثنا الشيخ ابو يحي الخوالدة عن المحمية وخصائصها وتاريخها وعلاقة السكان بها.
الدرس الذي شرحته لنا الضيفة العربية ببلاغة رائعة تمثل في دعوة نجليها علي ويوسف للاستماع لحديثنا كلما ذكرنا فلسطين والقدس وجبال الخليل وتراث الامة وحرصها على ان يعي الابناء حكايات المكان بحس عروبي وصدق يدفعنا للتساؤل حول اذا ما قمنا بواجبنا نحو الابناء وهل نعلمهم من نحن بغير طرق التلقين المقيتة التي بعثت في نفوسهم مشاعر لاتزال قيد الدرس بين التربويين والنقاد.
احد الابناء عبر عن رغبته في العودة الى الاردن مع زملاؤه والاخر قال بنه يرغب في البقاء في البلاد التي احبها فقد كانت تجربة اليوم ممتعه لهم ولنا على حد سواء.
كل ذلك ما كان ليكون لولا الجهد المميز الذي قام به ويقوم المنتج الاعلامي محمد المجالي الذي يعمل جاهدا على حثنا لنعرف بالاردن بلدة بلدة ومحافظة محافظة من خلال انتاج زيارات يقوم بها نجوم الفن والدراما العربية والعالمية وبت هذه الاعمال على عشرات القنوات العربية .
فتحية له ولرفاقه في فريق الادارة والاعداد والتصوير وتحية لمحافظ الطفيلة ومدير شرطتها على اهتمامهم وللدكتور سالم الفقير مدير ثقافة المحافظة الذي بذل جهدا كبيرا في التحضير والارشاد والمتابعة كذلك الاعلامي صالح الزرقان وابناء المحافظة الذين اعربوا عن رغبتهم واستعدادهم لمؤازرة اي جهد يتوجه للتعريف بقصص الامكنة التي احبوها واحبتهم فتحية للطفيلة واهلها وللاعلامية النبيلة نسرين ابو صالحة التي احبت الطفيلة وتاريخها واهلها كما احبت جنبات الاردن وروح اهله السامية.