بين موشيه يعلون ووزراء النسور
د. حسن البراري
جو 24 :
في دولة مثل إسرائيل يعتبرها الشعب الأردني عدوا، تجري انتخابات بشكل دوري ينبثق عنها تشكيل حكومات تمثيلية، ويدخل الوزراء في الحكومة بناء على تفاهمات مع رئيس الحكومة ولا يقبل أي أحد منهم أن ينضم تكملة عدد أو كومبارس! ولا غرابة عندها عندما يشعر الوزير بأنه مؤهل للاختلاف مع رئيس الحكومة، وبهذا المعنى يغادر الوزير الحكومة إن قدّر أن ذلك في مصلحته السياسية، وهو يقوم بذلك لا خشية من أو على رئيس الحكومة.
هكذا قام وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون (المعروف باسم بوغي يعلون) بتقديم استقالة بيّن فيها أنه فقد الثقة برئيس الحكومة وبالتالي يفضل مغادرة الحكومة للاستعداد لمرحلة قادمة يخدم بها بلاده. فموشيه يعلون الوزير المتطرف الذي شغل منصب رئيس هيئة اركان إسرائيل ونكّل بالفلسطينيين يرفض رفضا قاطعا بأن يتم تجاهله ويحتج على ضعف الحكومة في مواجهة ما اسماهم بالمتطرفين الذين يسعون إلى السيطرة على مركز صنع القرار.
ربما يتعين على نتنياهو أن يشعر بالغيرة الشديدة من حكومة الدكتور عبدالله النسور التي لا يمكن لأي وزير فيها أن يفقد الثقة برئيسها حتى لو قام بذلك كل أفراد الشعب الأردني! والوزير في حكومة النسور –كما كان الحال مع الكثير ممن سبقوه– لا يعبر عن أي اختلاف في الرأي ولا يمانع من أن ينتقل من وزارة لأخرى كما يريد رئيس الحكومة، فالأهم بالنسبة لوزراء النسور هو البقاء السياسي وبأي صفة. ولأن الوزراء تم تعيينهم ولأنهم لا يستندون إلى أي قاعدة شعبية فإنهم يعرفون سلفا بأن للاختلاف مع رئيس الحكومة كلفة باهظة يسعون جميعا لتجنبها.
لا يمكن القاء اللوم على الوزراء، فهم بالنهاية بشر عقلانيون يسعون إلى حماية مصالحهم كما هو الحال مع أي سياسي آخر في أي دولة، وما من شك بأنهم يراقبون حتى البرلمان "المنتخب" والذي من المفترض أي يكون مستقلا عن الحكومة ويرون أن "القاعدة الشعبية" التي يستند إليها النائب لا تجعله يشعر بأنه قادر على غير الانبطاح أمام الرواية الرسمية (master narrative ) والامتثال لمنطقها المفصول عن مصالح الشعب. فكيف إذن يطلب منهم أن يسلك الوزير سوى سلوك الموظف الذي يخشى على وظيفته؟!
* هل الوزراء كومبارس وتكملة عدد؟
* الوزير في الحكومة الأردنية يعاني من انكشاف سياسيفي دولة مثل إسرائيل يعتبرها الشعب الأردني عدوا، تجري انتخابات بشكل دوري ينبثق عنها تشكيل حكومات تمثيلية، ويدخل الوزراء في الحكومة بناء على تفاهمات مع رئيس الحكومة ولا يقبل أي أحد منهم أن ينضم تكملة عدد أو كومبارس! ولا غرابة عندها عندما يشعر الوزير بأنه مؤهل للاختلاف مع رئيس الحكومة، وبهذا المعنى يغادر الوزير الحكومة إن قدّر أن ذلك في مصلحته السياسية، وهو يقوم بذلك لا خشية من أو على رئيس الحكومة.
هكذا قام وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون (المعروف باسم بوغي يعلون) بتقديم استقالة بيّن فيها أنه فقد الثقة برئيس الحكومة وبالتالي يفضل مغادرة الحكومة للاستعداد لمرحلة قادمة يخدم بها بلاده. فموشيه يعلون الوزير المتطرف الذي شغل منصب رئيس هيئة اركان إسرائيل ونكّل بالفلسطينيين يرفض رفضا قاطعا بأن يتم تجاهله ويحتج على ضعف الحكومة في مواجهة ما اسماهم بالمتطرفين الذين يسعون إلى السيطرة على مركز صنع القرار.
ربما يتعين على نتنياهو أن يشعر بالغيرة الشديدة من حكومة الدكتور عبدالله النسور التي لا يمكن لأي وزير فيها أن يفقد الثقة برئيسها حتى لو قام بذلك كل أفراد الشعب الأردني! والوزير في حكومة النسور –كما كان الحال مع الكثير ممن سبقوه– لا يعبر عن أي اختلاف في الرأي ولا يمانع من أن ينتقل من وزارة لأخرى كما يريد رئيس الحكومة، فالأهم بالنسبة لوزراء النسور هو البقاء السياسي وبأي صفة. ولأن الوزراء تم تعيينهم ولأنهم لا يستندون إلى أي قاعدة شعبية فإنهم يعرفون سلفا بأن للاختلاف مع رئيس الحكومة كلفة باهظة يسعون جميعا لتجنبها.
لا يمكن القاء اللوم على الوزراء، فهم بالنهاية بشر عقلانيون يسعون إلى حماية مصالحهم كما هو الحال مع أي سياسي آخر في أي دولة، وما من شك بأنهم يراقبون حتى البرلمان "المنتخب" والذي من المفترض أي يكون مستقلا عن الحكومة ويرون أن "القاعدة الشعبية" التي يستند إليها النائب لا تجعله يشعر بأنه قادر على غير الانبطاح أمام الرواية الرسمية (master narrative ) والامتثال لمنطقها المفصول عن مصالح الشعب. فكيف إذن يطلب منهم أن يسلك الوزير سوى سلوك الموظف الذي يخشى على وظيفته؟!
قد يقول قائل بأن الدكتور عبدالله النسور هو جدير بالثقة وبالتالي فإن الوزراء لا يملكون سوى أن يكونوا داعمين لرئيسهم، إذا كان هذا الكلام صحيح فعندها تختلف الصورة، لكني أجد نفسي غير قادر على الثقة بالحكومة رئيسا وأعضاءً!