2024-05-27 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

حكومة هاني الملقي الثانية.. ماذا عن كلف الفرص الضائعة ؟

باسل العكور
جو 24 :
نود ان نسأل دولتنا عن كلف الفرص الضائعة في مرحلة حرجة نحن في امس الحاجة فيها لاستئجار الافضل والاصلح والاميز في كل مفصل من مفاصل المسؤولية في بلادنا ؟ نريد ان نسألهم عن جدوى هذا الاستخفاف بردود الفعل والانطباعات التي تأخذ بالتشكل في الشارع الاردني ؟ لماذا هذا الخفة ؟ كيف يتصرف صناع القرار وكأن الامور قمرة وربيع ؟ لماذا يصممون على تجاهل الرأي العام و عدم الاكتراث بمطالبه وتوجهاته وخياراته وتوقعاته وآماله ؟ كيف تتصرفون بهذا الترف والاستعلاء وكأنكم في كوكب آخر؟ من قال لكم ان هذا الشرخ الذي تصنعون بينكم وبين الشعب يمكن تجاوز اثاره ونتائجه دائما ؟ اليس مهما ان يملأ الفريق الوزاري كراسيه ؟اليس مهما ان يثق الناس بهذا الفريق ويقتنعوا بامكاناتهم وقدراتهم على ادارة شؤون البلاد والعباد؟

في اقل من اسبوع اضعنا فرصة اجراء انتخابات نزيهة لا يأتيها الباطل ،اضعنا فرصة اختيار مجلس اعيان وفق المقتضى الدستوري ،مجلس اعيان من شخصيات اعتبارية وازنه ومعروفة ولها تجربة وتاريخ في الخدمة العامة ،وها نحن نضيع فرصة تشكيل حكومة جديدة ترتقي لمتطلبات المرحلة ،يجري بها اختيار شخصيات وطنية اجماعية كل منهم في مكانه المناسب والمجال الذي يتقنه ،بدل الانتقالات الممجوجة وغير المفهومة التي اجراها الملقي في فريقه القديم الجديد ؟

توقعنا ان هناك حكمة في تكليف الملقي باجراء تشكيلته الجديدة في هذا الوقت المبكر دون مشاورات مع مجلس النواب ودون ان تفرض عليه الكتل الكبيرة في المجلس خياراتها على نحو يضيّق من هامش حركة الرئيس ، ونحن نعرف ان هناك اعضاءا لا يستطيع الاقتراب منهم فقرار تعيينهم او استبعادهم ليس بيده ،قلنا انه الان اقدر من اي وقت مضى على ان يخرج من عباءة الوصاية ليقرر بنفسه التشكيلة التي يريد.. ويا ليته لم يفعل ،ويا ليت الاوصياء اختاروا له بانفسهم، لكان واقع الحال افضل مما نحن عليه ، اليوم بتنا ندرك لماذا يتدخلون،لماذا يفرضون خياراتهم على الرؤساء .. وها هم مجتمعون يشكلون الحكومة ويتركون لنا خيبة الامل والحسرة.

كيف سينجح اعضاء الفريق الوزاري بهذه التشكيلة الضعيفة التعامل مع مجلس النواب الجديد ، لا سيما ان الحكومة لم تشاور النواب وتستمزج رأيهم بالتشكيلة الجديدة؟كيف ستتمكن الحكومة بالتعاطي مع التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الضاغطة على الجميع ، بهذا الفريق غير المتجانس الخليط من المحافظين والليبراليين والشباب غير المتمرس ،فريق يحمل بعضهم فيه حقيبتين وهو لم ينجح في ادارة شؤون وزارة واحدة ؟ في مجلس فيه وزير دولة لشؤون الاستثمار ووزير دولة جديد للشؤون الاقتصادية ،وفيه وزير خارجية ووزير دولة للشؤون الخارجية ؟

لن نتوقف عند الاضافات النوعية المحدودة في الفريق الوزاري (وزير النقل ،ووزير الدولة للشؤون الخارجية)،كيف سيجيب رئيس الحكومة اليوم على اسئلة متعلقة باعادة وزراء التأزيم الذين سجلت عليهم عشرات الملاحظات في حكومة الملقي الاولى كوزيري التربية والداخلية ؟ الرسالة الواضحة التي يوجهها الملقي للناس بأن هؤلاء الوزراء ينفذون رؤيته ينفذون توجيهاته ،هو مسؤول اليوم عن العبث الذي تم بالمناهج ،هو مسؤول عن التدخلات التي وقعت بالانتخابات النيابية في مناطق البادية الوسطى وذيبان والرمثا ...، هو مسؤول عن ما سيحدث في الانتخابات البلدية القادمة ..

التعديل الوزاري الذي اجراه الملقي على حكومته التي كلف بتشكيلها ليس موفقا ، فلقد حمل الحكومة الجديدة اعباء الماضي كلها ،فستنفجر في وجهه احتجاجات المجتمع على المناهج،وستنفجر في وجهه الاحتجاجات المتصلة باتفاقية الغاز ،وسينفجر في وجهه مجلس النواب الجديد الذي لا نعرف كيف سيحوز فيه على الثقة ،عفوا الذي سيحوز فيه على ثقة كبيرة ...

خيبة امل جديدة ، وفرصة ضائعة اخرى ،ولا نعرف الى متى سنستمر في اضاعة الفرص ...
 
تابعو الأردن 24 على google news