jo24_banner
jo24_banner

متحدثون لـجو24: انسحاب روسيا من سوريا عقاب للأسد

متحدثون لـجو24: انسحاب روسيا من سوريا عقاب للأسد
جو 24 :
سلام الخطيب- أعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء بدء انسحاب الجزء الأكبر من قواتها في سوريا بشكل مفاجئ ودون أية مقدمات، الأمر الذي أثار جدلا ونقاشا موسعا حول أسباب ودوافع ذلك القرار.

ورأى خبراء ومحللون سياسيون وعسكريون أن ذلك القرار الروسي يمكن اعتباره بمثابة العقوبة للرئيس السوري بشار الأسد، ويهدف في الدرجة الأولى للضغط عليه قبيل مؤتمر جنيف3.

المناصير: تضارب مصالح

رئيس لجنة الخارجية النيابية، بسام المناصير، رأى أن القرار الروسي جاء بشكل فردي ودون التشاور مع النظام السوري "الذي يبدو أن الروس يرغبون بمعاقبته والضغط عليه قبيل مؤتمر جنيف3".

وأوضح المناصير لـجو24 "ان تمسك النظام السوري بموقفه وعدم استجابته إلى مبادرات الحل السياسي أغضب القيادة الروسية وجعلها تتخذ قرار الانسحاب كعقوبة للنظام"، كما أن الجانب الروسي -من وجهة نظر المناصير- أدرك الرغبة الأمريكية والاوروبية باستدراجهم إلى المستنقع السوري الذي يبدو متجها للخطة (ب) التي كشف عنها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري كخيار في حال فشلت المفاوضات ولم يتوقف اطلاق النار.

وأشار المناصير إلى أن التوجهات السعودية بتزويد المعارضة المعتدلة بأسلحة نوعية وصواريخ مضادة للطائرات قد زادت من المخاوف الروسية من الانزلاق بالمستنقع السوري أكثر فأكثر والخروج منه مهزومة كما خرجت من افغانستان سابقا.

ولفت المناصير أن اصطدام المشروع الايراني الطائفي بالمشروع الروسي المتعلق بالنفوذ ادى إلى تضارب المصالح بين الدولتين، وبالتالي كان لا بدّ من الضغط على النظام السوري أكثر وتجنب تسجيل خسائر أكبر في ظلّ تضارب المصالح ذلك.

وحول تأثير القرار على الاردن، قال النائب المناصير إن قرار الانسحاب سيكون ايجابيا على الاردن وتركيا والمعارضة المعتدلة والشعب السوري، بعد أن فقد النظام السوري الركن الأساسي من دعائم بقائه، مشددا في ذات السياق على أن المملكة لن تدخل حربا برية في سوريا وسيقتصر دور القوات المسلحة الأردنية-الجيش العربي على حماية حدود الوطن فقط ومنع الميليشيات الشيعية من الوصول إلى حدوده.

الدويري: انسحاب بعد تحقيق الاهداف

ومن جانبه أكد الخبير والمحلل العسكري والاستراتيجي، اللواء متقاعد فايز الدويري، على ان القرار الروسي المفاجئ لا يمكن أن يكون قد اتخذ إلا بعد أن حقق الرئيس فلاديمير بوتين أهدافه من التدخل العسكري المباشر في سوريا، لافتا إلى وجود عدة عوامل مؤثرة دفعت الروس للانسحاب.

ورأى الدويري أن العامل الاقتصادي كان أكبر أسباب الانسحاب، خاصة في ظل طول أمد تدخلهم وضعف الجيش السوري النظامي.

وأوضح الدويري لـجو24، إن الروس اعتقدوا في بداية الأمر أن قدرات الجيش السوري أكثر تطورا مما هي عليه، وأنهم لن يضطروا للتدخل أكثر من شهرين، لكنهم تفاجأوا أن الجيش السوري النظامي وحلفاءه لم يتمكنوا من السيطرة على البلاد رغم المساعدات التي قدمتها روسيا طيلة خمسة أشهر كاملة.

وأشار الدويري إلى أن تدني قدرات الجيش السوري النظامي القتالية، وعدم قدرته على التمدد والسيطرة بالطريقة المطلوبة، كلّفت الروس مزيدا من الأموال والخسائر الاقتصادية التي لم يعد بالامكان تحملها في ظلّ انخفاض أسعار النفط عالميا.

