تغيير المناهج ..هل هو سعي لاحكام حلقة التغريب الثقافي*على ابنائنا الطلبة؟
جو 24 :
كتب باسل العكور - عندما تطالب الملكة رانيا ب "كسر تابو الحديث عن المناهج" فهذا لا يعني ابدا الذهاب باتجاه حذف الايات القرآنية من المناهج،وازالة مظاهر التدين الموجودة فيها والتي تعكس ثقافة المكون الاكبر في مجتمعنا .
مطالبات تجويد وتطوير المناهج وصولا الى مخرجات افضل لا تتأتى ابدا بحذف الايات القرآنية والاحاديث النبوية الشريفة .لا يجوز ان نختزل المشكلة بهذه الجزئية تحديدا ، ولا يجوز ايضا ان تكون نتائج الطلبة ومستوى تحصيلهم المتدني في المدارس الحكومية والخاصة مسوغا و ذريعة لطمس كل ما يتصل بديانة وحضارة وتاريخ وقضايا الامة .
ثم من قال ان المشكلة بالمناهج فقط ! من قال ان حذف الايات والسور سيرفع من سوية الطلبة ؟ من قال ان تفريغ المناهج من القيم التي يجسدها الاسلام بمبادئه السمحة وقيمه النبيلة السامية تشكل تهديدا من اي نوع ؟
التهديد الحقيقي هو بتغريب المناهج وتقديم نصوص فارغة من اي مضمون فكري او حضاري له علاقة بخصوصيتنا الثقافية والحضارية والقيمية والادبية، التهديد الحقيقي هو بمناهج لا لون لها ولا طعم ،تترك ابناءنا الطلبة نهبا لافكار ومبادئ هدامة،فالطبيعة لا تحب الفراغ وفي الوقت الذي يترك به الطالب معلقا في الفراغ فان هناك من يسعى لتوجيهه وغسل دماغه واستغلال تلك المساحات الفارغة في عقله وروحه.
على وزارة التربية ان لا ترضخ لدعوات تغريب المناهج الذي يهدد هويتنا الثقافية والحضارية ويكرس التغول الثقافي الغربي الذي يبدو ان هناك من يسعى لترجمته مناهجا تدرس وتلقن لطلبتنا في مختلف المراحل العمرية .
ثم لماذا تنوي الحكومة ايلاء مهمة وضع المناهج لجهة مستقلة ؟ ما هي دوافع هذا التوجه واغراضه ؟ وهل ستقبل وزارة التربية بهذا الاقصاء ؟هل ستتحول الى جهة اشرافية وتنظمية على العملية التربوية فقط ؟ثم من هم هؤلاء الذين سيضعون المناهج وما هي مؤهلاتهم، وما هي اولوياتهم ايضا ؟ كل هذه اسئلة تحتاج الى اجابات واضحة وصريحة ..
الاردنيون لن يقبلوا بمناهج منزوعة الدسم وتحاكي التجربة الغربية دون مراعاة الخصوصية العربية والاسلامية ،هذه مرجعيات ومصادر للمناهج لا يجوز ان تمس ويعبث بها من قبل اية جهة .
ابناؤنا محاصرون بوسائل التغريب الكثيرة (الانترنت ،شبكات التواصل الاجتماعي ، الالعاب والرسوم المتحركة) وكلها تخطفهم منا ،فهل تسعى الحكومة لاحكام حلقة الاختطاف الثقافي الى اخرها بتغييرها للمناهج ؟!! هذا ما لا نتمناه ولا نظن ابدا ان الملكة اضمرت هذه المعاني الخطيرة في سعيها للنهوض بالعملية التربوية ودعوتها لتغيير المناهج .
على وزير التعليم العالي د. وجيه عويس الذي يتسيد المشهد ويتبنى هذا التوجه الجديد ان يوضح الدوافع والاهداف من وراء هذه الخطوة (تشكيل جهة مستقلة لوضع المناهج لها شبه صلة بوزارة التربية) كما صرح لصحيفة الدستور الاردنية ..
العبث الذي جرى في المناهج في السنوات الماضية هو ما اوصل الحالة التعليمية الى هذه المواصيل ،مناهجنا كانت بالف خير ،فلقد كنا نحفظ القصائد والاشعار والمعلقات والاناشيد في الصفوف الاساسية الاولى ودرسنا الهندسة والجبر والقضية الفلسطينية ونحن في الصفوف الاعدادية ،وحفظنا جزء عم وياسين ونحن في الصفوف الابتدائية ،وكل هذه شكلت الحصيلة اللغوية والعملية لدى ابنائنا الطلبة . كان طالب الصف الاول لدينا يتقن القراءة والكتابة دون اية صعوبات ،ولكن التسطيح الممنهج الذي تعرضت له المناهج تسبب بهذه الاشكالات ،حتى وصلنا الى مرحلة يتخطى بها الطالب الصف الثالث والرابع وهو لا يتقن القراءة والكتابة ..النجاح التلقائي يعد سببا رئيسا بالمشكلة ووضع المدارس والاكتظاظ الذي تشهده ،وحالة المعلمين الاقتصادية الصعبة هي ايضا من الاسباب التي اوصلتنا الى ما نحن فيه ..
