دعايات انتخابية مبكرة.. وطرب على نغم الخدمات
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية- بطرق غير مباشرة، بدأ بعض المرشّحين للانتخابات النيابيّة بتلميع أنفسهم، واهتبال مختلف الوسائل من أجل الترويج لأسمائهم، وإطلاق حملاتهم الدعائيّة، قبل الموعد المقرّر من الهيئة المستقلّة للانتخابات.
تعدّدت الوسائل والهدف واحد: البدء بالدعاية الانتخابيّة منذ الآن، فمن وسيلة "رمضان كريم"، إلى أسلوب "عيد سعيد"، ومن عزيمة إلى زيارة، يواصل كثير من المرشّحين محاولاتهم، لتجاوز القانون. أحد المرشحين وجد طريقة مختلفة بعض الشيء، ولكنّها فاقعة. الرجل قرّر اللجوء إلى منابر الإعلام.
أحدهم قرّر الترشّح للانتخابات النيابيّة، وارتأى أن يبدأ بالدعاية لنفسه من خلال كتابة المقالات الصحفية. دعاية مكشوفة، لم ينجح الأسلوب العاطفي وحديثه عن صديقه المتوفّى -رحمه الله- بسترها. الرجل أعلن صراحة في مقاله اعتزامه خوض الانتخابات النيابيّة، وبدأ بمنح الوعود الخدماتيّة للناس، بسردية عاطفية يعبّر فيها عن كرمه الطائي.
صحيح أن صاحبنا تجاوز الهيئة المستقلّة وكلّ الهيئات المعنيّة بنشره المقال المذكور، ولكن أكثر ما يستفزّك بالمقال هو النظرة التي يوليها البعض للسلطة التشريعيّة! المرشّح صوّر نفسه على أنّه مخلّص الفقراء، واستند إلى خطاب الهبات والعطايا، بهدف حصد الأصوات. هل هذا هو دور البرلمان؟!
إذا كنت عاطفيّاً تعشق الفقراء إلى هذا الحدّ، فيمكنك مساعدتهم بكلّ بساطة من خلال الجمعيّات الخيريّة. إغاثة الملهوف لا تتطلّب حصولك على لقب نائب، فالمنح التي تعطى هنا وهناك، وتحلّ جزءً بسيطاً من مشكلة أحدهم، ليست وظيفة مشرّع يفترض به سنّ القوانين التي تضبط إيقاع السلطة التنفيذيّة، ومراقبة أداء هذه السلطة، ومساءلتها ومحاسبتها، لضمان تحقيق المصلحة الوطنيّة العليا.
كما أن الدعاية الانتخابيّة -إذا قبلنا بشنّها قبل الموعد المحدّد رسميّاً- يفترض أن تتضمّن خطاباً سياسيّاً يطرح برامج محدّدة ورؤيا واضحة، وليس كلاماً عاطفيّاً يغازل أصوات الفقراء بوعود المساعدات. ما أوصل الدولة إلى أزمتها الراهنة، هو ذلك التصوّر الغريب لدور مجلس النواب، الذي كان يفرز لنا على الدوام نوّاب خدمات، عوضاً عن نوّاب وطن.
قانون الانتخاب تمّ تغييره على أمل إفراز نواب قادرين على تشكيل كتل وتحالفات سياسيّة، لدخول مرحلة الإعداد للحكومات البرلمانيّة، والهيئة المستقلّة للانتخاب تضع كلّ ثقلها وجهدها للتحضير للانتخابات المقبلة، ولكن يبدو أن من المرشّحين من لايزال يطرب للإسطوانة القديمة، ويردّد خطابه على أنغام الخدمات والعطايا.