فنون قد تكون جريمة بحقّ الطفولة
تامر خرمه- في عطلة نهاية الاسبوع، تتعدّد خيارات الناس، بين زيارة الأهل والأقارب، والخروج إلى المتنزهات أو المنتجعات السياحية، وزيارة المعالم السياحيّة، و تناول وجبة غداء دسمة وقضاء بقيّة اليوم في الراحة والاستجمام، وهو ما يفعله غالبيّة الأردنيّين.
ومن الخيارات الأخرى المتاحة، حضور فعالية ثقافية،
كالذهاب إلى أمسية شعريّة أو فنيّة، أو إلى المسرح، ولكن الخيار الأكثر رواجاً هو
الذهاب إلى السينما والتجوّل قليلاً في المول قبل تناول وجبة اميركية سريعة.
الشيطان يكمن في تفاصيل السينما، فعطلة نهاية الأسبوع
مناسبة ملائمة للأهل لأخذ أطفالهم إلى السينما، وإرواء مخيّلاتهم بإبداعات الفنّ
السابع، ولكن مع الأسف دون حرص في كثير من الأحيان.
هنالك كثير من الأفلام العائلية والأفلام المخصّصة
للصغار، والتي قد تستهوي البالغين أيضاً، غير أن البعض، سواء بدافع الأنانيّة أو
عدم الانتباه، يصطحب أطفاله لمشاهدة أفلام
غير مناسبة لسنّهم، كأفلام العنف والرعب.
والغريب أيضاً هو غياب الرقابة التي تحظر على الأهل
اصطحاب الأطفال لمشاهدة هذه الأفلام، التي تحفر عميقاً في عوالمهم الداخليّة،
وتزرع أنماطاً سلوكيّة غير صحيّة، وربّما تسهم في خلق مشاكل نفسيّة، قد يصعب
التعايش معها فيما بعد.
وجهة نظر مدرسة التحليل النفسي تعتبر أن استمتاع
"الكبار" بمسرحيّات التراجيديا، كأعمال شيكسبير مثلا، تعبّر عن عقد
دفينة، وحالات نفسيّة غير صحيّة، لأن الأصل أن لا ترتبط المتعة بالحزن والمشاهد
الدامية.
وما ينطبق على المسرح في هذا الصدد لا يمكن استثناء
السينما منه، بل على العكس تماماً، فأدوات الفن السابع تمكّنه ليس من التأثير على
حاللتك النفسية فحسب، بل قد يصل الأمر إلى الاستحواذ على عالمك الداخليّ تماما.
ومن الصعب على أحد المجادلة بأن تأثير افلام الرعب والعنف
ترجح فيه كفّة الإيجابيّة، بالنسبة لمتابعيها ممن بلغوا الأعمار
"المناسبة"، فما بالغ بالأطفال ومعجزات مخيّلاتهم!!