2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

انتصار الدولة في ذيبان..

انتصار الدولة في ذيبان..
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية- الاحتجاجات التي شهدها لواء ذيبان خلال الأيّام الماضية، كانت تنذر بمآلات لا تُحمد عقباها. القلوب بلغت الحناجر، وشقّت المخاوف سبيلها إلى قلوب الناس. المراقب أدرك جيّداً أن السياق الذي حكم مسير التطورات يصبّ في مصلحة المتربّصين بالوطن، وأنّه لا يخدم مصلحة الدولة على الإطلاق.

لم يكن من المستبعد أبداً، أن نشهد حالة انفلات تجرّنا إلى فوضى عبثيّة، فاستخدام القوّة المفرطة والقمع غير المبرّر في هذه المرحلة الحرجة، لن يقود ألاّ للفوضى الهدّامة، وكان السيناريو الذي يرجّحه المنطق، هو استغلال الجهات المتطرّفة، المرتبطة بالحرب الإقليميّة الشعواء، لانفلات الأمور من عقالها، بهدف ترجمة أجندة خبيثة على الواقع الأردني.

ولكن صوت العقل والرشد صرخ في الوقت المناسب، وفرض نفسه على الأحداث. السلطة استجابت لمطالب المحتجين، وأفرجت عن كافة المعتقلين، بل وأعلنت توفير وظائف لكافّة المتعطّلين عن العمل من أهالي اللواء.

هنا انتصرت هيبة الدولة، بعد أن أثبتت السلطة أن هموم المواطن تقع في رأس أولويّاتها. بالفعل أثبتت الدولة أنّها راعية للوطن والمواطن، وفوّتت الفرصة على الانتهازيّين الذين يترقّبون الفوضى لاهتبال أيّة فرصة للعبث بأمننا واستقرارنا.

أمن الأردن أولويّة قصوى، لا سيّما في هذه الفترة الحرجة التي تعصف بالإقليم. العناد والنكاية لن يحقّقا أيّة مصلحة لأيّ كان. وهذا ما أدركه صنّاع القرار، الذين استجابوا للمطالب الشعبيّة العادلة، وتراجعوا عن استخدام لغة العنف، بعد أن فرض الرشد نفسه على المشهد.

في دوائر صنع القرار، يختلف كثير من اللاعبين الأساسيين على كيفيّة إدارة الأمور، فلا يمكن وضع كافّة الآراء في سلّة واحدة، فهناك الشخصيّات الصداميّة التي لا ترى ما وراء الحدث، ولكن أيضاً هنالك من أنعم عليه الخالق برجاحة العقل، وحصافة الفكر. والقرار الذي انتصر في سجال اللاعبين كان صوت الرشد والمنطق.

طوبى للاعبين الذين تمكّنوا من الانتصار على منطق النكاية، فقد حقّقوا انتصار الدولة الأردنيّة على كافّة الاحتمالات الهدّامة، كما انتصروا للمواطن المطالب بحقّه في العمل والعيش الكريم.

ذيبان.. لواء حقّق بعبقريّة لا مثيل لها، انتصار الدولة الأردنيّة على الظلم وعلى العبث في آن.. الدولة انتصرت بإثبات رعايتها لشعبها، واحتضان المحتجين بل وتلبية مطالبهم. مازال الأردن بخير، فصوت الرشد هو الغالب في نهاية الأمر، مهما تعالت أصوات المراهقين، الذين تلفظهم دوائر صنع القرار في كلّ لحظة حاسمة.
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير