2024-11-25 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

اسرائيليون مسلحون في السلط

ماهر أبو طير
جو 24 : حدثت هذه الحكاية، خلال يوم الخميس الماضي، والذي كان يوم عطلة رسمية، لانه كان اليوم الذي يسبق العيد، اي يوم الوقفة، والقصة حساسة ومثيرة للانتباه على حد سواء، وتأتي ضمن حلقات متعددة من محاولات اختراق البلد.

اربعة من الاسرائيليين، يحملون مسدساتهم، وبلباس مدني، وصلوا الى مدينة السلط، وتحديداً الى مقام «جاد» او «جادور بن يعقوب» وهو احد اخوة يوسف عليه السلام، وقفزوا عبر السور، وحاولوا الدخول الى المقام، الذي يقع في وسط المدينة، مما اثار انتباه احد المواطنين، وحاول اعتراضهم، واضطر ان يتصل ببعض الذين حول المقام، صارخاً ايضاً بأعلى صوته.

الذين يسكنون حول المقام تجمعوا خلال لحظات بشجاعة وكانت اسلحتهم معهم، وبدأوا برشق الاسرائيليين بالحجارة، الذين فروا فوراً من المكان، وكان معهم شخص خامس لم تعرف هويته، وادى تجمع الناس وبدء الرشق بالحجارة الى هروبهم فوراً من الموقع.

سواء كان المقام حقيقياً، بمعنى انه يحوي جثمانا لجاد، او انه اقيم لمروره في المكان، كما جرت العادة، فان قدوم الاسرائيليين الى الموقع، بهذه الطريقة وحملهم الاسلحة، مؤشر خطير جداً، خصوصاً، انه جاء في يوم عطلة افترضوا فيه ان احداً لن يتنبه.

هذه ليست اول مرة، اذ قدمت مجموعة اسرائيلية سابقا الى ذات الموقع عام 2010، وحاولت الحفر قرب المقام، لغايات غير معروفة حتى الان، وتم طردها انذاك ورشقها بالحجارة، غير ان السؤال هذه المرة يتعلق بالكيفية التي جلبوا فيها الاسلحة، وكيف حملوها جهارا نهارا، دون خوف من التداعيات؟!.

من ناحية دينية وتاريخية، فان مقامات كثيرة في البلد، منسوبة لبني اسرائيل، مثل هذا المقام، ومقام حزير، وفتى موسى يوشع بن نون، وقبر هارون، وغير ذلك، ولا تعرف كيف يمكن التوفيق بين الجانب السياسي والجانب الديني الذي يقر بكون هؤلاء موجودين هنا، وفي ذات الوقت يتسلل الاسرائيليون مثلما حدث في السلط لزيارات لا يعرف احد ماذا يجري فيها، عبر نافذة السياحة؟!.

هذا يقول انه يجب اخراج هذه المواقع من قائمة السياحة، لاننا نتطلع اليها بطريقة معينة، فيما هي تجلب الاسرائيليين، وتقر ايضا بوجود بني اسرائيل في هذه المنطقة وهذا كلام خطير جدا على البلد، وعلى مخططات اسرائيل المستقبلية.

هذا اختراق كبير، والفكرة لا تختلف عن الاختراق الاقتصادي عبر التطبيع والمتاجرة مع العدو، ولا تختلف عن التطبيع السياسي، ولا عن استقبال مجموعات يهودية تمشي على الاقدام مسافات طويلة في مناطق جنوب المملكة، لاسباب مجهولة.

هذا بعض الذي يتكشف، فيما المجهول يبقى غامضا، وهذا تحذير الى الناس، والى الجهات المختصة، من هكذا تصرفات، مما يوجب وقف هذه الممارسات كليا، التي تعد مساسا بالدين وبالبلد وهويته الدينية والاجتماعية، عبر منع تدفق السياح الاسرائيليين الى البلد.

..والمخفي اعظم.


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير