اشي بجنن.. مسرحية تتسلل افكارها الجريئة وتنساب في قوالب كوميدية مؤلمة وصادمة
جو 24 :
كتب محرر الشؤون الثقافية - لم اكن اتوقع ابدا وانا متوجه الى فندق الانتركونتننتال - عمان لتناول طعام الافطار وحضور احد العروض المسرحية الرمضانية السريعة باننا على موعد مع عمل مسرحي متكامل العناصر والبنية ، كنت اظن اننا سنتابع قفشات وسكتشات قصيرة ومتنوعة وكوميدية ضاحكة ،كما جرت العادة في كل عام حيث تكثر العروض المسرحية في الشهر الفضيل وغالبيتها تضم نجوما واسماء لامعة ولكنها تفتقر لكل مقومات العمل المسرحي الاخرى ،وهو السيناريو الذي رجحته عندما قررت ان احضر هذا العمل الذي سمعت عنه الكثير .
ولحسن حظنا جاءت مسرحية "اشي بجنن” لتصدم الحضور جميعا بحبكتها المتسلسلة والمترابطة والعميقة ،وسقفها المرتفع الاستثنائي الذي جعلنا جميعا نشعر بالاحراج الشديد،تخيلوا ان عملا مسرحيا واحدا استطاع كاتبه "محمد صبيح " ان يضرب بعرض الحائط كل التابوهات التي تحاصر اقلامنا وافكارنا وحتى خيالاتنا واحلامنا ،فيقول فيها ما تعجز كل وسائل الاتصال والاعلام الاخرى عن الاقتراب منه ..
هذا ما قاله صراحة وهناك الكثير من الافكار التي لم يقلها بشكل مباشر واعتمد على مهارة البطلين امل الدباس وزهير النوباني وعدد رائع من الفنانين الشباب في ايصالها للناس وبالفعل نجحوا نجاحا باهرا في هذه ايضا .
لسنا بصدد نقد العرض المسرحي او تحليل نصه ،بقدر ما نسعى للفت الانتباه لتجربة مختلفة للغاية ، ربما تنجح في التأسيس لمسرح متكامل وجاد يحترم عقل الناس ويجسد واقعهم دون مواربات وتزويق وتلفيق وتضليل وكذب.
اما نجوم العمل ،فهنا لا بد نتوقف مليا عند الدور الذي لعبته الفنان المبدعة امل الدباس ، التي كانت بحق الرافعة الاهم للعمل الى جانب الممثل الكبير زهير النوباني ،الدباس وهي الفنانة الشاملة قدمت اداءا رفيعا ووظفت كل خبراتها ومهاراتها في العمل على نحو ادخل الحضور في حالة من الترقب والمتابعة الدقيقة لكل كلمة ومفردة وحركة وسكنة وحتى اغنية تقدمها الفنانة المخضرمة امل الدباس .
بامكانات متواضعة جدا "ديكور بسيط "وبمساحة ضيقة للغاية ،استطاع فريق العمل تكثيف المتن الحكائيّ المسرحي بأسلوب سليم، على نحو مكنت المتابع من استنتاج القضية /القضايا المطروحة والمغزى منها ..
المسرح السياسي الساخر في بلادنا ما زال في طور التشكل ،فبين عمل يرتقي بالفكرة كمسرحية "اشي بجنن” واخر يضربها في مقتِل ، نظل في حالة مراوحة موضعية حتى يحسم الكبار امثال الدباس والنوباني وموسى حجازين والكتاب احمد حسن الزعبي ومحمد صبيح وعدد وازن من الاسماء المعركة لصالحهم ..
ننصح صناع القرار حضور العمل الذي يخاطب ضمائرهم ويضعهم في صورة اشكال المعاناة التي يعاني منها المواطنون في ايامنا هذه ..
ولحسن حظنا جاءت مسرحية "اشي بجنن” لتصدم الحضور جميعا بحبكتها المتسلسلة والمترابطة والعميقة ،وسقفها المرتفع الاستثنائي الذي جعلنا جميعا نشعر بالاحراج الشديد،تخيلوا ان عملا مسرحيا واحدا استطاع كاتبه "محمد صبيح " ان يضرب بعرض الحائط كل التابوهات التي تحاصر اقلامنا وافكارنا وحتى خيالاتنا واحلامنا ،فيقول فيها ما تعجز كل وسائل الاتصال والاعلام الاخرى عن الاقتراب منه ..
هذا ما قاله صراحة وهناك الكثير من الافكار التي لم يقلها بشكل مباشر واعتمد على مهارة البطلين امل الدباس وزهير النوباني وعدد رائع من الفنانين الشباب في ايصالها للناس وبالفعل نجحوا نجاحا باهرا في هذه ايضا .
لسنا بصدد نقد العرض المسرحي او تحليل نصه ،بقدر ما نسعى للفت الانتباه لتجربة مختلفة للغاية ، ربما تنجح في التأسيس لمسرح متكامل وجاد يحترم عقل الناس ويجسد واقعهم دون مواربات وتزويق وتلفيق وتضليل وكذب.
اما نجوم العمل ،فهنا لا بد نتوقف مليا عند الدور الذي لعبته الفنان المبدعة امل الدباس ، التي كانت بحق الرافعة الاهم للعمل الى جانب الممثل الكبير زهير النوباني ،الدباس وهي الفنانة الشاملة قدمت اداءا رفيعا ووظفت كل خبراتها ومهاراتها في العمل على نحو ادخل الحضور في حالة من الترقب والمتابعة الدقيقة لكل كلمة ومفردة وحركة وسكنة وحتى اغنية تقدمها الفنانة المخضرمة امل الدباس .
بامكانات متواضعة جدا "ديكور بسيط "وبمساحة ضيقة للغاية ،استطاع فريق العمل تكثيف المتن الحكائيّ المسرحي بأسلوب سليم، على نحو مكنت المتابع من استنتاج القضية /القضايا المطروحة والمغزى منها ..
المسرح السياسي الساخر في بلادنا ما زال في طور التشكل ،فبين عمل يرتقي بالفكرة كمسرحية "اشي بجنن” واخر يضربها في مقتِل ، نظل في حالة مراوحة موضعية حتى يحسم الكبار امثال الدباس والنوباني وموسى حجازين والكتاب احمد حسن الزعبي ومحمد صبيح وعدد وازن من الاسماء المعركة لصالحهم ..
ننصح صناع القرار حضور العمل الذي يخاطب ضمائرهم ويضعهم في صورة اشكال المعاناة التي يعاني منها المواطنون في ايامنا هذه ..