دعونا نسمي الاشياء بمسمياتها ،هل تتوقعون من الصفوف التي تضم ٤٠-٦٠ طالبا /طالبة ، وبعضهم من صفوف مختلفة يجري دمجهم في حصة واحدة ،ان يستوعبوا المنهاج ويتفوقوا في دراستهم . تخيلوا المشهد في مدارس ذيبان والطفيلة واربد ،طلاب من الصف الاول والثاني في غرفة صفية واحدة ،والمعلم يقسم الوقت بينهما ،هذا ليس مثالا ايضاحيا تخيليا ،انها حقيقة وواقع صعب يعيشه ابناؤنا الطلبة في هذه المناطق ..
هناك بعض الخلاصات التي يقدمها الخبراء اقرب ما تكون الى الاستشراقية منها الى دراسة وتحليل وتشخيص واقع الحال في مدارسنا الحكومية والخاصة . ولذلك علينا ان نعالج الاختلالات جميعا دفعة واحدة قبل ان نشرع في تغيير المناهج التي لا نصنفها مقارنة مع العقبات الاخرى بانها اولوية ابدا ..
* التغريب الثقافي كما جاء في أمهات المراجع: حالات التعلق والانبهار والإعجاب والتقليد والمحاكاة للثقافة الغربية والأخْذ بالقيم والنُّظم وأساليب الحياة الغربية؛ بحيث يصبح الفرد أو الجماعة أو المجتمع المسلم الذي له هذا الموقفُ أو الاتجاه غريبًا في مُيوله وعواطفه وعاداته وأساليب حياته وذوقه العام وتوجهاته في الحياة، يَنظر إلى الثقافة الغربية وما تشتمل عليه من قِيم ونُظم ونظريات وأساليب حياة نظرةَ إعجابٍ وإكبار، ويرى في الأخذ بها الطريقة المُثلى لتقدُّم أمته ،اي هي بابدال ثقافة الغرب محل ثقافته المتأتية من تجربته هو من قيمه هو من اسلوب حياته وعاداته وتقاليده الخاصة..
مطالبات تجويد وتطوير المناهج وصولا الى مخرجات افضل لا تتأتى ابدا بحذف الايات القرآنية والاحاديث النبوية الشريفة .لا يجوز ان نختزل المشكلة بهذه الجزئية تحديدا ، ولا يجوز ايضا ان تكون نتائج الطلبة ومستوى تحصيلهم المتدني في المدارس الحكومية والخاصة مسوغا و ذريعة لطمس كل ما يتصل بديانة وحضارة وتاريخ وقضايا الامة .
ثم من قال ان المشكلة بالمناهج فقط ! من قال ان حذف الايات والسور سيرفع من سوية الطلبة ؟ من قال ان تفريغ المناهج من القيم التي يجسدها الاسلام بمبادئه السمحة وقيمه النبيلة السامية تشكل تهديدا من اي نوع ؟
التهديد الحقيقي هو بتغريب المناهج وتقديم نصوص فارغة من اي مضمون فكري او حضاري له علاقة بخصوصيتنا الثقافية والحضارية والقيمية والادبية، التهديد الحقيقي هو بمناهج لا لون لها ولا طعم ،تترك ابناءنا الطلبة نهبا لافكار ومبادئ هدامة،فالطبيعة لا تحب الفراغ وفي الوقت الذي يترك به الطالب معلقا في الفراغ فان هناك من يسعى لتوجيهه وغسل دماغه واستغلال تلك المساحات الفارغة في عقله وروحه.
على وزارة التربية ان لا ترضخ لدعوات تغريب المناهج الذي يهدد هويتنا الثقافية والحضارية ويكرس التغول الثقافي الغربي الذي يبدو ان هناك من يسعى لترجمته مناهجا تدرس وتلقن لطلبتنا في مختلف المراحل العمرية .
ثم لماذا تنوي الحكومة ايلاء مهمة وضع المناهج لجهة مستقلة ؟ ما هي دوافع هذا التوجه واغراضه ؟ وهل ستقبل وزارة التربية بهذا الاقصاء ؟هل ستتحول الى جهة اشرافية وتنظمية على العملية التربوية فقط ؟ثم من هم هؤلاء الذين سيضعون المناهج وما هي مؤهلاتهم، وما هي اولوياتهم ايضا ؟ كل هذه اسئلة تحتاج الى اجابات واضحة وصريحة ..
