عن حوارات (اردني - فلسطيني) بجريمة البقعة.. اشاعة استشهاد العدوان والحاجة لخلية ازمة اعلامية
جو 24 :
أحمد الحراسيس - انتهى تناقل المعلومات حول جريمة مخابرات البقعة عند قرار هيئة الاعلام حظر نشر وتناقل الاخبار المتعلقة بالعملية عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والقرار إن كان مرفوضا من حيث المبدأ "حظر النشر" إلا أنه حدّ من النقاشات والحوارات العقيمة التي انتشرت بسبب سوء التعاطي الاعلامي الرسمي مع الحادثة.
بالتأكيد نحن لا نلوم القارئ المتعطش لأي معلومة حول حادثة أوجعت قلبه وشغلت كلّ تفكيره، كما لا نعتب كثيرا على وسائل اعلام حاولت اشباع رغبات ذلك القارئ وبالحدّ الأدنى من المهنية والحرفية وبما لا يمسّ أمن الوطن، لكنّ العتب واللوم يقع على الجهات الرسمية ذات العلاقة والتي تأخرت في تزويد وسائل الاعلام بالمعلومات اللازمة والمطلوبة والتي ينتظرها الشارع بشغف..
ذلك التأخير جعل كثيرا من المواطنين يقعون ضحية ما ينشره اخرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي من معلومات مغلوطة وتحليلات فارغة ضربت إحدى الأساسات الحساسة وهي الوحدة الوطنية؛ ففي الوقت الذي نزفت به أفئدة الاردنيين لفقد خمسة أبطال من فرسان الحقّ، شهدنا سجالات لا معنى لها ولا طعم وقامت على أساس اقليمي (أردني، فلسطيني).
تلك السجالات المرفوضة سلبت القضية جوهرها، فبينما نحن نعيش مصيبة بفقدان خمسة فرسان، تمكنت قلة قليلة من أخذنا -كلنا- إلى منحى اخر لم يكن يخطر على البال بغلاف (موقع الجريمة في البقعة ام عين الباشا)! ولا شكّ أن هذه الحوارات العقيمة كانت نتيجة طبيعية لندرة المعلومات الواردة لوسائل الاعلام بشكل رسمي ومن الجهات ذات العلاقة.
وبالاضافة لذلك كلّه، جاءت تبعات القاء القبض على مرتكب الجريمة والمتورط الرئيس فيها، وما خلّفته عملية القبض عليه من اصابتين تداولت صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي اشاعة "استشهاد" احدهما -العريف احمد العدوان- بخلاف الحقيقة التي اكدتها وسائل الاعلام نقلا عن مصادر امنية قالت انه حالة المصاب مستقرة وتم نقله الى المدينة الطبية.. تخيلوا حالة الأردنيين والهلع والارباك الذي وقع نتيجة هذه الاخبار المغلوطة!
هذه الحادثة، ومن قبلها عمليات اربد والموقر، أثبتت بما لا يدع مجالا للشكّ ضرورة وجود خلية أزمة "اعلامية" رسمية تتعامل مع الأحداث الجسيمة والحساسة التي تقع وتكون استجابتها سريعة، لتجاري سرعة انتشار المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي في ظلّ التطور التكنولوجي الذي وصلناه.