قولوا كفى..رسالة للضمائر الحية
من منابر اعلامنا الشريف أبعث وباسم كل اردني حر شريف ينتمي لتراب هذا الوطن مذكرين ان اباؤنا وأباء ابائهم الحافظين لتراب هذا الوطن والناشدين لرفعته لقرون عديدة وسنين مجيدة بالعمل ، من اجل وطنا لطالما اشتدت السواعد القابضة على المعول والمحراث وطالت عصا رعاتنا لهش الغنم التي كنا بكثرتها نفخر ونتباهى بذبح الخراف اكراما للضيوف وابن السبيل والجائع الملهوف وللعنيا (المحارم من النساء المتزوجات العمات والخالات والبنات والاخوات وبنات الاعمام والاخوة و....)وفي الاعياد وعند الحصاد وعند نزول المطر وللنفساء والمرضى وعند الطهور ودفع المهور وايام الفرح للعرسان و... ....واياديهم القابضة على مقابض السيوف لرد غزو الاعداء وصنعوا ملاحم في الذود عن المحارم والحمى وورثونا ارضا معطاءة للحب والثمر وللرعي والسكن ، فقبض الاباء على الجمر للحفاظ عليها .وتتالت علينا الايام بالبهجة والسرور وفي غفلة العمر وجدنا انفسنا وقد استشرى فينا الفقر والقهر وبدأنا نبيع من انعامنا حتى اننا فقدناها ولا نقوى على شراء كغم من اللحم ومدينا ايدنا للجيوب الفارغة واكثرنا باع ارضه قطعة تليها قطعة حتى اننا فقدنا مكان السكن واصبحنا نستغيث برب البشر و........لنعلم ابنائنا لنسعدهم والنتيجة كانت جلوس الابناء بعد تخرجهم من الجامعات يجرون من مكتب لمكتب ودائرة تلو دائرة ليعملوا بما تخصصوا به من علم ولا اثر وتنازلوا للعمل بأي شيء لسد افواها من الجوع بطونها خاوية فلا من مستجيب ولا خبر فضاقت علينا الدنيا بما رحبت فلا الخراف عدنا نملكها ولا مناسفنا التي اشتهرنا بها وبسمنها البلدي ،حتى اننا ضقنا بمنسف دجاج يا بشر فتحطمت القلوب واصابنا التوتر والقلق واضحينا امام عيادات الاعصاب والنفسية ..والعظام بل قل بكل اختصاصات الطب الحديث والبديل والراقي من حفظة كتاب رب البشر ...وما تركنا مشعوذا وقارئة فنجان ...و بكل عيادة ومركزا طبيا ومشفى لنا سجل وما اكثر مرضى الوطن لنفاذ خبز القمح والسمن البلدي واصبحنا ننظر للجميد بحسرة ولم نعد نشرب الخاثر من اللبن ! وما عدنا نأكل مما يجب ان تزرعه ايدينا لقلة المطر ولضياع ارضا بنوا عيلها قصور من حجر...انا فقدنا سبل العيش الكريم والسعادة .... حتى معنى النصر ففي كل معركة الهزيمة عنوانها الحقيقي حولوها لنصر وتغنوا بالقائد المنصور على شعبه رغم هزائم الاعداء في ساحات الوغى وقالوا لنا لا صوت يعلوا فوق صوت البندقية فصمتنا وسكتنا وطال انتظارنا واهمونا ان النصر يتحقق بالسلام لمن فاقنا عدة وخبرة نووية واطرقنا وحمسونا ففهمنا ان القضية استسلام بمؤامرة دولية وهم اطرافها فوقعوا سلاما مخزيا وسموه سلام الشجعان ومسميات ما انزل بها من سلطان وتوجوها بمعاهدات دوليه ولا لهم من دونها استراتيجية .... ومنذ عشرون عاما وكأننا فوق تقدم الامم تقدمنا وعشنا وهما يجر فقرا وذلة وحملونا ديون تعثر مخططاتهم الوهمية ليكنزوا مليارات الدولارات بالبنوك الغربية وتوجهوا لصناديق النقد الدولية للصرف على الرعية ..فنهبوا الدعم والهبات من اقطار الدنيا والدول الخليجية وفوق كل هذا باعوا مقدرات الوطن فلا انعام ولا ثمار ولا ارض ابقوا ولا حجر ..........وأمرونا ان نغني للأمن والامان وهددونا اما بالقتل والتشريد او القبول بالجوع وفقدان الكرامة .. ونسوا ان الطعام قدمه رب البشر على الامن مصداقا لقوله تعالى:-( للإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) .وحتى انهم لم يقتدوا بالأسلاف ايام الجاهلية القائلين :
يا أيها الرجل المحول رحـــله هـلا نزلـــت بآل عبـــــد مناف
الآخذون العهد مـــن آفاقـــــها والراحـلــــون لرحلة الإيـلاف
والرائشون وليس يوجد رائش والقائلون هلــــــــم للأضيــاف
والخالطون غنيهم لفقيرهـــــم حتى يصير فقيرهــــتم كالكاف
وفي الختام اناشد جميع من له ذرة ضمير وكرامة ان يعلي صوته والنطق بكلمة كفـــــــــــــــــــــــــــــــــى دعونا نعيش عيشا كريما او نموت موتا شريفا
متمثلين قول اب الابطال عنترة:-
لا تسقيني ماءَ الحياة ِ بذلة ٍ
بل فاسقني بالعزَّ كاس الحنظل
ماءُ الحياة ِ بذلة ٍ كجهنم
وجهنم بالعزَّ أطيبُ منزل
