المؤتمر الكارثة: المومني وبّخ معارضي تغيير المناهج.. وذنيبات تحرّى المغالطات!
جو 24 :
أحمد الحراسيس - تجاهل نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات، وزير التربية والتعليم الدكتور محمد ذنيبات، السؤال المباشر الذي وجهه له خلال المؤتمر الصحفي مراسل موقع جو24 مالك عبيدات حول "عدد الآيات والأحاديث النبوية التي حُذفت من المناهج التعليمية المعدّلة".
ذنيبات تحدث خلال المؤتمر الذي عقده الأربعاء في دار رئاسة الوزراء بأسلوب أقرب إلى "توبيخ" المعترضين على تعديلات المناهج ومحاولة اظهارهم على أنهم مضللون -بكسر اللام- وفي بعض الأحيان ضالّون، فيما تجاهل وزير الاعلام وأهمل كلّ أوجه الاعتراض الوازنة وكرّس مداخلته لتأنيب المحتجين بحرق المناهج عبر توعّدهم ومحرّضيهم بالاجراءات القانونية المناسبة!
لم يورد ذنيبات خلال مداخلته اجابات مقنعة حول حذف أكثر من 80 آية قرآنية وحديث نبوي شريف أو ادخال عبارات تمسّ الدين والقضية الفلسطينية، واقتصر في ردّه على "المغالطات" التي حذّر منها ونفاها المعترضون أنفسهم لمّا تداولها بعض العامة ومن أراد تشويه صورة المحتجين.
الغريب في الأمر أن وزير التربية والتعليم جمع كلّ المغالطات ولم يفوّت أيا منها، بل إنه استحضر حوادث شخصية زعم إنها حصلت، من قبيل "ان أحد العاملين في التربية اتصل به معاتبا على ورود مقارنات بين بيت الشعر والحجر وورود أغنية في نهاية الصفحة، واتصاله بثلاثمئة محتج على تعديلات المناهج لم يكن من بينهم غير ثلاثة اطلعوا على المناهج".
كنّا نتمنى أن يقول الوزير إنه تواصل مع مجلس نقابة المعلمين أو فروع النقابة في المحافظات وناقشهم في التقارير التي أوردوها بدلا من هؤلاء الـ300 الذين نحترمهم، لكنّه لم يفعل وظلّ يغمز من قناة إن ملفات بعض المحتجين منظورة أمام هيئة مكافحة الفساد.. وبالمناسبة نحن نعرف العديد من الشخصيات التي لها ملفات في هيئة مكافحة الفساد أو ديوان المحاسبة ممن أصبحوا وزراء وزملاء للذنيبات نفسه..
الذنيبات أكد مرارا على أن أعضاء اللجنة التي شكلتها الوزارة هم قامات وطنية محترمة، ونحن لا نعترض على ذلك ولكننا نقول إنهم أعضاء في مجلس التربية أو في لجان التأليف والاشراف؛ فإما أنهم متهمون بوضع تلك المناهج أو الموافقة عليها دون تدقيق من قبلهم.
خلال المؤتمر، اجتهد ذنيبات كثيرا بالدفاع عن موقف الأردن تجاه القضية الفلسطينة، لكنّه لم يأتِ على ذكر سبب استبدال مصطلح "مجازر الاحتلال الصهيوني" في أحد المواضع واستخدام مصطلح "الممارسات الاسرائيلية" بدلا منه مثلا، ولم يذكر تفسيرا لمصطلح "الهيكل المطمور الذي لم يعرف مكانه أحد" وخاصة في ظلّ مزاعم الصهاينة أنهم يحفرون تحت المسجد الاقصى لوجود "الهيكل المزعوم" أسفل منه..
