تفكيك الكلمات المتقاطعة في تصريحات المومني.. ديماغوجيا السلطة

يبدو ان وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة د.محمد حسين المومني مصمم على لي عنق الحقائق ومداراة عجزه وعجز الحكومة بكيل الاتهامات، والالتفاف على الاسئلة المهمة بكلام كثير ينقصه المنطق والحجة. وإلا كيف يمكن ان نفهم تصريحات المومني في نادي الفيحاء، الا في هذا السياق المكشوف، وكما يعرف الوزير ”فان كل مكشوف مردوع*”.

كيف لوزير بمستوى ثقافة المومني وإلمامه ومعرفته الاكاديمية ان يقول ان حصول الحكومة على ثقة مجلس النواب يعد شكلا من اشكال الحكومة البرلمانية؟! كيف يريد ان يقنعنا بان اتفاقيات استراتيجية كاتفاقية الغاز تتم بين شركات ولا علاقة للحكومة بها؟ كيف يريد ان يسوق هذه المسألة وهو يعرف ان القضية لها دلالات وابعاد سياسية خطيرة لها علاقة بارتهاننا الكامل بارادة العدو الصهيوني، ارتهان قطاع الطاقة الحيوي بدولة مارقة محتلة تستبيح أرضنا ومقدساتنا ولا تحترم المعاهدات الموقعة ولا تراعي الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس؟ لماذا يحاول في كل مرة ،وكلما تعرضت الحكومة للنقد ان يشيطن ويخون المنتقدين لها؟ ثم من هي الجهات التي تضررت من تغيير المناهج غير فكرة تطوير المناهج نفسها التي تعرضت للتشويه والاجهاض بفعل وزير التربية محمد ذنيبات الذي اعتبر حذف الايات القرآنية وبطولات الاجداد وتاريخ الامة النضالي تطويرا، وهو بذلك ابعد ما يكون عن التطوير !

الحكومة سلكت طريق اللاعودة ،تريد ان تغطي الحقائق بادعاءات واقاويل تشتت الرأي العام وتضلله ،ديماغوجيا مكشوفة لمنع تشكل جبهة واسعة موحدة من المعارضة لتوجهاتها وسياساتها الفاشلة .

نحن لا نريد غازا اسرائيليا ،والمديونية التي تراكمت سببها الحكومات المتعاقبة ،سببها نهجكم الاقتصادي غير الرشيد، سببها الفساد الذي استشرى واكل الاخضر واليابس، سببها عقمكم الاقتصادي وعجزكم عن اجتراح الحلول والبدائل. والان تريدون اقناعنا بان المخرج الوحيد للازمة الاقتصادية هو غاز العدو، لا يا مومني فهذا ذروة الاستخفاف بعقولنا. ولذلك نقولها باعلى الصوت #غاز_العدو_احتلال_اقتصادي ،ومصادرة صريحة لارادتنا السياسية بالكامل.

الان ضاقت عليكم الدنيا بما رحبت، وبات مخرجنا الوحيد هو غاز الاحتلال ،ما هذا الكلام الفارغ ،احترموا عقولنا احترموا تاريخنا احترموا شهداءنا، احترموا تضحيات الاباء والاجداد ، احترموا تضحيات جيشنا العربي ،هل تريدون اليوم ان ندير ظهرنا لكل تاريخنا وننسى ارضنا ومقدساتنا بمجرد اننا بحاجة لفارق السعر التفضيلي الذي كفلته -على حد زعمكم - صفقة العار التي وقعتم مع الحكومة الاسرائيلية.

اما عن المناهج الذي جرى العبث بها من قبل حكومتكم ،فلا اظن ان هناك متضررين منها غير الاجيال القادمة التي ستدرس مناهج منبتّة ومنزوعة الدسم ،مسلوخة عن تاريخنا وحضارتنا وهويتنا ومعتقدنا وكينونتنا لصالح كينونات وصيرورات اخرى تريد ان تلتهم كل الحضارات والهويات الاخرى .. الصراع بين الحضارات والامم لا تحسمه القوة المجردة معالي الوزير، الصراع يحسم في حالة واحدة فقط ،اذا نجح طرف في الغاء الهوية التاريخية والحضارية للطرف الاخر ، وهذا بالضبط ما تشاركون به بقصد او بدون قصد ..

وللحديث بقية …

* كل مكشوف مردوع هو جزء من نظرية في العلاقات الدولية للعلامة الاستاذ الدكتور رضوان العبدالله .