الاردنيون لن يقبلوا بمناهج منزوعة الدسم وتحاكي التجربة الغربية دون مراعاة الخصوصية العربية والاسلامية ،هذه مرجعيات ومصادر للمناهج لا يجوز ان تمس ويعبث بها من قبل اية جهة .
ابناؤنا محاصرون بوسائل التغريب الكثيرة (الانترنت ،شبكات التواصل الاجتماعي ، الالعاب والرسوم المتحركة) وكلها تخطفهم منا ،فهل تسعى الحكومة لاحكام حلقة الاختطاف الثقافي الى اخرها بتغييرها للمناهج ؟!! هذا ما لا نتمناه ولا نظن ابدا ان الملكة اضمرت هذه المعاني الخطيرة في سعيها للنهوض بالعملية التربوية ودعوتها لتغيير المناهج .
على وزير التعليم العالي د. وجيه عويس الذي يتسيد المشهد ويتبنى هذا التوجه الجديد ان يوضح الدوافع والاهداف من وراء هذه الخطوة (تشكيل جهة مستقلة لوضع المناهج لها شبه صلة بوزارة التربية) كما صرح لصحيفة الدستور الاردنية ..
العبث الذي جرى في المناهج في السنوات الماضية هو ما اوصل الحالة التعليمية الى هذه المواصيل ،مناهجنا كانت بالف خير ،فلقد كنا نحفظ القصائد والاشعار والمعلقات والاناشيد في الصفوف الاساسية الاولى ودرسنا الهندسة والجبر والقضية الفلسطينية ونحن في الصفوف الاعدادية ،وحفظنا جزء عم وياسين ونحن في الصفوف الابتدائية ،وكل هذه شكلت الحصيلة اللغوية والعملية لدى ابنائنا الطلبة . كان طالب الصف الاول لدينا يتقن القراءة والكتابة دون اية صعوبات ،ولكن التسطيح الممنهج الذي تعرضت له المناهج تسبب بهذه الاشكالات ،حتى وصلنا الى مرحلة يتخطى بها الطالب الصف الثالث والرابع وهو لا يتقن القراءة والكتابة ..النجاح التلقائي يعد سببا رئيسا بالمشكلة ووضع المدارس والاكتظاظ الذي تشهده ،وحالة المعلمين الاقتصادية الصعبة هي ايضا من الاسباب التي اوصلتنا الى ما نحن فيه ..
دعونا نسمي الاشياء بمسمياتها ،هل تتوقعون من الصفوف التي تضم ٤٠-٦٠ طالبا /طالبة ، وبعضهم من صفوف مختلفة يجري دمجهم في حصة واحدة ،ان يستوعبوا المنهاج ويتفوقوا في دراستهم . تخيلوا المشهد في مدارس ذيبان والطفيلة واربد ،طلاب من الصف الاول والثاني في غرفة صفية واحدة ،والمعلم يقسم الوقت بينهما ،هذا ليس مثالا ايضاحيا تخيليا ،انها حقيقة وواقع صعب يعيشه ابناؤنا الطلبة في هذه المناطق ..
هناك بعض الخلاصات التي يقدمها الخبراء اقرب ما تكون الى الاستشراقية منها الى دراسة وتحليل وتشخيص واقع الحال في مدارسنا الحكومية والخاصة . ولذلك علينا ان نعالج الاختلالات جميعا دفعة واحدة قبل ان نشرع في تغيير المناهج التي لا نصنفها مقارنة مع العقبات الاخرى بانها اولوية ابدا ..
* التغريب الثقافي كما جاء في أمهات المراجع: حالات التعلق والانبهار والإعجاب والتقليد والمحاكاة للثقافة الغربية والأخْذ بالقيم والنُّظم وأساليب الحياة الغربية؛ بحيث يصبح الفرد أو الجماعة أو المجتمع المسلم الذي له هذا الموقفُ أو الاتجاه غريبًا في مُيوله وعواطفه وعاداته وأساليب حياته وذوقه العام وتوجهاته في الحياة، يَنظر إلى الثقافة الغربية وما تشتمل عليه من قِيم ونُظم ونظريات وأساليب حياة نظرةَ إعجابٍ وإكبار، ويرى في الأخذ بها الطريقة المُثلى لتقدُّم أمته ،اي هي بابدال ثقافة الغرب محل ثقافته المتأتية من تجربته هو من قيمه هو من اسلوب حياته وعاداته وتقاليده الخاصة..