الراحلون قبل الاوان. ....

"كل نفس ذائقة الموت" ولكن رحيل البعض يصيبنا بصدمة تدفعنا للتذكر والتأمل في رسالة الحياة ومعانيها...وما هو مهم واهم...وغيرها من القضايا التي نتناساها.

محمد الحباشنة...رجل مدجج بالعنفوان...والحرص على تصحيح مسارات حياة الالاف من الذين وثقوا به فترددوا على عيادته او تابعوا محاضراته و استمتعوا بصداقته ومعرفته...لقد كان للدكتور الحباشنة سمتا يصعب ان تجد مثله لدى رجالات هذه الايام فتارة تحسبه جاء من الزمن الجميل الذي كان فيه الرجال على شاكلة شيوخ الجبال والصحراء وتارة تحسبه جنرالا عسكريا او قاضيا على وشك ان يصدر حكمه.

كان مهنيا وصاحب طريقة ميزته عن الكثيرين ممن احترفوا حكمة الروح...محمد الحباشنة الطبيب الوسيم الانيق الواثق الحاضر ...رحل اليوم قبل اوانه فصدمنا ..ربما لم يستطع قلبه الطيب الصادق ان يحتمل كل الذي يدور...وربما اراد ان يقول لنا لا تزعجوا انفسكم كثيرا فالحياة رحلة نهايتها غير معلومة.....

محمد الحباشنة من القلة الذين لا يبدون رغبة في الاستحواذ واذا ما تحدث تشعر بانه ياخذك في رحلة الى عالم تفكيره وحكمته فيستهويك التنظيم والفهم والنضج الذي تفتقده في عالم اليوم... صادفته مرارا في منزل صديقنا المشترك استاذ الطب النفسي وليد سرحان..وكنا معا ضيوفا على بعض مؤسساتنا الاكاديمية والاعلامية نتحدث في الانحراف والانتحار واختلال القيم حيث كان يدهشني دائما بعمق تجربته ورهافة حسه ومتابعته الحثيثة للقضايا التي كادت ان تغيب عن اهتمامات رفاق مهنته.

طيب العزاء لاشقاء محمد الاعزاء ولزوجته والابناء وكل الاصدقاء والمحبين...والسلام على روحك وسيرتك وذكراك .