2024-11-26 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

اللعب مع الصقور والنسور..

د. منيب محمد الزغول
جو 24 :

في لحظة من عمر الزمن كنا قد أوقفناها لنقول أنه مازال على جبين البعض بعض الحياء سرق منا كل شئ، سرق الحاضر، سرق الأمل والمستقبل، وسرقت معهما كل الأحلام، سرق الحق على مرأى ومسامع الجميع، وذهب معه كل شئ أدراج الرياح، بقي الماضي والسوداوية والباطل، ولم يعد للتفاؤل والكلمة والموقف اي معنى.
على رؤوس الأشهاد سلبت الإرادة، وأستباح بعض الرجال الصقور كل التاريخ وأسكتو عنوة ذلك المدعو صوت الحق. أخذتهم العزة بالإثم فاقترفت أياديهم أكبر الكبائر، وأبت نفوسهم إلا أن تختار النهاية التي كانوا يرفضونها عندما كانو بيننا وممثلين لنا، صقوراً نعتز بها، ونسوراً يهابها كل من تسول له نفسه بأن يسرق بعض ماتبقى من أحلامنا.
تبدل الحال، وفي رأس كل منا ترسخت اليوم القناعة بأن معارضة الصقور والنسور " السابقة" كانت وهمية، وأنه لافرق بين المعارض والموالي، لافرق بين الحق والباطل، لافرق بين النيابة وبين الحكومة، لافرق بين التشريع والتنفيذ، لافرق بين من يعمل هنا ومن يعمل هناك، لافرق بين الصقور وبين النسور، لافرق بين الحمائم والحمام.
صدقنا أن غرسهم طيباً، فكنا الفريسة لمعارضتهم الاًنية، اَمنا بأنهم صقوراً ونسوراً، وقلنا أنهم ملح الأرض، وماء الأرض والوجه، لم نتعلم الدرس في الماضي كما ينبغي، ولم نتعلمه حاضراً، فكيف لنا أن نتعلمه مستقبلاً طالما بقينا نعتقد بأنه لافرق بين الجوارح من الصقور والنسور، وبين الحمام والحمائم من الطيور والبشر؟!!.
كم كنا مساكين عندما اعتقدنا بأن أصحاب المواقف المتسقة الصلبة الصادقة لايتبدلون بين عشية وضحاها، وكم كنا طيبون عندما ذهب فينا الظن بأن أمثال نسور وصقور المجلس النيابي السابق لا يغيرون جلودهم مع أول إغراء يقدم لهم، وكم كنا أغبياء عندما عقدنا الأمل على مثل هؤلاء الجوارح وأنهم دون غيرهم من سيضعون الاسس للعمل المؤسسي الحقيقي، وكم كانت الصدمة عميقة في قبولهم أن يكونو على رأس حكومة حكم عليها بالشلل منذ اللحظة الأولى لتشكيلها.
صحونا من الحلم متأخرين، مثخنين بجراح الجوارح، صحونا على وقع مهزلة أصبحت فيها المعارضة "الوهمية" خير وسيلة وأكثرها سرعة من أجل الوصول إلى ذاك المنصب، سرعة لايدانيها إلا سرعة الصقور والنسور نحو جثة هامدة، صحونا وإذا بعرابي المعارضة " الوطنية" من عباد الله أكثر الناس تبدلاً وتلوناً في زمن كنا فيه بأمس الحاجة بأن لانتوقف عند تلك اللحظة من عمر ذلك الزمن الردئ، زمن النوائب والنيام نومة أهل الكهف.
صحونا وإذا بالحال غير الحال، وجوهاً وقلوباً وعقولاً قد تبدلت، معارضة لاأمان لها، معارضة متقلبة المزاج، فأصبحنا خائنين إن نحن لم نكن معها أينما سارت، خائنين إن وقفنا مع الوطن، خائنين إن لم نرضى أن نراه يسير نحو الهاوية، خائنين إن قلنا أنهم قد خانو معارضتهم وأنفسهم، خائنين إن لم ننتخب، خائنين إن نحن قلنا على رسلكم فالقادم أسوأ بكثير مما تظنون.
تغيرت الصور والوجوه وتبدلت الأدوار، فأصبح خائناً من لايقبل بقواعد اللعبة الجديدة، خائناً من يعتقد بأن الإصلاح يحتاج إلى إصلاح، خائنا من يظن أن هناك لصوصا تعيش بين ظهرانينا وتقتات من لحومنا، وخائنا من لايقدم الدليل على الدليل، وخائناً من يظن مجرد الظن أن الأمور لا تسير على مايرام، خائناً من يسمح لنفسه بأن يفكر على خلاف رسل وصحابة الحكومة والنظام المعصومين، خائناً من يعتقد بأننا وصلنا مرحلة الإنهيار والإستجداء، خائنا من يسأل أين ذهب أصحاب الهمة والأخيار، خائنا من لايساوي بين القاضي والجلاد، خائناً من لا يصبر على نهم الحيتان، خائناً من لا يعتقد بأن الإخوان هم أعوان الشيطان، خائناً بل وملعوناً من يسمح لنفسه بأن يمسها بعضاً من الهوى بأنه بالإمكان أفضل مما كان، خائناً هو من لايقبل على صناديق الشؤم، خائناً من يقاطع الإنتخاب، خائناً من يقول بأن نفس الوجوه هي من ستعود إلى نفس المكان، خائناً متربصاً بالوطن كل من على الوطن يغار، خائنا من لايلعب مع الصقور والنسور الجارحة بكل شغف واقتدار.
كم نحن طيبون، فقد فاتنا كثيراً أن لكل زمان دولة ورجال، والبلاء أشد البلاء أننا لم نعد نعلم أي نوع هم من الرجال؟؟!!!.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير