الحكومة توفّر أشهر الماركات بأفضل الأسعار
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية- إذا كانت ملابسك من "مانجو" أو "غاب" أو "أميركان سبيريت"، أو غيرها من "الماركات" العالميّة، فاعلم أن الحكومة وفّرت لك أفضل الأسعار، عبر الاتّفاقات التي وقّعتها مع الشركات الأوروبيّة والأميركيّة، والتي تعفي مستوردي بضائع هذه الشركات من أيّة رسوم جمركيّة، وبالتالي يمكنك شراء قميصك أو حذائك بسعر أقلّ من ذلك الذي يمكن أن تنفقه في حال فرضت الرسوم على هذه البضائع.
وإذا كنت من الطبقة الوسطى-العليا، فأيضاً تساعدك الحكومة على الحصول على سعر جيّد، فمثلاً إذا كانت ملابسك تنتج في تركيا، فإن الرسوم الجمركيّة لا تتجاوز الـ 6% من إجمالي ثمن المستورد من البضائع، وبعد فترة يصبح التاجر معفيّاً من هذه الرسوم.
أمّا إذا كنت من مستوري الحال، فليس لك غير الله، وعليك تحمّل ارتفاع السعر بسبب الجمارك التي تصل رسومها إلى 20% و30%، في حال كانت ملابسك مستوردة من الهند أو الصين، نظراً لانخفاض كلفتها، وتناسبها مع قدرتك الشرائيّة المحدودة جدّاً.
يعني، الجمارك على الفقراء فقط، أمّا الأغنياء فلا داعي لأن يتحمّلوا أيّة أعباء ماليّة. معادلة غريبة يحتكم إليها صنّاع القرار في هذا البلد المبتلى بهم!! ترى، هل يدرك المسؤولون حجم الانحياز الفجّ إلى أصحاب القفّازات الناعمة؟! وهل يعون حجم التغوّل على جيوب الفقراء؟!
والأنكى من هذا هو التخبّط الرسميّ في قرارات رفع وتخفيض الرسوم الجمركيّة من فترة لأخرى، فعند بدء موسم العودة إلى المدارس مثلاً، تصفعك الحكومة بقرار رفع الرسوم، لترتفع أسعار ما ترغب بشرائه من ملابس تفرح بها أبناءك في بداية العام الدراسي. وهنا يعاني التاجر تراجع القوّة الشرائيّة لدى غالبيّة الفقراء، أمّا عصابات التهريب،فلن تجد شريفاً ينافسها في السوق، لأنّ بضائعها فقط هي ما سيكون ضمن إطار قدرتك.
ترى، كيف يفسّر صنّاع القرار مثل هذا العبث والتخبّط؟ ولماذا يحتمل الفقير وحده الأعباء الاقتصاديّة؟ فهل جُبل الأغنياء من طينة خاصّة؟!
تابعو الأردن 24 على 
