توقيع «نزف منفرد» و«مواسم التزلج على الجميد».. كتابان للزعبي وغيشان
بعنوان(حراك الساخرين)، وبرعاية الفنان موسى حجازين وبمشاركة الكاتبة لانا مامكغ، يختتم المركز الثقافي الملكي نشاطاته ضمن برنامج «كاتب وكتاب» لهذا العام بحفل توقيع مشترك للكاتبين الساخرين ِأحمد حسن الزعبي ويوسف غيشان. يوقع غيشان في الخامسة من مساء يوم الأربعاء 12 الجاري كتابه (مواسم التزلج على الجميد) فيما يوقع الزعبي كتاب (نزف منفرد) في حفل مشترك.
و(نزفٌ منفرد) للكاتب الساخر أحمد حسن الزعبي كتابٌ أهداه وطنه، الذي هو نزفه المتّقد، في إهدائه الأول، قبل أن يمهر الإهداء الثاني إلى بطلة مقالاته اليومية في(الرأي) والدته كرمة العلي، وكرمة العلي شاهدة على ما وقف عليه الزعبي وتأمله في (أوجاع وطن)، وما يصدره من أعمال.
(كرمة العلي)، الضاربة في الأصالة اتكأ عليها الزعبي في عتاباته وهمومه وما أثّر فيه. الزعبي الذي لقي نصّه الساخر الممسرح (الآن فهمتكم) حضوراً كبيراً، قال في تقديمه هذا الكتاب إنّه حصيلة غربة واغتراب ونزف حبر وعرق ورق وابتسامة شهيد، وغبار هزيمة.. وانسحاب.
من مقطوعات الكتاب، الصادر عن (الأهلية)، هذا السطر الذي اخترناه عشوائياً من إحدى المقالات بعنوان(كيف نعشق عمان؟!)، وفيه يقول الزعبي: (أقول للذين يتعاملون مع عمان مثل أي قطعة (ٍستيك) بالشوكة والسكين، أقول لهم: انتبهوا! فعمان لا تقبل القسمة حتى في الحب!).. هذا المقال كتبه في عام 2007.. وفي عام 2011 كتب الزعبي هذا السطر من مقال بعنوان (رصاصة في قلب عصفور):( علموك أن (إبراهيم) اسم ممنوع من الصرف... خطأ.. والصحيح أن اسم(إبراهيم) في عهد (السيد الرئيس) مممنوع من العيش أيضاً.. أفتح كتاب التاريخ.. لقد درستُ في التاريخ أن (بلاد العرب أوطاني.. كذب!.. والصحيح أن بلاد العرب (أكفاني)). (مواسم التزلج على الجميد) للكاتب الساخر يوسف غيشان، وفي تقديمه الذي أهداه إلى روح النعنع؛ عرفاناً لأنه علّمه أن يفتح فمه على مصراعيه بكلّ جراة. وفي مقدّمة من سطرين نقرأ غيشان الداعي إلى الثورة أو ما يعني الثورة: (إذا أردت أن تساعد فقيراً؛ فلا تعطه سمكة...بل علّمه كيف يثور... لو كان الصمت من ذهب، لكان الصامتون أكثر الناس ثراءً في العالم!).
غيشان صاحب (مؤخرة ابن خلدون)، و(لماذا تركت الحمار وحيداً)، اشتغل على الثقافة الواسعة لكتابة مقالة بسيطة ساخرة، وفي تنافذه على محمود درويش وابن خلدون ما يؤكّد ذلك، وقي الكتاب، الصادر عن (الأهلية)، نقرأ مفارقات من مثل: (أما قبل// بدلاً من أما بعد)، و(القرن الفارط// بدلاً من القرن الماضي). من مقطوعات الكتاب: (- شبيك لبيك.. أنا بين إيديك.. إطلب ما تريد!// فرح الرجل، وقال للمارد: - بدي مليون..// وقبل أن يكمل الرجل، قال المارد: - بدك ليمون؟؟!.. إبشر!!// اختفى المارد قليلاً... ثم عاد بعدة كيلوات من الليمون.. وألقاها فوق رأس الرجل... انذهل الرجل وقال للمارد: بدي مليون.. مليون دينار يعني.. مش بدي ليمون.. شو أنا بدّي أعمل عقيدة؟!!!// هنا تحرك الرجل العجوز المدفون تحت أسياخ الكباب وقال:- لا تغلب حالك!... هاظا أطرم//.. أنا إلي سنة بطلب منه إيرجعني شباب... وبروح يجيبلي كباب!!). الراي