نريدها ثورة بيضاء ..فتراجع اداء مرافقنا الحكومية هو الخطر الوحيد الذي يتهدد دولتنا
جو 24 :
كتب محرر الشؤون المحلية - بعد العملية الارهابية البشعة في مدينة الكرك، لا يجوز ان تقفز الحكومة ومجلس النواب عن الحالة المهلهلة لمستشفيات وزارة الصحة في المحافظات.
لم يكن الاعلام الرسمي هو الغائب الوحيد في المشهد ، فلقد كان مستشفى الكرك الذي يخدم محافظة باكملها غير جاهز على الاطلاق للتعامل مع عدد محدود جدا من الاصابات وعانى المصابون الذين لجأوا اليه من نقص في كل شئ ،الاسرة كانت بلا شراشف ووسائد ،و النزلاء عانوا من البرد الشديد، الامر الذي دفع المواطنين لتقديم معاطفهم لتكون وسائد وملاءات للمصابين في العملية الاجرامية التي وقعت في مدينة الكرك .
ان تراجع اداء مرافقنا الحكومية كالصحة والاعلام وغيرها هو الخطر الوحيد الذي يتهدد دولتنا،فلا توجد قوة في الدنيا تخيفنا ،نحن شعب لا نخاف، ولكن الهجمات الارهابية والكوارث الطبيعية تحدث في كل مكان ،وهذا امر يجب علينا ان نتوقعه ونحن نعيش في اقليم يشتعل ، ما لا يفترض ان يحدث هو انكشاف كل هذه الاختلالات والضعف والتداعي في مختلف الوزارات والمؤسسات الرسمية .
في دولة عمرها تجاوز التسعين عاما ، وبعد كل ما مررنا به من تجارب ومحن وصعوبات ،نعود مرة اخرى لنتحدث عن جهوزية مستشفياتنا واعلامنا ومرافقنا وتتحول هذه القواعد الثابتة (نظريا) الى ارض رخوة تبتلع المنجز ،وتعيدنا عقودا الى الوراء .
على الحكومة ان تعترف اليوم بتقصيرها،وتشرع في مراجعات شاملة ومحاسبة وتقييم للاداء ،لا نملك ترف التململ والتردد ،لا مجال لمزيد من الاخطاء ،لا بد من رفع جهوزية مستشفياتنا الى درجاتها القصوى ،لا بد من الاستعداد الكامل لحالات الطوارئ ،على كل مؤسسة حكومية ان تضع خطط طوارئ ،وتزود دوائرها بما تحتاج اليه لمواجهة هذه الظروف ، لا مجال للخطأ بعد اليوم ،لا يجوز ان يستمر وجود غير المؤهلين في مراكز صنع القرار ،يجب ان تنتهي حقبة التنفيعات والوساطات والاصطفافات والمحسوبيات لا بد ان نعتمد على معيار الكفاءة فقط .
نريدها ثورة بيضاء ، نريدها مرحلة انجاز وعمل واستعداد فأمن دولتنا على المحك.