باب المدرسة الذي سقط
د. مهند مبيضين
جو 24 :
أحياناً لا بل غالباً ما تمر القضايا الصغيرة وتذوب، في غمرة انشغالنا بجدل النهار وقضايا الشارع، وتظل قضايا المجتمع الصغيرة مؤشراً على ما بلغناه، إما من تقدم أو اهمال أو من سلبية وترك للشأن العام، لكي يظل الحديث مفتوحاً على حاجات اليوم وجدل الساسة وجدوى القرارات التي تصدر هنا وهناك.
مباشرة وبدون مقدمات، اذهب إلى خبر لم ينال الكثير ربما من الاهتمام، ويخص سقوط البوابة الرئيسية في مدرسة ابن حزم في الرمثا صباح يوم الاثنين الماضي على أحد طلاب الصف السادس،مما تسبب بتعرضه لإصابات مختلفة في شتى انحاء جسمه و»وضعه الصحي سيء وفق مصدر طبي في مستشفى الرمثا الحكومي» حسب المصدر.
الطفل ذو الأعوام ال(12) لم يكن ذنبه أننا على انشغال دائم بجدل عن أزمة المناهج، وعن الغاز الإسرائيلي، هو جدل ليس المطلوب ممن لا علاقة لهم به أن يشتركوا به ويهملوا مسؤولياتهم، برغم أهمية كل آراء الناس، لكننا في ظل هذا الانشغال ضيعنا باب المدرسة، ومن يعلم قد تكون ضاعت أشياء كثرة، وثمة في الأرشيف أخبار كثيرة عن سقوط أبواب مدارس على طلبة وتعرضهم لإصابات.
لا أعرف شخصياً مدير المدرسة، ولا أعرف مدى تجاوب الوزارة مع الحادث، كنت اتمنى أن يزار الطالب، ويعتذر له عن اهمال كل مدارسنا وطلبتنا، والزوج بهم إلى الشارع أو تركهم بلا رقابة، لا أعرف أيضاً معنى أن يكون المدير مديراً في أي مؤسسة، ويمر دون تفقدٍ لأبواب مدرسته أو ادارته وسورها ومستوى الديزل في خزانات التدفئة شتاءً، أو دون تفقد شبابيك الصفوف، ودون تفقد دورات المياه، هذا كله يجب أن يحدث، وإن قالوا: هذا شغل مراقب مش شغل مدير، أقول: هون ضيعنا الإدارة الأردنية التي عرفت بصرامتها ودقتها، وللمدير أي مدير تكليف من يتابع ويزوده بتقرير يومي. وأن يتم محاسبة المقصرين في أي خراب واهمال أو المبادرة بالإصلاح فوراً.
أعرف أن بعض المدارس، تحتاج ويعوزها توفر مفك أو مفتاح غاز حين تبدل جرة الغاز، لكن أعرف أن المجتمع لا يقصر في التبرع، وأن المدارس الأولى بناها الآباء من جيب أبناء القرى لحبهم لتعليم أولادهم، لكن تلك الأزمنة كان فيها معلمون كبار، أكلوا قلوب الناس بالحب والشدة والخوف على مصلحة الأبناء.
عرفنا من خبرة الأردنيين أن سالم صقر المعاني وجريس هلسا وحكمت الساكت وذوقان الهنداوي وداود المجالي ومحمد الرواشدة، وهم مدراء مدارس رحمهم الله جميعا، كانوا يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة، هؤلاء يذكرون كمدراء ومعملين أكثر من وصول بعضهم لموقع الوزارة، وثمة نماذج طيبة اليوم ولا نعدم الخير في القادة والمعملين والمدرسين، لكننا أغفلنا الكثير فيحدث ان يسقط الباب وهو لا يسقط فجأة وإنما بعد تآكل الصدأ أو اللحام أو تآكل الاسمنت الحامل له، وهذا كلة كان يمكن ملاحظته وإصلاحه دون ان يصاب الطفل في الرمثا بأذى.
أخيرا، نعتذر لكل مدرسة مديرها لا يليق بها ولا يتابع تفاصيلها.الدستور
مباشرة وبدون مقدمات، اذهب إلى خبر لم ينال الكثير ربما من الاهتمام، ويخص سقوط البوابة الرئيسية في مدرسة ابن حزم في الرمثا صباح يوم الاثنين الماضي على أحد طلاب الصف السادس،مما تسبب بتعرضه لإصابات مختلفة في شتى انحاء جسمه و»وضعه الصحي سيء وفق مصدر طبي في مستشفى الرمثا الحكومي» حسب المصدر.
الطفل ذو الأعوام ال(12) لم يكن ذنبه أننا على انشغال دائم بجدل عن أزمة المناهج، وعن الغاز الإسرائيلي، هو جدل ليس المطلوب ممن لا علاقة لهم به أن يشتركوا به ويهملوا مسؤولياتهم، برغم أهمية كل آراء الناس، لكننا في ظل هذا الانشغال ضيعنا باب المدرسة، ومن يعلم قد تكون ضاعت أشياء كثرة، وثمة في الأرشيف أخبار كثيرة عن سقوط أبواب مدارس على طلبة وتعرضهم لإصابات.
لا أعرف شخصياً مدير المدرسة، ولا أعرف مدى تجاوب الوزارة مع الحادث، كنت اتمنى أن يزار الطالب، ويعتذر له عن اهمال كل مدارسنا وطلبتنا، والزوج بهم إلى الشارع أو تركهم بلا رقابة، لا أعرف أيضاً معنى أن يكون المدير مديراً في أي مؤسسة، ويمر دون تفقدٍ لأبواب مدرسته أو ادارته وسورها ومستوى الديزل في خزانات التدفئة شتاءً، أو دون تفقد شبابيك الصفوف، ودون تفقد دورات المياه، هذا كله يجب أن يحدث، وإن قالوا: هذا شغل مراقب مش شغل مدير، أقول: هون ضيعنا الإدارة الأردنية التي عرفت بصرامتها ودقتها، وللمدير أي مدير تكليف من يتابع ويزوده بتقرير يومي. وأن يتم محاسبة المقصرين في أي خراب واهمال أو المبادرة بالإصلاح فوراً.
أعرف أن بعض المدارس، تحتاج ويعوزها توفر مفك أو مفتاح غاز حين تبدل جرة الغاز، لكن أعرف أن المجتمع لا يقصر في التبرع، وأن المدارس الأولى بناها الآباء من جيب أبناء القرى لحبهم لتعليم أولادهم، لكن تلك الأزمنة كان فيها معلمون كبار، أكلوا قلوب الناس بالحب والشدة والخوف على مصلحة الأبناء.
عرفنا من خبرة الأردنيين أن سالم صقر المعاني وجريس هلسا وحكمت الساكت وذوقان الهنداوي وداود المجالي ومحمد الرواشدة، وهم مدراء مدارس رحمهم الله جميعا، كانوا يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة، هؤلاء يذكرون كمدراء ومعملين أكثر من وصول بعضهم لموقع الوزارة، وثمة نماذج طيبة اليوم ولا نعدم الخير في القادة والمعملين والمدرسين، لكننا أغفلنا الكثير فيحدث ان يسقط الباب وهو لا يسقط فجأة وإنما بعد تآكل الصدأ أو اللحام أو تآكل الاسمنت الحامل له، وهذا كلة كان يمكن ملاحظته وإصلاحه دون ان يصاب الطفل في الرمثا بأذى.
أخيرا، نعتذر لكل مدرسة مديرها لا يليق بها ولا يتابع تفاصيلها.الدستور