وأما السبب الثاني للانسحاب المفاجئ، فكان الموقف العربي والعالمي من روسيا، والذي اعتبر ما تقوم به روسيا في سوريا من مجازر يرقى إلى جرائم حرب تضرب مصداقية الروس في مقتل، ولذلك كان قرار الانسحاب مدفوعا أيضا بالرغبة في الحفاظ على الحد الأدنى من المصداقية القاضية بإيجاد حلّ سياسي للأزمة السورية.

وحول التداعيات المتوقعة بعد قرار الانسحاب، لفت الدويري إلى وجود اجتماع مرتقب في تركيا من أجل توحيد قوى المعارضة من جيش الاسلام واحرار الشام وبقايا الجيش الحر لتشكيل جيش حر جديد وتنظيم العمل العسكري بحيث يرتقي إلى مواجهة أي ارتدادات جديدة.

وأشار إلى أن خيار روسيا بحسم الأمر عسكريا في سوريا يتمثل بالنزول إلى الارض، وهذا ما لا تأمله روسيا خوفا من وقوعها بنفس المشكلة ابان حربها مع افغانستان وهزيمتها أمام الفصائل المقاتلة.

وحول مدى تأثر الأردن بالقرار الروسي، أكد الدويري على أن انسحاب روسيا من سوريا سيكون له أثر ايجابي على المملكة، حيث ان المناطق الجنوبية من سوريا لن تكون ساحة للمعارك من جديد وبالتالي لن يكون هنالك حركة نزوح كبيرة إلى الأردن، كما أن الانسحاب الروسي سيمنع القوى والفصائل الشيعية من التقدم نحو الأردن، ما يعني تراجع التهدايدات بالنسبة للأردن، وضمان عدم التورط بأي عمل منفرد قد يؤدي إلى تدخله برا في سوريا.

قمحاوي: انسحاب تكتيكي

من جهة أخرى، قال المحلل السياسي الدكتور لبيب قمحاوي، إن قرار الانسحاب الروسي من سوريا قد لا يكون انسحابا حقيقيا وإنما مجرد انسحاب تكتيكي قد يتم من خلاله تبديل قوات او تغييرها فقط.

وأشار إلى أن روسيا موجودة في سوريا حتى تبقى وليس حتى تغادر، مبينا أن هناك محاولة روسية بدعم امريكي للضغط على أطراف المعارضة بمافي ذلك الرئيس السوري بشار الاسد نفسه من أجل تليين مواقفهم لانجاح عملية تسوية سلمية رغم عدم معرفة طبيعتها.

وبين قمحاوي إن الخيارات أمام روسيا لحفظ أمنها وعدم تكبد خسائر كبيرة في سوريا لم تعد كثيرة، وصار من اللازم توجيه تحذير للأسد من أجل ابداء مزيد من الليونة تجاه مطالب المعارضة بحيث تجري الانتخابات دون ان يكون الاسد طرفا فيها.

وقال إنه ولغاية اللحظة لم يحصل أي حل سياسي للأزمة السورية، مبينا أنه وفي حال لم يكن هناك احساس عام بأن هناك امكانية بالولوج إلى حل سلمي فإن المذابح ستظل قائمة لا محالة.

وأضاف قمحاوي أن روسيا لا تريد استمرار المذابح لأنه يمس بالوضع الأمني للقوات الروسية وقد يرغمها على المزيد من الانغماس في المستنقع السوري، وبالتالي هي تريد تخفيف حدة مطالب جميع الاطراف حتى تتمكن على الاقل من بيع الجميع فكرة أن هنالك عملية سلمية دائرة.

وحول تأثير القرار الروسي على الجانب الاردني، بين قمحاوي أن هناك العديد من المصائب على الاردن في حال نفذ القرار كون الأردن كان بالأصل يأخذ ضمانات من روسيا بعدم التعدي عليه خاصة من قبل قوات الأسد.

وأشار إلى أنه وفي حال ذهبت هذه القوة الأساسية التي تقدم تلك الضمانات فإن الوضع الأمني على الحدود سيصبح متزعزعا لعدم وجود سيطرة لأحد ما عليها، إلا من الجانب الأردني.

وقال إنه من المحتمل أن تزداد عمليات التسلل والقصف والتغلغل في الجانب الارني، وبالتالي فالأردن ليس لديه أية مصالح من الانسحاب الروسي إذا ما كان الانسحاب فعلي.

 
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير