ساسوكي وغراندايز ونوستالجيا الثمانينيات
جو 24 :
قم ضع يدك بيدي، قم احمي غدك وغدي.. ساعدي ساعدك نساعد الجميع.. من ممّن قضى طفولته في مرحلة الثمانينيّات لا يتذكّر كلمات شارة البدء لمسلسل الأطفال الشهير آنذاك مغامرات "ساسوكي"؟ أو كلمات "غرانديازر"، و"جونجر" والرجل الحديدي؟
">
من من أبناء هذا الجيل لا يذكر "ساندي بيل"، أو سالي، أو ماجد اللعبة الخشبيّة؟ من تسنّى له نسيان الحوت الأبيض، أو أبطال الملاعب، أو حكايات عالميّة؟
تأمّل قليلاً، فربّما تحملك "النوستالجيا" إلى تلك المرحلة، التي كانت مسلسلات الأطفال خلالها تعمد إلى زرع أنبل وأرقى القيم في نفوس متابعيها. كلمات لا تقف عند حدود الجمال وقوّة اللغة، بل تصنع شخصيّة محبّة للغير، مؤمنة بقيم التضحية والإيثار، وتوّاقة إلى الخير والسلام.
على عكس مسلسلات الأطفال التجاريّة التي يتابعها أبناؤنا هذه الأيّام، كانت لمرحلة الثمانينيّات لذّتها ودفئها. حب الأرض الذي يكرّسه "غراندايز"، وقصّة الإنسان في "سالي"، قيمة التعاون والمحبّة في أبطال الملاعب.. وروائع الأدب العالمي التي تعصف بالأحاسيس خلال متابعة حكايات عالميّة، كلّ هذا كان له الفضل في بناء شخصيّات هذا الجيل.
قيم الحب والسلام في عدنان ولينا، وحكايا "السندباد"، والنسر الذهبي، وسينان، غرست في أبناء هذا الجيل كثير من القيم. لكّنها -مع الأسف- بدأت تتلاشى من هذا العالم، الذي هيمنت عليه لوثة صناعة الحروب والنزعة الجامحة للقتل والتدمير ولتشويه كلّ ما هو جميل.
للمخرج فائق الحكيم، وللفنانين جهاد الأطرش وسامي كلارك، ولغيرهم من المبدعين، فضل كبير في بناء شخصيّات أبناء تلك المرحلة، وزراعة أسمى المعاني والقيم في قلوب كانت تقطف من ثمار إبداعاتهم كلّ ما هو جميل.