بيع النادي الارثوذكسي
د. عودة قواس
جو 24 :
أبناء وبنات الوطن الأحباء
ما دعاني أن اكتب هذا المقال هو ما يحصل داخل اروقة اكبر واعرق نادي اجتماعي وثقافي ورياضي ضم ولا يزال يضم ضمن جدرانه ذكريات الآباء والاجداد ما قبل النكبة والهجرة وما بعدها وكان شاهدا على تلاحم أبناء الوطن الواحد في الضراء والسراء كما لا بد لي من ذكر الإنجازات الرياضية الكبيرة التي حققها على مدار سنين طويلة في ملاعب كرة السلة الاردنية والعربية والعالمية.
منذ فترة ليست قصيرة اقتصرت إدارة هذا النادي على مجموعة عائلات أورثوذكسية محترمة وكانت محاولات عدة بتطعيم الهيئات الادارية المنتخبة بوجوه شابة كفؤة لمحاولة تغيير نمط وأسلوب التعامل ما بين الأعضاء وخصوصا الأعضاء العاملين والاعضاء المؤازرين والذين يتساوون في الواجبات ويختلفون في الحقوق وخصوصا المشاركة في أخذ القرار. ولكن للأسف، كلما دخل شخص جديد الى الهيئة الادارية تتركز جل اهتماماته لتحويل أقرباءه الى أعضاء عاملين لكي يضمن اعادة انتخابة مرة اخرى وهكذا دواليك.
الواقع المرير أن عدد أعضاء النادي يتجاوز الاثنى عشر الف عضو (١٢٠٠٠) والذين يرفدون النادي بدخل لا بأس به من خلال الاشتراكات السنوية او من خلال التردد على مطاعم النادي او استئجار قاعاته بمناسباتهم الخاصة بينما من يقرر مصيرهم جميعا هم الأعضاء العاملون الكرام الذين لا يتجاوز عددهم ثلاثمائة عضو (٣٠0).
لم يكن هناك في الماضي سوى بعض الاعتراضات البسيطة على طريقة إدارة النادي او التقصير هنا وهناك، علما بانه في معظم الأحيان كنت ترى البعض يهتم لسماع شكواك ويحاول حلها باستثناء موضوع تغيير صفة العضوية من مؤازر الى عامل لكي يكون لك الحق باقتراح رؤيتك ومناقشتها وانتخاب من يمثلك لإدارة هذا الصرح الكبير ليس في منشآته فقط بل في تاريخه وانجازاته وموقعه.
ما دعاني للكتابة اليوم هو ما يدور وبشكل مغلق بين الأعضاء العاملين من مشروع خطير يطرح ببساطة وبدون تقديم كافة البينات والحقائق فرأيت من واجبي وانا الذي حرمت من العضوية العاملة لأكثر من عشرين عاما كنت خلالها عضوا مؤازرا ولا ازال بينما أقارب فلان وعلان أصبحوا أعضاء مؤازرين وتحولوا الى عاملين علما بأنهم لم يكونوا مولودين عندما كنت انا وغيري أعضاء في النادي.
أخواني وإخوتي ما هو مطروح بيع كافة ممتلكات النادي بما فيها الموقع (الارض) في عبدون بسعر أرخص بكثير من سعرها الفعلي لمستثمر غير معلن، علما بان الموقع مرخص من أمانة العاصمة كمنطقة اسكان (أ) بأحكام خاصة ومن السهل تحويلة لتجاري كون المساحة ٣٣ دونم وبسعرتقريبي للدونم (٨٥٠٠٠٠) علما بان السعر الحالي يتجاوز حسب التقديرات (١٢٠٠٠٠٠) والمراد شراؤه هو نادي مغلق بيع بالمزاد العلني لاحد البنوك المحلية وهو عبارة عن مائة دونم تقريبا مصنفة زراعي ولا تصلح لأي استثمار سوى ان تكون نادي والمطلوب ثمنا له اعلى بكثير من سعر الارض في نفس المنطقة!
لماذا الغموض إذن وأين هو الغموض ولما هذه السرعة في القرار ومن هو صاحب المصلحة في إقرار ذلك ومن هو صاحب الحق في ابداء رأيه ولكي احاول ان اجيب على بعض هذه الاسئله بدون ان يكون لدي اي شك بنزاهة احد سأحاول فقط ان أضع الأمور في نصابها.
الموقع الذي يراد شراؤه هو نادي على طريق المطار تم شراؤه بالمزاد العلني من قبل البنك الدائن استحقاقا لسداد الدين نتيجة تعثر المستثمر الذي قام بإنشائه قبل خمس سنوات ومبلغ يقارب (١٨٠٠٠٠٠٠) وحسب قانون البنك المركزي اذا لم يتخلص منه البنك خلال خمسة سنوات وجب تخصيص القيمة كديون مشكوك بها وعلو مدار خمسة سنوات لكي تغطى كامل القيمة وحسب معلوماتي تنتهي فترة السماح في شهر أيار من العام الحالي اي وجب على البنك الشاري وضع أربعة ملايين دينار في البنك المركزي او تجميد هذا المبلغ وهكذا كل عام لغاية إغلاق القيمة الجمالية وطبعا هذا ليس من صالح الى بنك بتجميد امواله كمخصصات.
ويبدو أن الموقع الجديد المراد شراؤه لم تجرى عليه فحوصات علمية لمعرفة سلامة منشآته وكم ستكون كلفة اعادة تشغيلة كما لم يتم عمل دراسة اكتوارية لكلفة التشغيل للنادي الجديد والذي يفوق مساحة بثلاث أضعاف المساحة التي يشغلها النادي اليوم وطبعا من واجب الدراسة الاكتوارية ان تأخذ بالحسبان كلفة نقل الفرق الرياضية التي تتدرب بشكل يومي ومدى تأثير ذلك على أهالي اللاعبين وعلى اللاعبين أنفسهم والذين معظمهم من الطلبة وحسن إدارة الوقت هو من أولوياتهم وذويهم علمائنا الدراسة الاكتوارية من واجبها. دراسة نقس الدخل المترتب على الانتقال للموقع الجديد نتيجة بعده على طريق المطار .
أحبائي لم أكن يوما ضد التطوير ولكن. التطوير يجب ان يكون مدروسا كما يجب ان يشارك بالرأي على الأقل وليس بالقرار جموع الأعضاء المستفيدين من خدمات النادي وليس الأعضاء العاملين الذين أكثرهم لا يترددوا على النادي سوى يوم الانتخابات او الاجتماعات فمن حق من يتردد على النادي باستمرار ان يبدي رأيه والسكن هذا الرأي غير ملزم للهئة العامة وإذا كان لابد من شراء الموقع الجديد ماذا يمنع من الشراء مع الإبقاء على الموقع القديم ولتنشط الادارية لسداد القيمة من ايرادات اكبر ام ان الهيئة الادارية الحالية تريد ان تجر الهيئة العامة الى قرا سوف يندم الجميع عليه وهل يريد صاحب القرار ان يتجاوز عن رغبة الأكثرية الصامتة التي حرمت من ابداء رإيها فهل النادي الارثوذكسي شركة خاصة فاني أطالب من اصحاب القرار ومن العائلات القليلة التي يحق لها التصويت ان تأخذ موقفا مشرفا وتأجل الموضوع لغاية القيام بدراسات علمية او نلغي الفكرة برمتها ونحسن وضع نادينا وهناك متسع من الارض بالقرب من النادي يستطيعون شرإها اذا كان الهدف هو التوسع فقط.
ملاحظة : بعد كتابة هذا المقال وصلتني معلومة بان شركة (..) تجرى دراسة اكتواريه حول الموضوع وسوف تقدم نتائجها في السبوع القادم كما أن بعض المواقع الإخبارية بدأت تتحدث عن صفقات وخلافات بين المالك القديم والبنك الذي رسي عليه المزاد فهل أعضاء النادي ال 12000 هم الذين سيدفعون ثمن هذه الخلافات؟