التسامح طريق لهيبة الدولة والاصلاح يحتاج لخطاب رفيع
سميح المعايطة
جو 24 : الحراك حق لأبناء الطفيلة لكن الجنوب ليس حصان طروادة لبعضهم.
ليس غريبا أو مفاجئا ان يُصدِر الملك توجيهاته بالافراج عن معتقلي حراك الطفيلة والدوار الرابع وفق الاجراءات القانونية, لان كل من يقرأ تاريخ الدولة الاردنية يدرك ان التسامح والحكمة هما السبيل الاهم في ادارة القضايا والملفات التي تعترض مسار مجتمعنا, وتحت أي مسمى صُنّف الموقوفون لاسباب قانونية أو أمنية أو سياسية, فهم في النهاية اردنيون وجزء من هذا المجتمع وهم تحت مظلة الدولة مهما حملوا من مواقف سياسية وعبروا عنها بشكل سلمي وقانوني.
وجزء من هيبة الدولة الاردنية في حكمتها وتسامح قيادتها, وهي سمة عرفها الاردنيون وكانت دائما نتائجها ايجابية, فمن خرجوا على الدولة والحكم عادوا بقناعات جديدة واصبحوا من اكثر المدافعين عن الدولة, وسنبقى نفتخر اننا دولة بلا دماء أو قتلى أو معتقلين لاسباب سياسية, وان مؤسسة الحكم قادرة على استيعاب اشد الاشخاص قسوة في الفاظهم وكلامهم, وان اي اردني يمكنه ان يعارض داخل دولته وبين اهله من دون الحاجة لِمَهْجَر أو مِنَبَرٍ خارجي.
ولعل العفو الملكي فرصة لاغلاق ما كان بعضهم يحاول صناعته من الطفيلة وجعلها ملفا وبؤرة توتر بل خروجا على الدولة, وبعض من فشلوا في دفع مدن كبرى إلى ان تكون ساحات تحرير, وجدوا في عدد من المحافظات اماكن للنفخ في قضاياها واعطاء الحراك فيها بُعْداً تظهر معه وكأنها محافظات ثائرة على الدولة, وليس حبا في الطفيلة ولا حرصا على ابنائها ذلك الحماس لدى بعضهم, لانهم كانوا يريدون الطفيلة حصان طروادة لأمور تخصهم, وكان بعضهم يرفع صوته في مدح الجنوب والاشادة برجاله وتاريخه - وهو يستحق - لكن المدح كان لغايات سياسية معلومة.
الطفيلة وأهلها مثل كل المدن الاردنية فيها جهات سياسية تنظم حراكا مطالبا بالاصلاح, والمختلف هو وجود بعض الافراد ممن استخدموا مصطلحات وكلمات لاتليق بالعمل السياسي ولا تعبر عن خُلُق اهل الطفيلة الكرام, لكن الطفيلة ليست بؤرة ثورة على الدولة, وليست اداة بيد احد لتعويض عجزه أو التعبير عن امور لايجرؤ على تبنيها فيريد أن يحملها آخرون.
وحتى موقوفي حراك الطفيلة فإنهم شباب أردنيون نحترم جميعا مواقفهم السياسية حتى وان رفضنا استخدام افراد منهم لمصطلحات وكلمات فيها تجاوز, لكنهم اصحاب دور ومكانة مثل اي شباب اردني, والطفيلة ليست ساحة مغلقة على الدولة بل هي محافظة اردنية كريمة تَنادى اهلها قبل ايام للتعبير عن ولائهم لدولتهم وقيادتهم, وكان ممثلون عنهم في الديوان الملكي أمس, وكل الحديث الذي كنا نسمعه بحسن نوايا أو غيرها من بعضهم لتحويل الطفيلة إلى ملف خارج على القانون والدولة يجب ان يجد من اهل الطفيلة ورجالاتها وشبابها كل رفض. ووجود حراك يطالب بالاصلاح ليس نقيضا للدولة بل حالة شعبية لا خلاف عليها فكل الاردنيين يطالبون بالاصلاح ومحاربة الفساد.
لنحافظ على الاردن نموذجا في التسامح وايضا نموذجا في الاصلاح والامن وحرية التعبير السلمية من دون تجاوز على رمز الدولة وثوابتها, وستبقى الطفيلة وكل محافظات الجنوب صاحبة حضور لكنها ليست حصان طروادة لمغامرات أحد.
