jo24_banner
jo24_banner

اكاديميون لجو24: ضبابية في الية الاختيار والتجديد لرؤساء الجامعات تهدد الهوية التعليمية

اكاديميون لجو24: ضبابية في الية الاختيار والتجديد لرؤساء الجامعات تهدد الهوية التعليمية
جو 24 :
ياسر شطناوي - انتهى الأمر، واتخذ مجلس التعليم العالي قراره بعدم التجديد لرئيس الجامعة الأردنية السابق الدكتور اخليف الطراونة، لكن سرعان ما ثار الجدل حول أسباب ودوافع ذلك القرار، خاصة وأن الرئيس الطراونة سجّل انجازات عديدة خلال فترة ولايته وترؤسه للجامعة الأردنية.

ورغم أن الطراونة انصاع للأمر ورفض الانجراف مع سيل الانتقادات المعارضة للقرار، إلا أن سؤالا بقي يدور في أذهان المراقبين حول سبب عدم التجديد للطراونة في ظلّ تسجيل الرجل أرقاما وانجازات يشهد له بها القاصي والداني؛ وهل يخضع التجديد وتعيين رؤساء الجامعات لمعايير محددة أم أن الأمر متروك على عواهنه ووفقا لرغبات وأهواء الحكومة ووزير التعليم العالي؟!

محمود : دور اساسي لمجلس الامناء

وزير التعليم العالي السابق، الدكتور أمين محمود، أكد من جانبه أن أمر التجديد لرئيس جامعة معين يخضع في الأساس لتوصية مجلس أمناء تلك الجامعة، حيث يتم إجمال انجازات الرئيس ومسيرته طيلة فترة ترؤسه الجامعة، ووضع الايجابيات والسلبيات ودراستها قبل رفع التوصية إلى مجلس التعليم العالي.

وأضاف محمود لـJo24 إن مجلس التعليم العالي مُلزم بالأخذ بعين الاعتبار توصيات مجلس الأمناء وأن يقوم بدراستها وتحليلها بدقة وعناية فائقة قبل اتخاذ القرار النهائي، مشددا في ذات السياق على أن "مهمة مجلس الأمناء ليست التوقيع والبصم على القرارات فقط".

ولفت محمود إلى أن جميع المعلومات تؤكد أن توصيات مجلس أمناء الجامعة الأردنية كانت ايجابية للطراونة وتتضمن التجديد له، لكن قرار مجلس التعليم العالي جاء بخلاف ذلك "وهذه صلاحية مجلس التعليم العالي".

وحول تعيينات رؤساء الجامعات، أكد محمود أنه سنّ سنة حسنة في ذلك، حيث قام إبان توليه حقيبة التعليم العالي بإقرار اعلان الحاجة لشغل موقع رئيس جامعة ويتم استقبال الطلبات ودراستها وتصفيتها إلى ثلاثة فقط، يتم عرضها على مجلس التعليم العالي "بعد الاستئناس برأي صاحب القرار"، معبرا عن أمله في أن يكون اختيار رؤساء الجامعات عائدا لمجلس التعليم العالي وحده وبشكل مباشر بعد تصفيتها إلى ثلاثة بالاضافة لإتاحة الفرصة أمام الاردنيين المغتربين للمنافسة على رئاسة الجامعات.

المعاني : لا اسس معلنة

وأكد وزير التعليم العالي الاسبق، الدكتور وليد المعاني، على أنه لا يوجد أي نصّمحدد يبين ما هو المطلوب وما هي المواصفات التي يجب ان تتوفر في اي رئيس جامعة ليقع عليه الاختيار،مبينا ان مجالس التعليم العالي السابقة حاولت وضع معايير لمواصفات الرئيس لكنها لم تتمكن من الوصول الى اسس محددة ولم يتم اختيار اي رئيس جامعة اعتمادا على قواعد معلنه منذ عام 2011 الى الان.

وقال المعاني لـJo24 ان ما كان يعمل به سابقا ان يتقدم المرشحونلرئاسة الجامعات بطلباتهم، ومن ثم تعقد اللجان اجتماعاتها لاختيار الرئيس المطلوب،مشيرا الى ان مجلس التعليم العالي هو يختار من يصلح لهذا المنصب.

وحول التجديد لرؤساء الجامعات، أشار المعانيإلى أن اللجان المشكلة من قبل وزارة التعليم العالي حول التجديد لاي رئيس جامعة تاخذ بعين الاعتبار الاخفاقات والانجازات كما حدث في جامعتي اليرموك والعلوم والتكنولوجيا، منوها الى انه "قد يكون اداء بعض الرؤساء ايجابيا ولا يجدد لهم و العكس صحيح".

جرار: اجتهادات وقناعات شخصية

ورأى الوزير الأسبق والأكاديمي، الدكتور صلاح جرار، أن اختيار رؤساء الجامعات والتجديد لهم يخضع للاجتهادات والقناعات الشخصية، مشيرا إلى أن الدراسات والحقائق لا تمنع تدخل المزاجية في بعض الظروف.

وقال جرار لـJo24 إن الاصل بالتجديد لرئيس أي جامعة أن يعتمد على انجازاته في مختلف المجالات (الصحي، المالي، المناهج، استحداث التخصصات وغيرها)ب الإضافة الى الرسالة الذاتية التي يقدمها الرئيس،منوها الى ان كل ذلك يعتمد على التقارير التي يصدرها مجلس امناء الجامعة.

وأضاف جرار إنه وخلال فترة وجوده في مجلس التعليم العالي المُقال كانت هناك محاولات لوضع اسس اختيار رئيس الجامعة، وأما قرار التجديد من عدمه فيخضعلتصويت مجلس التعليم العالي ويعلن من قبل وزير التعليم العالي بصفته رئيس المجلس.
وختم صلاح بالتأكيد على أهمية ان يقوم مجلس التعليم العالي والجهات المعنية بوضع معايير اكثر وضوحا وعلانية عند اختيار رؤساء الجامعات، لما لذلك من اهمية كبيرة ستنعكس على مسيرة و مستقبل الوطن وانجازاته في المجال العلمي و الاكاديمي.

أبو الشعر: تهديد لهويتنا التعليمية

اما عضو مجلس التعليم المقال، الأكاديمية المخضرمة الدكتورة هند ابو الشعر، فقد أكدت عدم وجود أي معايير ثابتة ومتفق عليها باختيار رؤساء الجامعات حتى اللحظة، ولا حتى آلية لإعتماد رئيس جامعة بعينها حتى.

وشددت أبو الشعر على ضرورة الاسراع بصياغة أسس واضحة لاختيار رؤساء الجامعات الأردنية والتجديد لهم، وأن تكون هذه الأسس متوافقة مع المرحلة المستقبلية من مسيرة جامعاتنا التي تشكل بعدا وطنيا و قوميا في بناء اجيال الاردن الصاعدة، معتبرة السكوت عن هذه القضية تهديدا لهويتنا التعليمية.

وعبّرت أبو الشعر عن أملها في أن يصبح تعيين رؤساء الجامعات لمرة واحدة ودون تجديد، وذلك حتى تعطى الوجوه الجديدة والطاقات الشابة الفرصة لقيادة قطاع التعليم، حيث أن الأربع سنوات كافية لأي رئيس حتى يضع بصمته في مسيرة الجامعة.

وقالت لايمكن ان يقترن الانجاز الذي يتحقق في جامعة فترة تولي رئيس محدد، موضحة ان هذه الانجازات جاءت بجهد مؤسسي و تراكمي وان الرئيس ياتي ليبني على هذا الانجاز وليس من المنطق ان يقبل مجتمع الجامعة بوجود رئيس ضعيف الاداء.
تابعو الأردن 24 على google news