الرئيس والبرلمان القادم
القبيلة والدولة المدنية ووعود التيار الإسلامي والوجوه الجديدة في البرلمان، لا شيء أجمل من ذلك، لكن لا تستهينوا بالبرلمان الجديد، قد يكون مفاجئاً وأظنه كذلك في وجوهه الجديدة القادمة من رحم الناس والمعاناة، والصالحة من البقية التي عادت من البرلمان السابق، وليس شرطاً أن تكون المكررة على ذات الصلاح أو الجودة.
ليست الانتخابات الوسيلة الفضلى دوماً لوصول ممثلين عن الناس. لكن لا بديل عن ذلك، إلا بالاستمرار في ممارسة الفعل الانتخابي لكي تصلّح القبائل والمجتمعات خياراتها وتجوّد صورتها.
القبيلة مارست حضورها في الانتخابات الأخيرة، والأحزاب والمرأة. وظلت مقولة الاجماع العشائري حاضرة. وحافظت أهواء الزعامة على البقاء، وبقيت موجودة في أطياف المشهد، وبعض القيادات أصرت على أن تلملم نفسها في إطار الزعامة المناطقية المرجوة لتكشف الصناديق حجمها، ومن المنطقة الضيقة تكون الانطلاقة للوطن، وهذا فهم خاطئ فالقيادة لا تورث ولا تشترى.
فلا بدّ من اختيار التمثيل، كيف؟ ولمن؟ وعلى أي مستوى نكون.؟ البعض صنف نفسه زعيماً وطنياً من بيت الشعر الخاص به. والبعض تجاوز ذلك باعتباره ضمير الأمة وصوتها، وكلهم ظلوا يدخلون من باب القبيلة أو المنطقة أو المجموع السكاني أو الكتلة التي يمثلها في المجتمع سواء: شركسي أم شيشاني أم مسلم أم مسيحي أم بدوي أم فلاح أو غير ذلك من التصنيفات.
لذلك، كيف سيلتقي النواب مستقبلاً؟ وعلى قلب أي رجل سيجمعون؟ من هو الزعيم القادم للمجلس؟ وماذا يحمل من أجندة ومحتوى سياسي؟ هل سيكون المجلس تابع للحكومة ؟
كل الأسئلة مطروحة على السادة النواب وعلى قواهم السياسية وقبائلهم وقواعدهم وشيمهم وفروسيتهم واحصنتهم ووعودهم بأردن قوي نظيف من الفساد، فلم تعد القواعد الشعبية تنتظر عودتكم بالتأكيد لكي تؤكدوا الإخلاص لها،لكنها لا تريدكم تبع أو أصحاب مصالح شخصية.
صحيح أن معركة رئاسة المجلس قد تكون محسومة، لكن سيدفع بها الكثير من الجهد وقد لا تكون ذلك، وقد تكون الأكثر كلفة في تاريخ المجلس على من يصل الكرسي، لأنها مسألة وجود لبغض الساعين إليها، مع أنها ليست كذلك بالمطلق، لكن الثابت أن الدولة لا تميل لأحد مطلقاً، ليس من قائد ضرورة مطلوب، كل المطلوب هيبة للمجلس وأداء رفيع ومسائلة ناجزة وإمضاء بمسيرة الإصلاح الوطني الذي يحقق لنا المزيد من الاستقرار.الدستور