الرنتيسي يقرأ تحولات المنطقة عبر «روائيون في متاهة الشرق»
ضمن مشاركتها في معرض الكتاب في القاهرة أصدرت دار ابن رشد كتاب «روائيون في متاهة الشرق» للكاتب الأردني جهاد الرنتيسي.يقدم الكتاب قراءة للتحولات التي تمر بها المنطقة من خلال رواياتها وانعكاسات هذه التحولات على مآلات فن الرواية.
يناقش الرنتيسي في كتابه رؤية روائيي المنطقة لمقدمات الازمة التي لم تبدأ مع احداث تونس وامتدادها الى العواصم العربية ولم تنته مفاعيلها بصراعات طائفية واثنية ووضع بعض دول المنطقة على سكة التفكيك.
ومن خلال هذه الزاوية يتعرض الكتاب لاسباب قصور الوعي العربي وغياب قدرته على استشراف المستقبل من خلال تاريخ المنطقة وراهنها والظروف المحيطة بها مما ادى الى الدخول في متاهة لم تتضح نهاياتها بعد.
يرى الكتاب الذي حرص صاحبه على اهدائه للمفكر ادوارد سعيد ان جذور الازمة التي تمر بها المنطقة تعود في معظمها الى زمن الحكم العثماني الذي كرس العديد من الاختلالات في منظومة القيم وعادات التفكير ولا يعفي الاستعمارات اللاحقة للمنطقة واخفاقات النظم الوطنية من مسؤوليتها عن تكريس الذهنية العثمانية.يتعمق الكتاب في مناقشة تفاصيل الاختلالات التي كشفتها احداث السنوات الخمس الماضية بتجلياتها التي اخذت شكل نمو الهويات الفرعية والطائفية لتتحول الى ادوات فرز تزيد من احتقان راكمته العقود الماضي لكنه كان غير مرئي ولم يوضع في حسابات المستقبل.
النماذج الروائية التي يناقشها الكتاب والتي تعود الى نخب من روائيي المنطقة العرب وغير العرب تفتح افقا امام توضيح ما اراد الكاتب قوله وتوفر سندا لتحديد الخلاصات.
ومن ابرز الروائيين الذين تناول الكتاب اعمالهم الروائي الفلسطيني محمد الاسعد والسورية روزا ياسين حسن والكردي جان دوست والمصري ابراهيم عبدالمجيد والكويتي اسماعيل فهد اسماعيل واليمني عبدالرب حبيب سروري والعراقي جنان جاسم حلاوي والمغربي محمد برادة واللبنانية ايمان حميدان اضافة الى تجارب روائيين اتراك وافغان وايرانيين.
وتقود الخلاصات التي انتهى الكاتب والكتاب الى التحذير من مظاهر طفت على السطح خلال السنوات الماضية تهدد بانكفاء الخيال والفن الروائي واعادتهما للوراء من خلال تنميطهما.
كتاب «روائيون في متاهة الشرق» محاولة جريئة لتقليص الخلاف حول الدور المفترض ان تقوم بها الرواية والحد من الرؤى النقدية الهشة مع تحميل القارئ بعض مسؤوليات عجزه عن التفاعل مع الفن الروائي ببعديه المعرفي والجمالي واكتفائه بالقراءة السطحية للمضمون.