يقول ذنيبات أن سبب حذف درس العدد والمعدود والآيات القرآنية الخاصة به من المنهاج وذلك لكون "العدد والمعدود ليس من معجزات القرآن"، لكنّه يقرّ أن معجزة القرآن الكريم هي اللغة العربية.. وهذا ما يتناقض مع حذف أكثر من 80 آية قرآنية من مناهج اللغة العربية بحسب تقرير مفصّل وموثّق نشرته نقابة المعلمين.
الغريب في مداخلة ذنيبات أنه حاول الرّد على الانتقادات وكأنها جاءت بشكل مطلق، وكأن المعترضين قالوا إنه حذف جميع الآيات والأحاديث وما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهذا غير صحيح البتة، فلم يقل أحد بذلك، بل كانت التقارير مفصّلة وبالعدد، ويمكن أن يرجع الوزير لتقرير النقابة الذي أكدت فيه "ان كتاب اللغة العربية للصف العاشر كان يحوي 8 ايات واصبحت 3 ايات في المنهاج الجديد، وكتاب القواعد للصف الثامن الجزء الاول كان يحوي 27 اية كشاهد واصبحت 5 آيات فقط في المنهاج الجديد، كتاب اللغة العربية مهارات للصف العاشر كان يحتوي على33 اية اصبحت 7 آيات فقط، كتاب قواعد اللغة العربية الجزء الاول كان يحوي 21 اية اصبحت 5 فقط، كتاب اللغة العربية المهارات للصف التاسع كان يحوي 28 اية اصبحت 12 فقط".
ذنيبات لم يتخلّ عن اللهجة الاتهامية في مداخلته تماما كما هو حال مداخلات الوزير المومني، فقال إن العديد من المعترضين لديهم ملفات في مكافحة الفساد أو يمثلون امام المدعي العام أو جرت احالته على التقاعد، وكأن المحالين على التقاعدين ممنوعون من ابداء رأيهم إن جرت احالتهم على التقاعد لأسباب شخصية وبسبب خلافات بينهم وبين وزير اتهم بعضهم في أخلاقهم "كذبا وافتراء وزورا"، رغم ان اولئك المحالين هم اصحاب اختصاص اصلا.
الملاحظات التي ساقها المعترضون جاء فيها "حذف 83 - 117 آية قرآنية من جميع المناهج"، وهذه لم يُجب عليها الوزيران واكتفوا بالقول إننا لم نحذف القرآن من المناهج.
وجاء في الملاحظات التي اعتبرها المومني وذنيبات مضللة إن الوزارة حذفت بعض العبارات التي تمسّ القضية الفلسطينية، وهذه مثبتة أيضا، وحتى لو حاول الوزيران نفيها فإن المناهج تثبتها.
الواقع يا وزيرا التربية والاعلام إن تطوير المناهج لا يعني بأي حال حذف الآيات وحشو المناهج بمواضيع مثل "السباحة" التي يعتقد قارئها أن منازل الأردنيين فيها من المسابح ما يستدعي تعليم الأطفال وثقيفهم حول السباحة، أو قيمة "العين"، التطوير لا يعني حذف الآيات بل حذف الحشو أو اضافة دروس ذات قيمة، أو تطوير اخراج الكتب وطباعتها لتكون مشجعة وجاذبة.
التطوير يا وزير التربية يبدأ من الاعتناء بالغرفة الصفية والارتقاء بالمعلمين من خلال تحسين أوضاعهم المعيشية وحثّهم على البذل والعطاء، وليس باتهامهم واتهام ممثليهم في نقابة المعلمين بأنهم يتعدون واجبهم بالتطرق لتعديلات المناهج والمطالبة بالاشتراك في وضع وتعديل المناهج..
كنا نتمنى على الوزير ذنيبات أن يكون منطقيا وواقعيا في طرحه، وأن يلتزم وزير الاعلام بواجباته أثناء ادارته للمؤتمر تماما كما يطلب من الصحفيين أن لا يتجاوزوا على حقه في ادارة المؤتمر، ونعتقد أن واجبه كان ضبط اجابات الوزير على جميع الاسئلة حتى لا يحدث أي لغط..