العرب اليوم
ليس غريبا أو مفاجئا ان يُصدِر الملك توجيهاته بالافراج عن معتقلي حراك الطفيلة والدوار الرابع وفق الاجراءات القانونية, لان كل من يقرأ تاريخ الدولة الاردنية يدرك ان التسامح والحكمة هما السبيل الاهم في ادارة القضايا والملفات التي تعترض مسار مجتمعنا, وتحت أي مسمى صُنّف الموقوفون لاسباب قانونية أو أمنية أو سياسية, فهم في النهاية اردنيون وجزء من هذا المجتمع وهم تحت مظلة الدولة مهما حملوا من مواقف سياسية وعبروا عنها بشكل سلمي وقانوني.
وجزء من هيبة الدولة الاردنية في حكمتها وتسامح قيادتها, وهي سمة عرفها الاردنيون وكانت دائما نتائجها ايجابية, فمن خرجوا على الدولة والحكم عادوا بقناعات جديدة واصبحوا من اكثر المدافعين عن الدولة, وسنبقى نفتخر اننا دولة بلا دماء أو قتلى أو معتقلين لاسباب سياسية, وان مؤسسة الحكم قادرة على استيعاب اشد الاشخاص قسوة في الفاظهم وكلامهم, وان اي اردني يمكنه ان يعارض داخل دولته وبين اهله من دون الحاجة لِمَهْجَر أو مِنَبَرٍ خارجي.
ولعل العفو الملكي فرصة لاغلاق ما كان بعضهم يحاول صناعته من الطفيلة وجعلها ملفا وبؤرة توتر بل خروجا على الدولة, وبعض من فشلوا في دفع مدن كبرى إلى ان تكون ساحات تحرير, وجدوا في عدد من المحافظات اماكن للنفخ في قضاياها واعطاء الحراك فيها بُعْداً تظهر معه وكأنها محافظات ثائرة على الدولة, وليس حبا في الطفيلة ولا حرصا على ابنائها ذلك الحماس لدى بعضهم, لانهم كانوا يريدون الطفيلة حصان طروادة لأمور تخصهم, وكان بعضهم يرفع صوته في مدح الجنوب والاشادة برجاله وتاريخه - وهو يستحق - لكن المدح كان لغايات سياسية معلومة.
الطفيلة وأهلها مثل كل المدن الاردنية فيها جهات سياسية تنظم حراكا مطالبا بالاصلاح, والمختلف هو وجود بعض الافراد ممن استخدموا مصطلحات وكلمات لاتليق بالعمل السياسي ولا تعبر عن خُلُق اهل الطفيلة الكرام, لكن الطفيلة ليست بؤرة ثورة على الدولة, وليست اداة بيد احد لتعويض عجزه أو التعبير عن امور لايجرؤ على تبنيها فيريد أن يحملها آخرون.
وحتى موقوفي حراك الطفيلة فإنهم شباب أردنيون نحترم جميعا مواقفهم السياسية حتى وان رفضنا استخدام افراد منهم لمصطلحات وكلمات فيها تجاوز, لكنهم اصحاب دور ومكانة مثل اي شباب اردني, والطفيلة ليست ساحة مغلقة على الدولة بل هي محافظة اردنية كريمة تَنادى اهلها قبل ايام للتعبير عن ولائهم لدولتهم وقيادتهم, وكان ممثلون عنهم في الديوان الملكي أمس, وكل الحديث الذي كنا نسمعه بحسن نوايا أو غيرها من بعضهم لتحويل الطفيلة إلى ملف خارج على القانون والدولة يجب ان يجد من اهل الطفيلة ورجالاتها وشبابها كل رفض. ووجود حراك يطالب بالاصلاح ليس نقيضا للدولة بل حالة شعبية لا خلاف عليها فكل الاردنيين يطالبون بالاصلاح ومحاربة الفساد.
لنحافظ على الاردن نموذجا في التسامح وايضا نموذجا في الاصلاح والامن وحرية التعبير السلمية من دون تجاوز على رمز الدولة وثوابتها, وستبقى الطفيلة وكل محافظات الجنوب صاحبة حضور لكنها ليست حصان طروادة لمغامرات أحد.
العرب اليوم