jo24_banner
jo24_banner

في مكة تفيض أعينهم من الدمع

ماهر أبو طير
جو 24 : ملايين الحجيج في مكة المكرمة،والذين لم يذهبوا هذا العام،تفيض اعينهم من الدمع،لان مكة المكرمة عزيزة،ولابد منها وان طال السفر،وفيض اعينهم كذات فيض اعين الحجاج،فهذا موسم الطهارة.طهارة القلب اولا.

الذي يرى مشهد الملايين في مكة المكرمة والمدينة المنورة،وعرفة وبقية المشاعر،يعرف ان تنظيمهم ليس من فعل البشر،وكل هؤلاء يجتمعون في موقع واحد،واذ تخفق قلوبهم بذكر الله،فإن في قلب كل واحد منهم شكوى ونجوى،وفي كل واحد منهم اقرار بالذنوب، وانه جاء طارقا الباب، لعل الغفران يناله.

للحج نورانيته، وسره المبارك، وقديما كان الحاج يغادر بوسائل غير حديثة فيغيب شهورا،مشيا على الاقدام،او بالقوافل،وهذا يفسر استقبال الحاج بالورد والزينة واغصان الشجرالخضراء عند باب البيت،فقد كان هذا طقسا للمباركة،وتهنئة ايضا بالسلامة من سفر قد لايعود منه.

هذه ايام مباركة،وتستغرب ألا يعود فيها الظالم عن ظلمه، والمتكبرعن كبره،والذي يؤذي الناس بلسانه او بسلطته او يده او جاهه، وكأن قهر الناس لايرتد على القاهر،وهي ايام لاتعرف لماذا يبقى العاق فيها عاقا،والفقير محروما،وقاطع الرحم مصرا على فعله؟؟ هي ايام مباركات،تتصل فيها السماء بالارض،والحجاج بمن لم يحجوا،عير صيام هذه الايام.

ليس من فعل جميل في هذه الايام،كما رفع الظلم عمن ظلمت.الذي يدقق في دفتره،سيجد اسماء ظلمها،بسرقة مالها،او اساءة معاملة،او استصغار او ايذاء،ومن يفعل كل هذا ينسى،ان حقوق الناس المؤجلة لاتغيب ابدا،مهما غطى التطاول في القلب على حقوق الناس،وكراماتهم وكرامات بيوتهم وحرماتهم ايضا.

“لبيك اللهم لبيك” تسمعها من هنا،تشق ظلمانية الصدور،تتردد في الافاق،تغسل النفس،تقول لربها لبيك على بساط العبودية،والاقرار بأنه العبد امام المعبود.هذا فصل في الخطاب.فصل ايضا في النية والاعتقاد،وتبرؤ من كل شخص،كانت تلبية دعوته فوق تلبية دعوة الخالق.

تفيض اعينهم من الدمع،ولان قلوبهم رقيقة،فهذا موسم الاستسقاء من رحمة الله،التي تفرد بها،واسبلها على العصاة ايضا،لان انين خوفهم،وتطلعهم للرحمة والغفران،يأخذهم الى باب التوحيد والاقرار بأن الذي يغفر هو واحد فقط.هكذا تقلب المعصية الى رحمة.

حج هذا العام يأتينا وفي العرب مئات الاف المذبوحين في فلسطين والعراق ولبنان وسورية واليمن ومصر وليبيا وتونس،وكأني بحجاج هذا العام يصيحون صيحة واحدة قائلين:ركعتان في العشق لايصح وضؤوهما الا بالدم.

وكأني بالكعبة لو نطقت لحكت عما سمعته من انين البشر وحروفهم بين يدي ربهم."الدتسور"
تابعو الأردن 24 على google news