jo24_banner
jo24_banner

نحو انتخابات واستفتاء على الدستور

د. م. مراد الكلالدة
جو 24 : ماالذي يمنع من إعادة صياغة العقد الإجتماعي بين الملك والشعب ليتناسب مع المستجدات على الصعيدين العالمي والعربي. لقد بات واضحاً بأن الدستور الأردني الذي ينص في المادة الثلاثين منه على أن (الملك هو رأس الدولة وهو مصون من كل تبعة ومسؤولية) نص بحاجة إلى مراجعة عميقة كون الملك في المواد الدستورية (31-40) يمارس جميع السلطات التي يمكن أن يفكر فيها أي نظام سياسي في العالم. وهو بذلك يتحمّل أعباء هو في غنى عنها وبذلك نضع حداً فاصلاً بين الملك كمرجعية وحكم لجميع الأردنيين وبين توريطه بالسلطة التنفيذية وإخفاقاتها حيث كثرت مخاطبة جلالة الملك مباشرة كطرف في نجاحات أو إخفاقات الدولة.
نعم، هناك الكثير من الأردنيين خائفين حتى من سماع شعار (إسقاط النظام) وأنا من هؤلاء الراغبين بالعيش في ظل ملكية دستورية كتلك الموجودة في إسبانيا وبريطانيا وما المانع في ذلك ما دام جلالة الملك والعائلة الهاشمية الكريمة سيتمتعون بكل الإحترام والتقدير والإجماع وسيتحمل الشعب عبء السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.
صحيح أنه جرى مؤخراً تعديل على (42) مادة من الدستور ولكن من أجرى هذه التعديلات هي لجنة من لون واحد معينة من الملك ومن صادق على التعديلات هو مجلس النواب السادس عشر (المزور) وفقاً للإعتراف الرسمي. ولهذا فلا بد من صياغة دستور جديد تعده لجنة تسمى لجنة صياغة الدستور ويكون أساسها لجنة الحوار الوطني ويضاف إليها ممثلين عن جميع أطياف المجتمع من أحزاب ونقابات وشخصيات عامة على أن يتم الإنتهاء من الدستور في 20/1/2013 وطرحه للإستفتاء في نفس يوم الإقتراع للإنتخابات النيابية.
وهناك من يقول بأن المشكلة في الأردن ليست بالدستور ولكني كالكثيرين أدعي غير ذلك لأن مطالبة حزب جبهة العمل الإسلامي وغيره من الأحزاب والقوى الوطنية تتمحور حول التعديلات الدستورية على المواد (34-36) ولذلك يصبح السؤال الأكثر إلحاحاً: ما المانع من إعادة صياغة العقد الإجتماعي بين الحاكم والمحكوم وبهذا نقطع الطريق على جميع المشككين بكل شيء لأن الثقة باتت شبه معدومة بين النظام والشعب ولا يمكن أن نستمر في هذه الحالة إلا إذا أردنا التوجهه إلى الصدام الأهلي بعد الإنتخابات القادمة التي ستجري بمن حضر.
أكتب هذه المقالة وكلي أمل أن لا يلتقطها من يدعون حبهم للأردن أكثر مني واتمنى أن اتمكن من الكتابة مجدداً بعد هذه الأسطر من غير إعتقال من قبل الحرس القديم على إعتبار انها تتجاوز خطوطهم الحمراء ولكني اعتقد بأن فيها أفكار تستحق أن تصل لصاحب الشأن.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير