jo24_banner
jo24_banner

عمان.. سالكة بصعوبة

د. صبري اربيحات
جو 24 :

الى جانب الانتخابات والطقس والتعليم ورفع رسوم نقل ملكية المركبات، ومئات القضايا الأخرى، يتحدث العمّانيون هذه الأيام، في مجالسهم ولقاءاتهم، عن أزمات المرور التي أصبحت تجتاح الأحياء كافة، في معظم الأوقات. فالمكان الذي كان الوصول إليه يستغرق عشر دقائق، أصبح يحتاج ساعات! والدواوير التي وجدت لتنظيم انسيابية المرور، أصبحت عقبات مرورية. ففي كثير من المواقع، تصادف أرتالا من السيارات التي جرى إيقافها من قبل أحد رقباء المرور على مداخل الدواوير أو الشوارع الرئيسة، ما يحدث أزمة كان يمكن تجنبها لو انتظم المرور بطريقة انسابية. وفي الكثير من الحالات، يفاجأ سائقون بإغلاق مداخل طرق أو مخارج جسور بصورة مفاجئة، ما يدفعهم لاتخاذ مسارات بعيدة عن مقاصدهم، ويعرضهم لتأخير يضر مصالحهم وأشغالهم.
في عمان اليوم إذا أردت الانتقال من مكان لآخر خلال ساعات النهار وأحيانا في أوقات متأخرة من الليل، يكون من الصعب ضمان وصولك في الوقت المطلوب، من دون إضافة ساعة إلى اثنتين كوقت احتياطي تحسبا للأزمات والعوائق المرورية الطبيعية والمصطنعة.
القادمون عبر شارع الأردن باتجاه "الاستقلال"، يتساءلون عن جدوى وجود إشارة ضوئية على نقطة اتصال الشارعين. ففي كثير من الأوقات، يمتد خط السيارات التي تحاول الدخول إلى شارع الاستقلال لأكثر من كيلومترين، مع أن بإمكانها دخول الشارع بانسيابية معقولة ومن دون إرباك. والإشارة الضوئية التي تم تشغيلها عند مدخل الشارع الواصل بين الدوارين السادس والسابع لا تسهم في تسهيل المرور، بقدر ما تشكل عائقا لا يدرك السائقون معناه.
لا أحد ينكر أن أعداد المركبات في العاصمة والمملكة عموماً، وصلت حدا يفوق القدرة الاستيعابية للشوارع الموجودة. لكن غير المفهوم هو إهمال المسؤولين لقضايا توسعة الشوارع، واختصار مساحات الجزر الوسطية، وإيجاد ممرات موازية للشوارع الرئيسة للتخفيف من الضغط المروري عليها، بل وانصرافهم إلى زيادة العوائق التي تجعل من التنقل داخل المدينة مناسبة لزيادة منسوب التوتر والإحباط.
قبل أكثر من شهر، عملت سلطات المرور على إزالة الإشارات الضوئية على الشارع الموازي للواجهة الجنوبية للجامعة الأردنية، والواصل بين جسر الجامعة وضاحية الرشيد. فاختفت من هذا الشارع مظاهر الاكتظاظ المروري، وتحسنت انسيابية المرور بشكل لافت، بما أراح كثيرا من السكان الذين أثنوا على القرار، واستغربوا كيف تبدلت الأحوال بسرعة بعد أن عملت أمانة عمان على توسيع الشارع وإلغاء الإشارتين الضوئيتين هناك.
أعرف جيدا أن العاملين في إدارات المرور يبذلون الكثير من الجهد. لكن استمرار الشكوى من تزايد المشكلات المرورية يستدعي التفكير بحلول خلاقة تتجاوز الإيقاف والتحويل وإيجاد مزيد من الإشارات الضوئية عند كل تقاطع ومفصل مروري. فالكثير من الإشارات التي وضعت قبل سنوات بحاجة إلى إعادة تقييم، وربما برمجة جديدة، أو إزالة. كذلك، فإن المعالجات الميدانية للأزمات بحاجة إلى خبرات وحب للعمل أكثر من النظر إليه كواجب. لقد كان الراحل هزاع الذنيبات يؤدي عمله بحب وسرعة وحرفية، تجعل السائق ينظر إليه بإعجاب، ويحترم قراره بالإيقاف أو توجيهه لأخذ مسار آخر.
الكثير من الناس ينهون حديثهم عن الواقع المروري بالتندر على الباص السريع الذي هيأنا له الممر قبل سبع سنوات، ولا نعرف ما إذا كان سيأتي أم سيبقى وعدا يجدد التأكيد عليه أمناء العاصمة الراحلون والقادمون.


 
 
تابعو الأردن 24 على google news